زاد الاردن الاخباري -
خاص - كتب جلال الخوالدة - كتابُ الإستقالة الذي تقدمت به حكومة سمير الرفاعي بدا عاطفياً وإنشائياً أكثر منه شرحاً عملياً وتفصيلياً لما تم إنجازه بالفعل خلال العام الذي تولت فيه الحكومة المسؤولية، كما غاب عنه الحديث عن الكثير من البرامج التي تم تكليف الحكومة بها ولم تقم بإنجازها، أو لم تستطع إنجازها، وكان معظمها حاسماً وضرورياً ، وهذا ليس بالموضوع الأساس.
الموضوع الأهم الذي نلاحظه عقب استقالات الحكومات وتشكيلها، أن كتّاب خطابات قبول التكليف والإستقالات لدى الحكومة، وحتى خطابات الرئيس في المحافل الدولية، كلها تتناسى أن في الوطن من يقرأ ويدقق تلك الخطابات وأن هناك من يجرون مقارنات حقيقية ومكثّفة بين برامج خطاب التكليف مثلا وقبول التكليف وخطاب الإستقالة وما تم إنجازه بالفعل على أرض الواقع، كما يتناسون ان المواطنين جميعا، مهتمين بشكل كامل لمعرفة ما تقوله الحكومة عن إنجازاتها ومقارنتها بما يحدث حقيقة في الوطن وعلى المستويات جميعاً.
ما نريد قوله هنا، أن خطاب الإستقالة – مثلاً- قد أهمل قضايا أساسية، كان خطاب التكليف قد شدد عليها، مثل إنجاز مدونة للعمل النيابي، ويظنُّ كاتب خطاب الإستقالة، أن التعرض لمثل هذه القضايا، قد يجعل الرئيس يبدو مقصراً امام جلالة الملك والشعب، أو قد يكون التكاسل في البحث عنها والضعف في توظيفها بصورة ملائمة هو السبب في تجاهلها ولكن الحقيقة ان الناس تعرف وتتابع وتهتم، فماذا كان ينقص كتّاب هذه الخطابات من إضافة أنه بسبب ضيق الوقت وحجم إجراءات العملية الإنتخابية والظروف السياسية التي مرّت بها البلاد لم تستطع الحكومة تنفيذ بعض الرؤى التي تضمنها خطاب التكليف ولكن العمل جار على قدم وساق لتحقيقها، مثل وضع الأردن في التنافسية العالمية وغلاء المعيشة وغيرها.
بدون مجاملات لا تفيد أحدا، الشارع الأردني مهتم أن يعرف أن الملك قد وضع رؤية عامة شاملة لم يتم تنفيذها بالكامل، والإعتراف بالأخطاء أو التقصير أحياناً من قبل الحكومة يعد شجاعة ليس لها مثيل، فنحن في عصر المعلومات وتدفقها وانسيابها الفني والموضوعي، ومن المهم أن نتذكر أن طالباً في الصف الخامس الإبتدائي، يستطيع أن يجري تلك المقارنات خلال دقائق، وأن عصر التجهيل والتجاهل والجهل، قد ولّى إلى غير رجعة، ولا نريده ان يعود أبداً