أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة. الصحة العالمية تُجيز لقاحا ضد الكوليرا. هنية يلتقي أردوغان اليوم السبت توقع تحسن حركة السياحة على البترا شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنعنا من إسعاف المصابين بمخيم طولكرم غالانت وأوستن يبحثان "خفض التصعيد" الترخيص المتنقل ببلدية برقش الأحد قطاع الألعاب الإلكترونية الأردني في نمو مستمر عبيدات: أنظمة الذكاء الاصطناعي تستبيح حقوقنا وفاة الشاب الذي أحرق نفسه خارج محكمة ترامب حاملا معه سر انتحاره صفارات الإنذار تدوي في إصبع الجليل الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية بغزة أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية الأردن .. مروحة سقف تكسر جمجمة طفل محافظ العاصمة يفرج عن 15 شخصاً من موقوفي الرابية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ما بعد القرار المسخ لترامب

ما بعد القرار المسخ لترامب

17-12-2017 01:15 PM

اما وقد انفض مسلسل الإدانات العربية والإسلامية والدولية وقالت الدول كلمتها وباجماع غير مسبوق , برفض الخرق الواضح للقوانين والتشريعات الدولية، ولقرارات المنظمات العالمية ومنها قرارات الأمم المتحدة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وما زالت هذه الإدانات مستمرة حتى ساعة إعداد هذا المقال. يبقي السؤال الجلي والمطروح على الطاولة العربية والإسلامية هو ماذا نحن فاعلون ونحن أمام اهم قرار مجحف وظالم عرفته البشرية تبناه رئيس اكبر دولة في العالم ، وهو الداعم لدرجة الجنون والاستهتار بالعالم ومن يتم تصنيفه بالرئيس الارعن المشاكس والمتعصب والمتطرف الدي يقدم على تقديم العطايا والهبات على حساب الغير إلى من لا يملك!!!.

من البديهي الإشارة إلى أن عروبة القدس الشريف وفلسطينيتها هو أمرلا جدال فيه وأنه لا يعتمد قطعا على قرار"ترامب" والذي تشير استطلاعات الرأي العام الأمريكي بأنه متخم بالفضاذح وبأنه اي ترامب
سيكون في دائرة خطرعدم استكماله لفترته الرئاسية ، وانه كان من أبرز أسباب قراره هذا هو التخلص من الابتزاز الصهيوني له وتهديده بإبراز هذه الفضاىح للعلن والتي أهمها تورط ترامب بفضيحة الاختراقات الروسية للانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أتت بترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية .

إن الإجماع على عدم مشروعية الاحتلال هو إجماع دولي، حتى أن دولا استعمارية أوروبية سابقة مثل بريطانيا وفرنسا ويماثلها دولا أوروبية أخرى ، أجمعت على عدم شرعية قرار ترامب بجعل القدس عاصمة لإسرائيل إلى الحد الذي قوبل فيه نتنياهو باستقبال فاتر بل ومهين أحياناً كما حصل له في شارع 10 في لندن وتم ""لطعه"" خارج مبنى رئاسة الوزراء لدقائق قبل أن يدخل بنفسه إلى داخله!!

يدعي الرئيس الأمريكي ترامب وذلك قبل أن يتمنى للشعب الفلسطيني أن يباركه الله بأن في قراره هذا يريد أن يخدم السلام وكسب ثقة الإسرائيليين حتى يتقدم بخطة سلام شاملة سوف تتطلب من الإسرائيليين تقديم تنازلات مؤلمة!!!! هذا هراء !!، ومن المخجل انك تجد من بين بعض العرب من يروج لهذا الطرح والاسهاب بوصفه قرارا حكيما سيخدم السلام ومن هؤلاء من يروج له بخبث واستهبال !

عن أي خطة سلام يتكلمون وقد تم وآدها جميعها بجرة قلم وقعها ترامب بكل استخفاف وهنجعية وقذف السلام كله في سلة المهملات؟.

ان ثلاثة وعشرين عاما من التفاوضات انتهت بلحظة واحدة ولم يدع هذا القرار لأي راغب حقيقي في السلام أن يعود للوراء في وقت ما زال بعض المسؤولين العرب يتحفنا ببعض الآراء الغريبة مثل ان الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى الوسيط النزيه الذي لا غني عنه وهو وسيط راغب بحق في إحقاق السلام!!!! في واقع الأمر، انك لن تجد مواطنا عربيا واحدا من المحيط إلى الخليج من هو يثق بعملية السلام ، بعض الحكام هم فقط من يهرولون بسرعة البرق نحو هذا السراب والذي يأملون من خلالها الحصول على الضمانات المطمئنة للبقاء على رأس الحكم
ومتابعة نهج البعض منهم في السيطرة على شعوبهم بداعي أن النزاع مع "الأعداء" يتطلب إدراك أن أولي الأمرهم وحدهم هم من يدركون أين تكمن مصلحة الشعوب .

فلسطينيا، لم يدع هذا القرار الأميركي المتعنت وما تبعه من استفزاز إسرائيلي للفلسطينيين والاستمرار في التنكيل بهم، لم يترك للفلسطينيين سوى خيارات محدودة ولكن أهمها هو التخلي عن المفاوضات لأن ما سيتم طلبه ومنهم وعرضه عليهم سيكون مرفوضا بالمطلق ، وأنه لن يكون هناك مساومة على عروبة القدس واسلاميتها وأنه لن يقبل فلسطيني واحد بالسيادة الإسرائيلية عليها وأنهم اي الفلسطينييون سيتمسكون وبصرامة وتصميم على أنه لا سلام دون سيادة الفِلسطينيون على القدس حتى وإن كان الثمن هو مزيدا من الألم والمعاناة ، فتلك هي عروس عروبتهم وفلسطينيتهم ، وهي اعز ما يملكون وأنه لم يعد هناك أدنى شك لدى الفلسطينيين بأن تحقيق مشروع إقامة الدولة الفلسطينية الواحدة ستكون مفاتيحه بأيديهم من خلال استكمال النضال وان ذلك لن يتأتى حصوله الا من الداخل .


اما اردنيا، فان هذا البلد بات في وضع لا يحسد إليه بسبب محاولة تهميشه لمواقفه الصلبة والنبيلة من جهة ، وبسبب التراكمات في الأزمات الاقتصادية من جهة اخرى والتي من أحد أسبابها الحصار الغير معلن عليه ومن كل الاتجاهات ، وبسبب محدودية الأوراق في هذا الوقت الصعب ، ولكنه سينهض من هذه المحن قوياً وأكثر صلابة ولكن لن يتأتى ذلك إلا بمزيد من التحصين للجبهة الداخلية من خلال الالتفاف حول القيادة الهاشمية ، وممارسة ادوارا سياسية خارجية ترفض الإملاءات ، ولأنه بحقيقة الأمرفان الأردن هو من يحقق الاستقرار لدول المنطقة بحكم موقفه وموقعه، وكذلك فإنه من الحكمة بمكان أن تعتمد الدولة الاردنية برنامجا اصلاحيا شاملا وحقيقيا وليس ظاهريا ووقتيا ليشمل هذا الإصلاح المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وان تتم مراجعة كافة تحالفاتنا ، وان يترسخ في أذهاننا واذهان صانعي القرار بأننا نحن من نمتلك القوة ومفاتيح الاستقرار وان يدرك من يفكر بالمساس في هذا البلد بأن النار ستحرق وجهه واصابعه .

م. محمد الخطيب
عمان – الاردن






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع