أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره علنا انتشال نحو 392 جثمانا من مستشفى ناصر بغزة على مدار 5 أيام 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب بايدن يدعم حرية التعبير وعدم التمييز في الجامعات ونتنياهو يدعو للتصدي إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا ! الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام الاتحاد الأوروبي ومركز الدراسات الاستراتيجية يعقدان مؤتمر "الطريق إلى شومان" 1,223 مليار دينارا قيمة الصادرات الكلية للأردن حتى نهاية شباط الماضي خصم (تشجيعي) على المسقفات من بلدية إربد "آكشن إيد": غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من العدوان على غزة بلدية برما في جرش: نسبة الإنجاز في مشاريع نُفذت وصلت إلى 100%

في سقف السيل

03-11-2010 11:25 PM

بقلم : هشام ابراهيم الاخرس


تجار من كل الأصقاع و أيمان غليظة و خردوات و ملابس مهترئة و أشياء لا تلزم و وجوه أتعبها الزمن , متشابهة ، لون واحد و شعر غير مصفف و لحى مهملة و أسنان صفراء و سيجارة محلية الصنع وزعت الإصفرار على السبابة و الوسطى .
كل يوم جمعة أشاهد نفس الأشخاص و نفس الزبائن و الغريب أني أشاهد نفس الخردوات و البضائع ، لا شيئ يتغير و لا ارى سوى جمود الروح في المكان .
سوق للكلاب و سوق للحمام و سوق للخردوات و العطورات و الخضار و الباله و الهواتف النقالة و اللحوم و الدجاج والأسماك .
لسقف السيل ( قلب ) و يسمى الجورة و هي قطعة أرض فارغة تمتلكها وزارة الأوقاف و هي في أيام الأمن كراج سيارات و عند مغادرته تصبح سوق سوداء للأثاث و الموكيت المستعمل و اقراص مدمجة لأفلام رديئة .
و لسقف السيل ( رئتين ) أحداهما شارع الطلياني و ثانيهما شارع طلال و لكل شارع حكاية لا تنتهي و فصول قصة عمانية مورثة منذ أن قام الملك المؤسس طيب الله ثراه بالصلاة في ساحة الجامع الحسيني في جمعة عمانية قديمة .
يأسر قلبي هناك منظر البسطات التي تحوي الخردوات و ما جادت به حاويات عبدون ، حيث من السهل أن تشاهد : نصف شريط لأم كلثوم و أصبع أحمر شفاه مستعمل و زجاجة عطر فارغة و براغي متنوعة و قرص صلب لكمبيوتر قديم و علب مخلل فارغة ، و قطع غيار سيارات و أسلاك و قطع مواسير .
يأسرني هذا المنظر و أستغرب من تزاحم الناس على تلك البسطة و أستغرب كيف تقّلب سيدة عبدونية بكامل زينتها الأشياء و تتلهف علها تجد ما فقدته منذ زمن .
ما يزعجني هي تلك الرائحة المنبعثة من فتحات تركتها أمانة عمان في سقف السيل و وزعتها في وسط البلد لتقول للمارين هنا أن في عمان روائح للماضي المعتق .
سقف السيل يتوسد خاصرة عمان و تحنو عليه تلالها و يختصر الحب بين الإشرافية و جبل عمان و يوزع الناس للشرق و الغرب و على أهدابه يخط الناس صباحهم المشرق بالأمل و رائحة تصنع في مخيلاتهم حياة .
يمتد مثل أفعى تتلوى و يتباهى بأحجار مبانيه المصفرة و قارمات إعلانية قديمة و أعمدة تجعدت أطرافها و أسلاك هاتف و كهرباء تعرض للناس طائرات ورقية كانت قد التصقت هناك و لم تبرح مكانها منذ زمن .
كم أعشق تفاصيل عمّان وحواريها وسقف سيلها وتلالها المغطاة بالأسمنت و الزجاج و الوان بيوتها المزركشة بفعل السنون الغابرات .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع