قبل حوالي الأربعة أشهر وقع العشرات من اهالي مخيم سوف عريضة تتعلق بنقص عمال النظافة التابعين لوكالة الغوث الدولية واللذين يعملون في المخيم وقد كتبنا حينها أن شوارع وأزقة مخيم سوف تتحول إلى مكرهة صحية بعد الساعة العاشرة صباحا لكثرة النفايات في المخيم بسبب نقص عمال النظافة ، وقد تم الاستجابة لمطالب أهالي المخيم حيث أصبح عدد العمال ستة عشر عاملا مما انعكس ايجابيا على مستوى النظافة ، أما الآن فللأسف أصبحت شوارع المخيم مكرهة صحية طوال اليوم والسبب هو ذاته بل قد زاد هذا الأمر سوءا بسبب مضي وكالة الغوث في تقليص خدماتها لقاطني مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن ، ففي هذا الشهر قامت وكالة الغوث الدولية بإنهاء عقود ثمانية عمال نظافة في المخيم ليبقى فقط ثمانية عمال ، الغريب في الأمر هل عدد السكان قل أم نقصت مساحة المخيم ليتم التقليص بهذه الصورة !
نداء يوجهه أهالي المخيم للمسؤولين في دائرة الشؤون الفلسطينية مرة أخرى فهل يعقل أن مخيما تصل مساحته إلى 550 دونما وعدد سكانه يتجاوز 18 ألف مواطن هل يعقل أن يكفيه ثمانية عمال للحفاظ على نظافته ! بالتأكيد العدد لا يكفي ، فحصة العامل الواحد تصل إلى 68 دونم تقريبا من مساحة المخيم و 2250 مواطن من عدد السكان يجب عليه جمع نفاياتهم يوميا !!
والمصيبة عندما يمرض احد العمال ويحصل على إجازة مرضية حيث يتفاقم الأمر، فالعدد الموجود حاليا يجعل من العمال عرضة للتعب والإرهاق الشديد مما يؤدي إلى تغيب بعضهم مرضيا كما قلنا سابقا ، لذلك نتمنى على مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية العودة والضغط على وكالة الغوث للتراجع عن قرارها بإنهاء عقود عمال النظافة ، فالأمر أصبح لا يطاق فالروائح والنفايات تتكوم في شوارع المخيم على مدار الساعة وهذا الأمر يزيد من نسبة تعرض الأهالي للأمراض المختلفة ، ولا يجوز القبول والرضي بالأسباب التي تستند عليها وكالة الغوث من أن امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن تحويل مساعداتها للوكالة هو السبب لما يحدث ، فما ذنب أطفال وأهالي المخيم ليتعرضوا للأمراض والروائح التي تزكم الأنوف ألا يكفيهم مأساة خروجهم وتشريدهم من بلادهم .