.. في حضرة الوجع الممتد من المهد إلى اللحد ..
يقول البائس المرتد :
خُلقت وأقراني لنعيش ونموت من أجل الصنم وابن الصنم ..
في حضرة الشقاء والجري خلف لقمة الخبز المغمسة بالعرق ومحض بوح على الورق ..
في حضرة السادة منزوعي السيادة ، يصرخ العبيد ومنتعلي البيادة ..
متى الفرج ؟
ولمَ الهرج والمرج ؟
طالما هناك وفرة من الأرق والقلق ، على وطن يوشك ان يحترق ..
وطن يحرسه عوده وعواد وعويد وحامد وحمدان وغبران من السلط والمفرق والكرك ومعان ..
يحرسوه بعيونهم وبنادقهم لينعم فوزي وعمار وابن عقل وغيرهم من أبناء الهُمام والسكران والبهلوان ..
لله درك يا وطني ؛
فيك الأصيل والأشم ، وفيك النغل والبغل وحمارٌ خاله الحصان ..
يتخاصم فيك اللصوص وقاطعي الرزق والطريق ، وعند أول خلاف على سرقة يصطلحون ، وفي وجوهنا يبصقون غير آبهين ولا خائفين ..
الضعيف عندهم مُهان والقوي مُصان وابن القوي والخائن زعران يعتركان في حلبة ثيران يحرسها البائس الغلبان لقاء فتاتٍ وبضعٍ من عظام ..
لله درك يا وطن ؛
فيك قانونان :
واحدٌ لهم لا نعرفه ولا يعرفنا ، ولنا واحدٌ وعلينا يُطبّق الإثنان ..
نحن إن تكلمنا بغير تسبيح وتسحيج لهم قد نُهان ولا ضير لو كنا في نظرهم خوارج ودواعش ومخربي أوطان ..
كيف لا والسجون تمتلىء منا والحدود وكذلك الخنادق ..
الجندي والشرطي منا ورجل الأمن والمخابرات والعامل والحارس والعتال والزبال ..
أما الوزير والسفير والمدير والحقير فمنهم وحدهم وحتى صغيرهم يكبر ويكبر معه المنصب والجاه بانتظاره ..
نحن نورث الهم والتعب والنَصَب للأبناء والأحفاد ، والدَين والعوَز والكريك والمحراث والبندقية ، وهم يورثون الوزارة والسفارة والعمارة والطائرة والحقيبة والخمارة ..
طريقم تمتد من الملهى الى المطار ؛ وطريقنا صحراوي نموت فيه وقد نحيا لنكمل المشوار وفي الحالتين مصيرنا اللحد ..
وطني ؛
يليق بنا وبك الطز وكثيرٌ من القهر والكمد
تحية للحراس على الحدود ..
تحية للنواطير في الطرقات ..
تحية لجامعي الضرائب والأتاوات والخاوات ..
تحية الى عوده وعواد وصحبهم ..
لندن وباريس وواشنطن ومسقط ومدريد لفوزي وعمار وقيس ، وعمانُ لأختهم ليلى ..
وتبًا ألف تب للخُرس والطُرش والخوث والمغفلين والبائسين والمهشمين والمهمشين من الرمثا الى العقبة ..
وأخيرًا وليس آخرًا تبًا مكعب لي ولأمثالي ..
اقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فهو الغفور الرحيم !