في كل مرة يدفعني فيها فضولي لتفحص رفوف وواجهات الأماكن والأسواق أو صفحات الأنترنت, الحظ أداة, خدمة أو سلعة جديده ما. تتباين هذه المغريات من ادوات المنزل إلى الأجهزه الإلكترونيه إلى زراعة الأسطح وغيرها. يدهشني تسارع قدوم هذه الأنماط كل مره, وأسأل نفسي: لما يحبها المشتري؟ لم يشتريها ؟ أنحن نحتاجها فعلا؟
لست خبيرة أيضا في موضوع التسويق والشراء, غير أنه من الواضح أن هناك سياسة تحكم العالم, تجعلنا ندمن الجديد ونستهلك الأشياء, ونرقب بشوق حضور منتج ما يتبعها, ويتفوق عليها, وربما لا يشبهها...ومما لا شك فيه أن هذا دليل على ذكاء مبتكر الخدمه او السلعه ومعرفته أي طريق ستسلك مولودته الجديده إلى أن تصل جيوبنا. ومن هنا ينطلق التغيير في الفكر المنتج, الذي يواكب إدمان إنسان هذا الزمان لكل ما هو جديد, مريح, ومختلف...
وذكاء مبتكر اخر يعرض حلا لموضوع ما, أو تطوير في جزء ما أيا كان. وقد يعرض خدمه لم نعرفها ولكنه يقنعنا بضرورة أن نفتح لها الأبواب. وفي الواقع هذا ليس بجديد تاريخيا, إنما تشتد التنافسيه العالميه حاليا وتتسابق لأبهار العقول والجيوب, فتنجح أحيانا وتخفق اخر. والتغيير ليس شكليا بقدر ما هو المضمون المعني, وهذا التغيير الصاروخي يا سادتي لا ينتظر أحدا....
وبغض النظر إن إتفقنا أم لم نتفق على واقعية التنافسيه العالميه والعولمه وحدودها, فإنها حقائق تفرض شروطها في كل زاوية وفي كل الأفاق...بل إنها باتت ترسم حاجزا واضحا بين المبتكر, المنافس, الخلاق والأخر , المقلد, التابع, المتلقي, وبلا رحمه.
حقيقة أخرى لا نستطيع تجاهلها, وهي أننا أحوج الأمم إلى ثقافة الإبتكار, تسلحنا وتدفع بأبنائنا ليجدو لهم موطيء قدم في خضم سيل التكنولوجيا, فيدروكونه قبل أن يدركهم!
وهذه دعوة لكل المؤسسات وخاصه التعليميه لتحفيز الفكر المبتكر وبناء الروح فيه, لأنه سلاح يصنع الفرق, ولأنه حاجه وضروره, ولأنه أداة لنواكب الركب...
ومع كل إبتكار وهم يحبونهم....ومع كل إبتكار ونحن للأمام نمضي....