أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا...

حاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا أصْحاب المَعالي والقرارات الصَّعبة ؟!

03-12-2010 10:20 PM

بحكم أننا رعيّة, نعيشُ على تُرابِ وثرى أردنِّنا الحبيب, والذي نرويه بدمائنا, ونفتديه بأرواحنا, وفي ظلِّ صاحب الجلالة مليكنا الهاشميِّ, حفظه الله ورعاه, الذي استأمنكم علينا, بتكليفكم بمشَقَّةِ المَسْؤوليَّةِ وشَظَفَها, وأكرَمنا بأنَّ نَقِفَ منكم مَوقِفَ الشَّريكِ البَصيـر, لا مَوقف التَّابعِ الضَّـرير.

نقـــول لـكــم :  حَاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا أصْحابَ الْمَعَالــي, فما نحن بمُنْقِذكُمْ وَمُخَلِّصكُمْ, وما أنتم بمنقذينا أو بنافعينا, يوم العرضِ الأكبر, يوم الحَسْرةِ والنَّدامة.

 

حَاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا أصْحابَ الْمَعَالــي, على ما أهلكتم النَّاسَ, و أثقلتـم كاهــلهم, بحَميمِ رفعِ الأسعار, واكتظاظ الضَّرائب, التي تنوء بها السُّفن؟! حتى صارت عليهم سَرْمَدًا, وعبئاً مُبْهظا؟!  و تضرَّمت الأرضُ عليهم ناراً من ثقلها, وعِظَم مسؤوليَّاتها, ولم تتوانوا عن مُنازَعتِهم على لُقمةِ العيش, و دفقةِ وقــود,  حتى بات أبناؤهم يتضوَّرون  جُوعاً على الحَصير, وأجسادهم ترتعـِدُ أوصَالُها من الصَّقيع, يقطعون الأرض وثْبا, لقطعِ جُذوعِ الأشجار, ليوقدوا ناراً  تقيهم  برد الشتاء (المُنتَظر بإذن الله). وكأنكم تكافئون صبرهم و"عفَّتَهم"  بالنُّكوصِ /للحياة  البدائية /, مواطنون باتت تهوي أفئدتهم إلى مَطَالعِ الضُّوء, منتظرين أن تُشرق عليهم قراراتٌ, تُزيلُ عن ظهورهم و قلوبهم بعضاً من عناءِ الضَّرائب, و تُبَشِّرهم بتخفيضٍ للأسعار, و زيادةٍ على الرَّواتب, عَلَّها تُخَفِّفُ شيئاً مما يقصِمُ ظُهورهم, إلاَّ  أنَّ صدوركم تتقيَّأ بعدم تَوانيكم عن اتخاذِ القراراتِ الصَّعبة!! و كأنَّ الإنسان أصبح في خدمةِ الثَّروة, بدلاً من أن تكون الثّروةُ في خدمةِ الإنسان.  من السَّهلِ عليكم خطَّ توقيع قراراتكم الصَّعبة, ولكن من الصَّعبِ عليكم استعادة روحٍ صار القبر لها مأوىً  وملاذ؟!

 

حَاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا أصحاب المعالــي. على فقراءٍ التصقت بُطُونُهم بظُهورهم, وبانت خضرةُ البقل  لِتُرَى مِنْ دَاخِل أجَواْفهم, هاهم يموتون جوعاً و قهراً، "كــ أم يزن" صاحبة الوجهِ الشَّاحب, والجَسَد الضَّامر الوهنان.!!  تموتُ جوعاً "بعد أن  تواريتم عنها وعن غيرها في وضَحِ النَّهار, و حِنْدِس الظَّلْمَاء. وعلى اليتامى والأرامل, الذين تمتزجُ دموعهم فرحاً بحفنةِ خبزٍ تُسُدّ رمقَ جوعهم, وتُسكِنُ قرقرة أمعائهم الخاوية, ولذي العيال الكثير والرِّزق القليل.  وعلى الذين يَحْسَبُهُمُ الجاهلون أغنياء من التعفُّف ؟! الذين لا تنطبق عليهم أيُّ  " معايير" وشروط  الإعانة والإغاثة, بل (العيش الكريم), فلا  تَغدو عليهم أيُّ لقاحٍ  و لا تــروح؟! لكم الله, لكم الله الذي لا يُرَام جَنَابه, وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ الذَّرّ وَإِنْ تَكَاثَفَ حِجَابه.

 أين حق هذه الفئة المظلومةِ المعدومةِ المكلومةِ المحرومةِ؟!  أين حقوقهم مما أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيكم؟ من خيراتِ البلاد, أين رعايتكم الحَقَّة لرعيِّتكم التي أنتم منوطون بها؟!

فَهَلْ عَسَاكم أنفقتموها على رفاهيَّـة النُّخبة الصَّفوةِ الكِبـــــــــَـار, والذين زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ!!  أيُعقل يا أصحاب المعالي أن  تتلذَّذوا وتأنفوا لأنفسكم بالْعَيْش الرَّغِيد, وبأطايب الطعام, ومُعتصرِ الشَّراب, ومَباهِج الحساة, وتترنَّحون فوق النَّمارقِ المصفوفة؟! والنَّاسُ في خَصَاصَة ((مُفارقـــات مُحيِّرة ))؟؟!!

لمَ لا تكونوا أول من يجوع إذا جاع النَّاس, وآخر من يشبع إذا شبع النَّاس, وأنتم تحملون أمانة هذه الأنفس الضَّارعة ؟ كيف سيعنيكم شأن الناس إن لم يُصِبكم ما يُصيبهم!؟ أو أنَّكم لا تعلمون بأحوالنا ؟! إن كنتم لا تعلمون فأنتم بـــُــراءٌ منا, براءة الذئب من دم يوسف ؟!! لكن... كيف لا تعلمون بأحوالنا وقد ولِّيتم أمرنا؟! إن كنتم لا تعلمون, طوفوا بين الناس, وتفقَّدوا أحوال رعيتكم, علَّكم تبلون أخبارهم.

واسألـــوا ؟! اسألوا القبور التي صارت ملاذاً للفقراءِ و الأيتام. اسألوا أغصان وجذوع الأشجار التي صارت وقودا للنار, في ليالي البرد القارص. اسألوا قطرات الغيث المحشورة في الهواء؟. اسألوا الراتب الشهري اليتيم, الذي تقتصونهُ لدفع الضرائب والرُّسوم, ومسايرة غلاء المعيشة, حتى بات بقايا أشلاء راتبٍ وهْميٍّ, مَحَكوماً عليهِ بالإعدام شنقاً بلا ذنبٍ منه معلوم, باليمين تُعطون وبالشمال تأخذون, راتب لم يتبقَ منه مقدار نَقِير للصِّغار التي تفتحُ فاها كالفراخ... واسألوا أصحاب جرائم الياقات البيضاء ؟! الذين ما لبثوا أن تركوا  كراسي المسؤولية, التي استُئمنوا عليها إلا وهم بالملايين مُكبَّلين مغرورقين, (من أين لهم هذا؟!) هؤلاء يُتركون وشأنهم, وتسعون خلف أرملة بلغ يتيمها الثامنة عشر من العمر, سرعان ما يُقطع نصيبه مما يَسُدُّ رمقه, دون ترك مهلة لهم حتى للبحث عن عملٍ يقيهم شرَّ الأزمات؟! اسألوا الكنوز التي تحت عرش الرَّحمن التي يستهلُّها الناسُ في فَلَق الصُّبْح, وسحَّاء الليل, من ضَنَك وعُسْر الحياة, لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.  اسألوا المقالات التي تُعرَض نهارا جهارا, تتوسَّل إليكم لإنقاذ حالاتٍ تُشارفُ على الموت, اسألوا صرخات المستغيثين, و نفثة المكروبين, وآهات المظلومين, وصيحات المكظومين, التي أطلقتها الحناجرُ الصَّائحةُ الصَّادحةُ, وكأنَّها بوقٌ سَمَاويِّ يُدويِّ ويُصلصلُ  ليل نهار, أم تَخِرُّون عليها صُمًّــــا وَعُمْيَانًــــــــــــا؟؟!!

 

حَاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا  يا أصحاب المعالي, على مرضى تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يمنة ويَسْرة من الألمِ السَّعير,  ويتلفظون الآهاتَ شَهيقاً وزفير, يستجدونكم بالدَّمعِ ممزوج بحبرِ القلم ( لتأمينٍ صحيِّ ) يقيهم بعضاً من الآلام, دون ردٍ منكم بجواب؟! أم ستُقرُّونها مع شهادة الوفاة؟!

 

حَاسِبوا أنْفُسَكُم قَـبْلَ أن تُحَاسَبوا يا أصحاب المعالي لينقذنا الله من تسونامي البحر الميت (لا قدَّر الله)  بعد أن دنَّس العراةُ أرضنا بتعرِّيهم لترويج إعلاناتهم, وأوقفوا حفلات الشاذين جنسيِّا في الأزقة والشوارع والطرقات؟!, ولا تحرمونا الرزق بالغيث, لذنوبٍ ومنكرات, لم تنهوا عنها وأنتم أصحاب القرار, أودعتموها بلا حسيب أو رقيب, دون اتخاذ أدنى إجراء,  ولا تُحَقِّـقوا فينا قول الله تعالى( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ(الزخرف ,55) وتقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير

د.نجود المجالي njoodmajaly@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع