لقد عاد زمن أبي لهب ،،
ولم يعد نفط العرب للعرب ، ولا ربيع العرب للعرب ، ولا فضاء العرب للعرب .. حتى جيوش العرب أصبحت حمالة الحطب ..
سياط أبولهب لا زالت أثارها على أجسادنا ، وسيرته في مناهجنا وصورته على أغلفة الكتب ..
لا زال يتصدر أعمدة الجرائد وصفحات المجلات وموجز النشرات والخُطب ..
لا زالت مقولاته في أذهاننا ، ولا زال السيد في ألحاننا وأناشيدنا وهو عنوان الطرب ..
لا زال أبو لهب هو أمير الأمراء ، يمرّ من أمامنا وفي يده وردة بيضاء ، وفي جيبه منديل أحمر ، وعلى قبعته صليب معقوف ، ونحن نقف أمامه في طوابير كأعمدة الخشب ..
كل أصحاب اللحى ، ورجال الفقه والإفتاء في خدمة مولانا وولي أمرنا، ولا حديث عن أي مغتصب ..
عراقنا ضاع .. شامنا ضاع .. يمننا ضاع ، والباقي جياع ، أو موتى من الأوجاع والسلب والنهب ..
مشغولون نحن بـ (عرب آيدول وعرب فويس وعرب كاستنج ) في انتظار التعديل والشطب ..
لم نعد رُسل الثورات ، فعلى أكتافنا ركبوا الطغاة ، وبالإرهاب استباح حرماتنا الغزاة ، ونحن لا زلنا نتابع الأعاصير في بلاد العم سام ، ومن يفوز هناك بالرئاسة وعن كثب !
مرحبًا أبا لهب .. وويل لنا من شرّ قد إقترب