النجم الأحمر

هناك قول كان كبار السن يقولونه سابقاً وهو : ( إذا ظهر النجم الأحمر، عمّ الخراب في سائر البلدان ) ولا نعرف ما صحة هذا القول والمثل؟ ولا حتى حقيقة النجم الأحمر وقصة ظهوره؟ وهل هذه الظاهرة موجودة بالفعل أم أنها أسطورة (أكذوبة) تُروى بين الناس ،... لكن ومع مرور الأيام ظهر وأنتشر ما هو أخطر من النجم الأحمر ، ويمارس بكل الأوقات وعلى طول أيام السنة ويحتفلوا به بالأول من نيسان ...بالأمس القريب يروي لنا أحد الشباب المتحمسين في خدمة بلده قصة جميلة وحقيقية حيث يقول :بحكم عملي ولقائي بوجهاء أهل بلدتي ومن كان منهم مسؤولاً أو حتى يعمل بالنطاق الخدمي

( عامل حاله مسؤول) ومن خلال حواري وحديثي معهم من أجل تحصيل الخدمات للبلدة ، كان معظهم يهتم بالسمعة والإعلام ونشر صوره فقط ...وقد كان حديثهم متشابهاً ، فقد قال الأول : بأنه صاحب فضل كبير ومعروف على هذه البلدة وأن معظم الخدمات الموجودة كانت بمجهوده الشخصي وعلاقاته الخاصة بالمسؤولين وعلى قول ( أمبارح كنت عند المسؤول الفلاني ، وقبل يومين رن علي الوزير الفلاني) ، أما الثاني فكرر نفس الكلام بعد أن قام بتكذيب ما قاله الشخص الأول وأضاف بعض الانجازات مُدَعّمه بالصور ( مثل وجوده على نفس المنسف الموجود عليه المسؤول الفلاني ) ...

والثالث كان له نفس الحديث ونفس طريقة فرد العضلات وإظهارها، طبعاً مع تكذيب السابقين ونسب الفضل له بكل الخدمات مع وجود حاشية من حوله تبصم له بالعشرة ويصفقون له دون علمهم عن ماذا نتحدث.... وكذا الرابع والخامس ...
تُرى ما الذي يحدث في هذا العالم ؟ ولماذا اختلف الناس هكذا ؟ فلم يعد أحد يهتم بما قدم وخدم بقدر ما سيقال عنه وما سينشر الناس عنه في مواقع التواصل والمشكلة أن المعظم يعتمد على الكذب والتسلق على ظهور الآخرين... فظاهرة النجم الأحمر ربما تكون خيالية ، أما الكذب فقد أصبح واقع وملحً لصاحبه وبعدة ألوان وطرق، وعلى قول (الكذب ملح الرجال وعيب على اللي بصدق)...وكل يوم نقول ربما الغدُ أفضل ، لكن يتبين لنا أن أمس كان أفضل ... وكما قيل بأن السياسيون كلهم متشابهون ، فهم يعدونك ببناء جسر حيث لا يوجد نهراً بالأصل..