أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس
الاقصاء والتهميش

الاقصاء والتهميش

27-10-2017 10:29 PM

من أسوأ الآفات التي عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا هي آفة اقصاء الآخر و تهميشه، والعقلية الإقصائية هي آفة المجتمع وخطرها عليه أشد فتكا من الخطر الخارجي. الثقافة الاقصائية نوعا من التفكير الشخصي الذي يتم من خلاله تشويه صورة الآخر بقصد إقصائه او تهميشه. وصاحب العقلية الاقصائية يحاول التقليل من شأن الأشخاص الذين لا تتطابق وجهات نظرهم مع وجهات نظره، والذين لديهم أراء ومواقف تختلف مع أراءه ومواقفه.
ادرك الفكر الإنساني على مدى العصور قيمة (المساواة) وأهميتها على جميع المستويات بدءا بالاسرة و المؤسسة والمنظمة ...الخ، حيث حلمت الشعوب بالعدل الاجتماعي، فـالـمـسـاواة هي انـدمـاج الناس في مجتمعهم ، سواء بالتفكير او العمل السياسي، او الاجتماعي او الامني او الاقتصادي....الخ. أما اللامساواة، فتعني الاستبعاد أو الإقصاء عن هذه المشاركة، وهذه قد تكون ً سببا ً مباشرا في تقسيم المجتمعات، وظهور بـؤر التوتر والانقسام فيها. والانسان الإقصائي هو شخص احادي التفكير، الذي يعتقد دائما انه على صواب والاخرين على خطأ. وإذا رفض الاخرون الانصياع لتفكيره ، يعمل بكل الوسائل المتاحة له سواء كانت شرعية اوغير شرعية، على محاولة إقصائهم، وذلك بالتشكيك في نواياهم والتقليل من شأنهم واغتيال شخصيتهم والاسائه الى سمعتهم .
وفي الخطط الاستراتيجية يظهر الاقصاء عند صياغة الخطط لبعض المؤسسات، و يظهر الاقصاء من قبل بعض صناع القرار وصياغتة، عند دراسة البيئه المحلية والبيئة الخارجية وفي مرحلة اعداد الرسالة، التي يتم فيها تحديد اين نحن الآن والى اين نريد ان نصل. وتتم عملية الاقصاء والتهميش من قبل الاشخاص او الدوائر التي تعنى بالتخطيط الاستراتيجي، للوزارة اوالمؤسسة او المنظمة او الشركة...الخ. ومن وجهة نظرهم ان اشراك اصحاب المعرفة والاختصاص قد يؤثر على مصالحهم الشخصية، وهذا سبب تعثر معظم الخطط الاستراتيجية عند مرحلة التنفيذ.
وتاليا بعض الاجراءات التي يمكن الاشاره اليها لمعالجة هذه الآفة الاجتماعية:
ـــــــ ان نعلم اطفالنا منذ الصغر على حرية الاختيار، وابداء الرأي الذي يعتقدون بصحته دون قهر او خوف.
ـــــ ان ندرب ابنائنا على التعايش مع من حولهم، وحثهم على احترام آراء الاخرين حتى لو كانت مخالفة لآرائهم دون تسفيه او تحقير.
ـــــ تدريس ثقافة قبول الاختلاف بالرأي والفكر والدين والمعتقد واحترام الأخر، مهما كانت وجهة نظره والسير معه في خط متوازي لتغير وجهة نظره إن كان على خطا ولتبين وجهة نظره إن كان على صواب، دون تقاطع معه ولانجعل من أنفسنا حكم فكلنا بشر نصيب ونخطي، وجعلها مادة تدرس في جميع مراحل التعليم.
ــــــ تعزيز دور المثقفين في التوعية إلى خطورة ثقافة الإقصاء والتهميش .
ــــ تعميق الوعي النقدي البناء لدى أبناؤنا وتمكينهم من التفكير باستقلالية وحرية، وتفعيل دور مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الثقافي والتربوي والإعلامي في توعية أبناء المجتمع، وان نجعل من المراكز والمنتديات الثقافية والجامعات ومؤسسات التعليم انطلاقا للتنوير والتوعية بمفاهيم احترام الحريات والممارسات الديمقراطية ونشر ثقافة تقبل الرأي الآخر واحترامه .
ـــــــ اشراك أصحاب العلم والمعرفة والاختصاص في صياغة الخطط الاستراتيجة للوزارات أو المديريات أو الدوائر او المؤسسات...الخ.
وفي النهاية : بالرغم من التطور الفكري والعلمي الذي شهدته البشرية، والثورة المعلوماتية الهائلة ، وتطور وسائل الإعلام في مختلف المجالات، لا زالت ثقافة الاقصاء والتهميش التي تعني إبعاد الآخر وتجاهله، وعدم النظر إليه مهما كانت صحة مواقفه وصدق أقواله، سائدة في الكثير من المجتمعات الانسانية، وتمارس من دون رادع ديني أو أخلاقي، وقد يصل الأمر إلى اتهام الاخر وحتى تخوينه بهدف اسقاطه. وفي السنوات الأخيرة اصبح لدينا فراغ اجتماعي أثّر في تركيب الأسرة واعادة توزيع الأدوار فيها. فأصبح الجيل الناشىء يتحكم في القرار العائلي.
وهنا يأتي سؤال من هو المهمش ؟ ولماذا يوجد هامشيون ؟ أحد الأسباب الرئيسية هنا يعود الى التربية الأسرية وكذلك الى التربية المدرسية التي قد تكون ظالمة لبعض الطلاب. وأعتقد ان الوضع الإقتصادي له دور كبير في تهميش الناس. الأب الذي ينجب عدداً كبيراً من الأبناء والبنات ولايستطيع إعالتهم، سيهيء شروط تحول بعض منهم الى هامشيين، فالحاجة تدفع الأبناء الى سوق العمل في سن مبكر وذلك يعرضهم الى عدوانية المجتمع. واخيــرا يجب العمل على تفعيل دور منظمات المجتمع المدني التربوية والثقافية والإعلامية لتأخذ دورها في توعية أبناء المجتمع، وان تجعل من مراكزها ومنتدياتها الثقافية منارات لنشر وترويج مفاهيم الحريات الشخصية، وثقافة تقبل الرأي الأخر واحترامه.
الدكتور مفلح الزيدانين
دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع