داعش والصوفية

يوم الجمعة الماضى عاشت مصر فاجعة جديدة من قبل الارهاب الغادر حيث تلقى المصريون خبر تفجير مسجد الروضة فى شمال سيناء ببئر العبد وراح ضحيته نحو استشهاد 235 مصليا واصابة 109 اخرين.
كالصاعقة على قلوب المصريين ..هذه الحادثة الجديدة التى حقا اشعلت قلوب العرب ايضا غضبا..
بيد ان هذا كان متوقعا من هذا التنظيم اللعين حيث ان التنظيم لم يكتف بالتحذير بل فجر وذبح كل ماهو صوفى حيث خرج ما يعرف ب امير مركز الحسبة فى حوار فى مجلتهم ( النبأ) عن صوفيي سيناء العام الماضى يقول ان( منهج الصوفيه عندهم مشركين كفار وان دماءهم عند هذا التنظيم مهدرة وانهم لن يسمحوا بوجود زوايا للصوفيه فى ولاية سيناء ) بحسب ما نشر عنهم .
ومن المعروف لدى هذا التنظيم الارهابى موقفه من الصوفيه وبحسب مصادر ان المنهج الداعشى يكره شيوخ سيناء المعروفين بالزهد والتصوف وحسن الخلق ، والتصوف وفقا للرؤية الاسلامية ليست مذهبا بل انها احد اركان الدين الثلاثة ( الاسلام، الايمان ، الاحسان) ..
فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الاسلام العظيمه وعلم العقيدة الايمان فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الاحسان .
وهذا بالطبع ضد الفكر الداعشي الارهابى المتعطش للدماء والفساد .
وباللمحة تاريخية عن جذور الصوفية فى سيناء ..حيث انها ظهرت وبشكل علنى عندما انتقل الشيخ الصوفى ابو احمد الغزاوى من غزة الى سيناء وحل فى جواره صديقه وتلميذه عيد ابو جرير شيخ عشيرة الجرارات فشهد عام 1954 نشأة اول مقر للطريقة العلوية الدارقوية الشاذلية ، مما جعل ابو جرير يحمل رساله استاذه فعمل على نشر زوايا الطريقة فى منطقة الجورة بالشيخ زويد والعريش حتى بلغ قرية الروضة بين العريش وبئر العبد الذى شهد عملية التفجير بمسجد الروضة .
بالتأكيد كانا لن يعلما بأن هذه الزوايا سوف تكون مستهدفة بعد عشرات السنوات من قبل التنظيم اللعين .
ولكن الذى حدث يوم الجمعه ليس بعجيب ولا غريب من هذا التتظيم الداعشى الارهابى الذي بينص منهجه على نشر الفساد فى الارض .
لذلك ... أين المنهج الامنى لحماية المساجد الصوفية المستهدفة؟
العدو يعلن عن نفسه وبكل غلاظة وفظاظة ويخطط وينفذ ويفجر ...فأين الطرف الاخر؟
نعلم ان مصر الحبيبه تحارب الارهاب بكل مافى وسعها ولكننا نأمل ونريد مزيدا لحماية المواطنين الابرياء وهذا ليس بعيد عن الجيش المصرى القوى الشجاع، حتى نقضى على هذا المرض اللعين الذي سبق له وان تفشي فى الدول الشقيقة سوريا والعراق .. ونعلم ان مصر لن تسمح له بالتفشي.
من الممكن ان يتم دحر الاستيطان الداعشي اذا وجد من يباغته.
حفظ الله مصر والعالم العربى .