أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز. كتيبة جنين : استهدفنا معسكر سالم. القناة الـ12 : التفاوض مع المقاومة وصل لطريق مسدود. مبادرة بلجيكية لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بسوق أوروبا. التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء الإعلام الحكومي: مدينة غزة تعيش حالة من العطش الشديد. إيران: الطائرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية أو بشرية في أصفهان الجهاد الإسلامي تدين التنسيق الأمني وتدعو للاشتباك مع الاحتلال الاحتلال يمنع نقل المصابين بمخيم نور شمس الأمم المتحدة: تراكم النفايات بغزة يتسبب بكارثة صحية «المناهج»: الكتب الدراسية للصف 11 قيد الإعداد حماس تنتقد تصريحات بلينكن بشأن صفقة الأسرى كتيبة طولكرم: حققنا إصابات مباشرة بجنود العدو توقف جميع آبار المياه بشكل كلي في غزة الشرفات: استبدال النائب الحزبي المفصول بـ”العامة” يتفق مع الدستور مستوطنون يسرقون ماشية لفلسطينيين بالضفة أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا سريعا وفاة أردني بحادث سير في السعودية الصفدي لوزير خارجية إيران: لن نسمح لكم ولإسرائيل بخرق أجوائنا الرجل الموقوف بعد تطويق قنصلية إيران في باريس لم يكن يحمل متفجرات
خامات وقامات

خامات وقامات

05-02-2018 01:27 AM

نقد الخامات من قبل القامات ، أقصد خامات الأدب وقاماته , تتأرج بين رأيين، الأول، يرى أنه لا بد من النقد وبقساوة حتى يكون نتاج الخامة الأدبية نتاجا قويا دقيقا سلسا حذرا ذو أسلوب راق، يلامس أذن المستمع وذوق القارئ بنعومة ورقة، يكون قد خضع للمراجعة والتمحيص والتدقيق، وله وقع على الأحاسيس والمشاعر ومكانا في القلب، تجعل كل منها يتأثر به ويحدث شوقا لرؤية أو قراءة المزيد، يشعر المتلقي أمامه أنه أمام نص جدير بالقراءة واستحق بجدارة الوقت الذي صرف عليه. في حين يرى الإتجاه الآخر أن الخامة الأدبية تتعلم بالمراس ولا حاجة لها بالنقد في خطواتها ألأولى، فيجب تركها للمحاولة والخطأ حتى تصل إلى درجة التمكن معتمدة على نفسها ، مستندين إلى الرأي القائل أن النقد القاسي يولد الإحباط ويسبب تجنب الظهور أمام الجمهور خوفا من الخطأ، ما يقلل بالتالي من النتاج الأدبي ويحصر الأدب بنخبة النخبة وما يجعل الخامات يظنون أن هذا يشكل نوعا من الإحتكار ويحصر الأدب في فئة محددة يصفونها بالمتعجرفة والمتعالية ويتهمونها بالأنانية وحب الذات وأنها تضع العصي في الدواليب وتعرقل المستجدين من الخامات حتى تبقى الساحة خالية للقامات.
أيا كان الأمر، سواء تعلق بالنخبة من الخامات أو نخبة النخبة من القامات فهو أمر شخصي وليس سياسة عامة، فلا القامات اتفقت على القساوة والشدة في النقد، ولا الخامات بمجملها ترفض النقد إذا كان موضوعيا وهادفا ومفيدا وبريئا. فمن الخامات من يتقبل النقد المحترم الواعي الهادف الى التقييم بهدف التقويم ومن القامات من يلتزم بذلك فلا يقبل على نفسه أن يقوم بالتشريح بهدف التجريح لكنه لا يطيق الغلط ويحب الإشارة إليه ولا يستطيع السكوت عنه، ومع افتراض نبل الهدف، فإن الأمر يتوقف على أمور أربعة، أولا الأسلوب وثانيا المكان وثالثا الحضور ورابعا الموقف.
إذن الأمر برمته سلوكي يعتمد على الحنكة والوعي ونبل الهدف وطريقة العرض، فلا أعتقد أن من الخامات من يرفض النقد بالمطلق وأحسب أن كل منهم يتقبل النقد المتكئ على الأسلوب الصحيح ومن الطبيعي أنه يرفض الانتقاد وشتان ما بين المفهومين فالنقد كما أشرنا هوتقييم بهدف التقويم يبحث عن المحاسن قبل المساوئ ويعرضها بأسلوب راق يقبله الجميع، يعتمد نقد النص لا نقد ا، في حين أن الإنتقاد هو تشريح بهدف التجريح ، ذو مخالب تبحث عن المثالب للنيل من الهدف وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
لا أحد يستطيع انتقاد النقد الموضوعي، فهو واحد من الأجناس الأدبية المعروفة لكل من يتعامل مع الأدب أو الأدباء أو الكتاب وهذا لا يتقنه الا من تبحر في علومه وتمرس عليه وهذا أيضا لا يسبب الحرج ولا يمكن لأديب أو متأدب أن يرفضه ، بل هو متطلب أساسي من متطلبات النجاح .لكن هذا النقد إذا خرج عن سكته الأدبية المعروفة التي لها معاييرها وأسسها وقوالبها وأحيانا اجتهاداتها ، يدخل في الإطار الثاني وهو الانتقاد الذي لا يخرج إلا من ناقص غير واثق، يحب أن يظهر فشل الغير ليغطي على فشله.
نحن في كل ما ذكر نتحدث عن الأدب والأدباء ومن اختاروا سلوك هذا الطريق، أما بعض ما يعرض هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي فمنه ما لا علاقة له بأي جنس أدبي ، يشعر القارئ أمامه أنه أمام كأس من البلاستيك الشفاف الذي لا يحتاج إلى حرارة أو برودة زائدة لينكسر أو ينكمش. هذا النوع من النصوص هو الذي يجب يحارب لأنه أولا لم يصدر عن أديب أو حتى عن متأدب ولم يصدر عن شخص يتقن فنون اللغة ويتملك القدرة على توظيف مفرداتها بطريقة صحيحة وهادفة، وقد يكون نتاج تجميع جملة من هنا وعبارة من هناك، تلتأم لتولد نصا شاحب الوجه معتلا، لا يقاوم أول هبة للريح، وجد طريقه للنشر إما على موقع المرسل وله ذلك، أو على موقع أدبي لصديق أو قريب ارتضى نشره مجاملة، وهو بكل الأحوال لن يصمد إن لم يجد من يصفق له.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع