أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قرارات مجلس الوزراء قرار قضائي بحق شاب تسبب بحمل قاصر بعدما أوهمها بالزواج في الأردن الاردنيون على موعد مع عطلة استثنائية في هذا اليوم الملك يستقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع الإيرلندي ميهال مارتن رئيس النواب يلتقي وفداً برلمانياً قطرياً ويؤكد متانة العلاقات بين البلدين الخريشة يدعو القطاع التجاري للانخراط بالعملية السياسية والحزبية الانتهاء من تجهيز البنية التحتية لثلاثة مستشفيات و37 مركزًا صحيا التلغراف: تراجع حركة الشحن بالبحر الأحمر بمقدار الثلثين حالة تأهب بالبلدات الإسرائيلية على الحدود الشمالية غالانت: الفترة المقبلة ستكون حاسمة بالجبهة الشمالية الاحتلال: قصفنا 40 هدفا لحزب الله هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر خدمات الأعيان تتابع تنفيذ استراتيجية الاقتصاد الرقمي الاتحاد الأوروبي يدعو لتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة مذكرة تفاهم بين الجيش والجمارك إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية
المطلوب من العرب تجاه القدس ..!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة المطلوب من العرب تجاه القدس .. !

المطلوب من العرب تجاه القدس .. !

08-12-2017 10:43 PM

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال عن العديد من المفاجآت السياسية والمشبوهة على مستوى العلاقات الدولية، والتي كان ينغمس بها بعض أركان النظام العربي نتيجة حالة الضعف والهوان التي فُرضتْ عليه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وحربيّ الخليج الأولى والثانية، وخروج العراق من معادلة الردع العربية، وانبطاح بعض الدول العربية أمام الهيمنة الأمريكية وعنجهية التصرف الأمريكي، وسقوط بغداد المدوي في المنطقة، وإطلاق مبدأ الفوضى الخلاقة التي أثارت النوازع العرقية والطائفية والاقليمية لتفتيت شعوب المنطقة.
ويأتي الربيع العربي ليكون ذروة المؤامرة على المنطقة محاولاً كسر عامودها الفقري المتمثل بالشعوب التي كانت ترفض دائماً مبدأ الإملاءات والخنوع وتغيير الهوية القومية والتنازل عن الهوية الدينية سواءاً المسلمة أو المسيحية؛ ليصل مراده ويفعل الأفاعيل بشعوبنا فتعود تحيي في ذاكرتنا العربية حروب داحس والغبراء والبسوس.
ثم يأتي التعدي الصارخ والمرفوض جملة وتفصيلاً من قبل الرئيس ترامب وتصرفه المشين فيما يخص مصادرة القدس من محتواها العربي، والتي هي مأوى أفئدة المسلمين جميعاً، ووجهة صلاتهم الأولى، ودرة إيمانهم بقدسية معراج رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم، فيتجاوز بصورة خطيرةٍ كل مباديء القانون الدولي؛ ويخرق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحددة، ويعطي ما لا يملك إلى مَنْ لا يستحق في دولة الاحتلال الصهيوني؛ ليدلل على أن قراره، بلا شكٍ، قرارٌ يُعبِّر عن فهمٍ قاصرٍ، ومقامرةٍ خاسرةٍ، ستؤثر على المصالح الأمريكية في العالم؛ وتؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط؛ بعد السنوات العجاف التي عاشتها في ظل الربيع العربي حيث تآكلت فيها بنية الأمن والاستقرار فأضحت مهيأةً للانفجار.
إن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً أبديةً للكيان الإسرائيلي؛ ونقل سفارتها إليها يعني نهاية الجهود الأمريكية كوسيطٍ نزيهٍ لحل الصراع العربي الإسرائيلي؛ وسيظهرها أمام العالم أنها منحازةً للكيان الصهيوني. وسيمثل شرارة الغضب التي ستنفجر؛ وتنفجر من خلفه المنطقة برمتها. كما ويعتبر تعدياً صارخاً على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس؛ وتجاهلاً لقرارات الشرعية الدولية التي تدين الاستيطان صبيحة كل يوم تحدث فيه انتهاكات صارخة.
ولا يخلو هذا القرار المشين من الإساءة للأردن التي تشرفت برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال الوصاية الهاشمية على القدس والتي تم الاعتراف بها من قبل الجميع، ووثَّقتها إتفاقية وادي عربة، وشهدت عليها الدول الراعية لعملية السلام، وشكلت جزءاً من استراتيجيتنا الوطنية التي قامت عليها دولتنا العزيزة، وافتخرت بحملها قيادتنا الهاشمية سليلة الدوحة الأطهر في عالمنا العربي الاسلامي؛
إن هذا القرار وهو يسيء لوضعية القدس ويسدد سهامه القاتلة للوصاية الهاشمية، إنما يسيء للأردن برمته ويتجاوز النصائح والتحذيرات التي قدمها جلالة الملك عبدالله الثاني للرئيس ترامب بعدم إعلان مثل هذه الترَّهات التي ستقلب الوضع رأساً على عقب. ويتجاوز أيضاً قيمة الإنسان الأردني الذي تحمل كل الضغوطات الداخلية والخارجية وقدَّم الغالي والنفيس وضحى بأبنائه وجاد بدمائهم على أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد، واستضاف إخوانه الفلسطينيين في النكبة الأولى والنكسة الثانية، وتقاسم معهم لقمة العيش في مثالٍ يحتذى من أمثلة المهاجرين والأنصار.
إن موضوع القدس هو موضوع وجود بالنسبة لنا في الأردن، ونكاد نقول أننا من أكثر المتضررين بهذا الملف، لأننا أصحاب الوصاية التاريخية على المقدسات من جهة، ولأننا لدينا العديد من الموظفين الذين يتجاوز عددهم ألف موظف في المقدسات المقدسية، ورغم ذلك نتلقى الطعنات من الخلف حتى ممن يدعون أنهم إخواتنا.
إن الحديث من قبل بعض العرب عن نقل الوصاية على القدس إلى جهة أخرى ما هو إلا ضرباً من خيال، وتعدي على شرعية وجود الأردن، وتقويضاً لقيمة الهاشميين التاريخية الممتدة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومحاولةً للاستحواذ على شرفٍ لا يليق بأحد غير الهاشميين الأطهار، ولا يستطيع حمله إلا المرابطين على هذا الثرى الأردني الغالي.
كما ويسيء إلى السلام الذي سعينا إليه في الأردن بكل طاقاتنا، وتحملنا من أجله كل ما قيل عنا للوصول إليه كخيار استراتيجي، لنكتشف فجأة أننا أصبحنا مستهدفين أولاً وأخيراً؛ وأن غاية البعض القضاء علينا وتصفية جهودنا التي قمنا بها بإخلاص ووفاء على مدى سنوات وجودنا.
إن المطلوبٌ اليوم من كل الأردنيين الأوفياء، ونحن نعيش هذه اللحظة التاريخية أن ندافع عن وجودنا الذي آمنَّا به، وعززناه بتعاقب أجيالنا على هذه الأرض المباركة، وأن نروي قصص إنجازاتنا المشرِّفة التي كتابناه بماء الذهب على صفحات الزمن، وأن نخرج للشوارع لنتوحد خلف نداءٍ واحد وتحت شعار واحد وفي صفٍ واحد لنذود عن حمى الوطن، وليعرف أؤلئك الذين يريدون تصفية هذا الوطن أن هذا الشعب مهما اختلف فإنه يتوحد عندما يستشعر أي خطر يقترب ليسيء لمعنى وجوده وبقائه؛ وليعرف أننا لسنا وطناً بديلاً لأحد، ولا لقمةً سائغةً لأية مخططات، ولا جسراً يعبر عليه من يشاء وكيفما يشاء.
المطلوب اليوم أن نخرج ونقول كلمتنا؛ كبيراً وصغيراً، غنياً وفقيراً لندافع عن مصيرنا ولنعبر عن إيماننا بأن القدس الطاهرة وفلسطين المغتصبة هي وجهة بوصلتنا الوحيدة ولن يستطيع أيٍ كان أن يغير اتجاهاتنا ولا توجهاتنا إلى إي عدو آخر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع