لسنا من هواة كثرة تشكيل الحكومات على نحو ما يتمنى المستوزرون وهم في بلدنا كثر , ونتمنى لرئيس الوزراء المحترم الدكتور هاني الملقي الصحة والبراء من كل مرض , لكننا وككثيرين غيرنا , نرى وفي ظل ظروفنا الداخلية والإقليمية الصعبة السائدة حاليا , أن هناك حاجة ملحة للتخلي عن نهج تشكيل الحكومات الليبرالية التي لم تنجح حتى الآن في تحقيق طموحات المواطن والقيادة على حد سواء , ولأسباب لا نعرف كنهها وتفاصيلها ولربما كان لديها أسبابها والله أعلم ! .
تحيط بنا وببلدنا اليوم تحديات كبرى يختلط فيها الحابل بالنابل , وتتكاثر فيها الإشاعات وتسري بين العامة سريان النار في الهشيم , في ظل فقر قاهر وبطالة كبرى , والكل يتذمر ويشكو والغموض يلف الجو العام في بلدنا , ويظهر طابور خامس وسادس وصحف صفراء تسعى لزعزعة وحدة شعبنا وإستقرار بلدنا عبر بث أخبار يقطر من حروفها السم الزعاف ! .
هذا الحال يدعونا إلى تكرار ما سبق ودعونا له مرات عديدة سابقا , وهو حاجتنا الماسة لحكومة وطنية تضم شخصيات وطنية مشهود بها ولها عبر الوطن كله , شخصيات يعرفها العامة جميعا بأسمائها وبإخلاصها للوطن وللعرش وبقدرتها على مواجة الظرف وتحدياته والدفاع الصلب عن مصالحه وتحظى بإحترام دول الإقليم ويتمتع كل فرد فيها بقدرات سياسية فائقة .
بصراحة تامة لم تعد ظروفنا المحلية والإقليمية وحتى الدولية , تمنحنا ترف الإكتفاء بحكومات ليبرالية لا تعرف أغلبية العامة من الشعب الكثيرين من شخوصها ولم تسمع بأسمائهم إلا عند توليهم مناصبهم , فمن أبسط بديهيات حق المواطن في أي وطن كان , أن يعرف على الأقل من يحكمونه من حكومات وما هو ماضيهم وما هي قدراتهم التي أهلتهم لتولي منصب وزير أو حتى مدير أو أمين ! .
ليس عدلا بأن نلقي بكل حمل حماية أمن بلدنا وإستقراره على الجيش ومؤسساتنا الأمنية البواسل منحهم الله مزيد القوة والمنعة , فلا بد من أن تكون هناك حكومة وطنية قوية تعمل وتتكلم وتتواصل في الداخل والخارج ويشعر كل مواطن أردني من عقربا إلى العقبة أنها حكومته وأن كل وزير فيها يمثله , وأنها عون للقيادة بحق ومطلعة على كل ما يجري ولها رأي فيه وتتحمل وبالكامل مسؤولية قراراتها وسياساتها أمام الناس جميعا .
لا نشكك أبدا في قدرات ووطنية كثير من وزراء الحكومة الحالية أو رئيسها المحترم , لكننا نرى وبإختصار شديد أن الحاجة للتغيير وعلى أي نحو كان , باتت ملحة جدا في زمن ملتبس جدا , وظروف إقليمية ودولية تتغير على مدار الساعة إلى نقيضها وكلها تنذر بمخاطر قد تداهمنا لا قدر الله في أية لحظة .
وقبل أن أغادر لا بد من القول أن هناك ظلمة يعملون ويسعون حثيثا بأمل تفجيرنا من داخلنا خيب الله ظنهم ومسعاهم أنى كانوا , وعلينا جميعا أن نسقط مسعاهم بين أيديهم , وأن نذهب وفورا صوب الصواب الذي يعالج شكوى شعبنا ويسد المنافذ التي قد يحاول أعداؤنا النفاذ منها , كي نصل إلى نقطة يتغير حديث شعبنا في مجالسه إلى نقيضه براحة بال ويسر حال وبشكر للحكومات لا نقمة عليها , وليس ذلك بالمستحيل عندما يجد رجالا رجالا يتولون الأمور ويواجهون المصاعب والخبائث والدسائس برجولة وحكمة وقوة وإقتدار . الله سبحانه من وراء القصد .