غريب ومريب ومستهجن هذا " الضخ الإعلامي المفاجيء " الذي يسعى وبإصرار على تأزيم علاقاتنا مع أكبر وأقرب حليف عربي لنا تاريخيا وهو المملكة العربية السعودية الشقيقة ! .
فخلال أربع وعشرين ساعة فقط , نقرأ أخبارا هي أشبه بحملة شاملة تتحدث عن ... حشود عسكرية سعودية على حدودنا ! , وعن خلافات حادة بين وفدنا البرلماني ونظيره السعودي في مؤتمر المغرب حول الوصاية الهاشمية على المقدسات !, وقبل ذلك عن ضغوط سعودية على الأردن لعدم المشاركة في القمة الإسلامية في إسطنبول بوفد رفيع !, وعن تسييس متعمد لموضوع رجال الأعمال صبيح المصري الذي عاد إلى عمان اليوم , بعد أن قيل أنه محتجز في الرياض رهن الإعتقال , لا بل وربط لذلك بالمشاركة الأردنية تلك ! .
الله أكبر !, آخر ما يمكن أن يخطر لنا على بال هو أن تحشد السعودية جيشها على حدونا لتحاربنا , وبالمناسبه , نستذكرهنا هبة جيشهم لنجدتنا والمرابطة في جنوبنا إبان حرب الإستنزاف عقب حرب حزيران عام 1967 في مواجهة العدوان الإسرائيلي , فهل للعقل أن يصدق خبرا مدسوسا ومسموما يبغي الفتنة وتسميم العلاقات الأخوية بيننا , وللتو فرغت وحدات من جيشنا وجيشهم الباسلين من تمرين مشترك ! .
هذا زمن عربي بشع يستغله المغرضون الذين ما إنفكوا يتمنون لا بل ويعملون جاهدين على ضرب العلاقات الأردنية السعودية بأي طريقة يستطيعون , والمستهدف ويا للعار!, هما الاردن والسعودية معا لا بل وعرب الشرق جميعا , عندما يجري ترويج أخبار كاذبة وإستغلال موقف أو كلمة هنا أو هناك وتضخيمها وتأويلها كما يتمنى مرضى النفوس , خدمة لأعداء العرب وخصوم العرب في زمن عربي صعب دقيق وحساس ! .
لهؤلاء المارقين المروجين لكل ما قد يفرق الأمة ويشتت شملها أكثر مما هو مشتت , نقول , إبحثوا عن غيرنا في الأردن والسعودية بالذات , فمهما حاولتم , الفشل حليفكم , وعلاقاتنا التاريخية الراسخة ستبقى دوما هي الأقوى رغم كيد ومحاولات البائسين , وسيظل الاردن والسعودية وبحكمة قيادتيهما الكريمتين ونباهة شعبيهما الشقيقين , المثل الأروع في صدق ومتانة العلاقات خدمة للأمة وعقيدتها ومصالحها .
أما من يرى في هذا الزمن العربي الملتبس فرصة ثمينة لصب نار أحقاده ضد الاردن والسعودية وإشعال دنيا العرب بالفتن والفوضى طمعا في تحقيق غاياته ومآربه المعادية للعرب , عطفا على قرار ترمب ومخططات إسرائيل , فهو مجرد واهم , وسيظل الاردن والسعودية وكل العرب , شوكة في حلوق أعدائهم وسدا في مواجهة رغباتهم ونواياهم . والله من وراء القصد .