لحسن الحظ هنا في الاردن احزاب وطنية تقوم على منهج ورؤى وتعمل وتبنى مؤسسيا دون ان يختطفها احد ، احزاب تملك الريادة في الرأي والمشورة والتنظيم لتحصينها ضد اهواء اشخاص وهو ما يقلل من الاثار السلبية لاحزاب لا تستحق ولا يجوز ان نسميها احزاب بالمعنى الحقيقي للاحزاب.
وحيث للاسف نشهد ونشهد فعلا في حياتنا السياسية متناقضات وصورا وافعال لفوضى تحمل دلالات خطيرة ومنها استيلاء واختتطاف حزب من(شلة او عائلة ) ، ونلوم بذات الوقت عزوف المواطنين عن الانتماء او ممارسة حق العمل السياسي من خلال احزاب وطنية ، لعل هذه الافعال هي اخطر واهم سبب في عدم اقتناع الناس بالاحزاب ومستقبلها،وتختطف بعض الاحزاب امام عيون الحكومة وتحديدا وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية ممثلة في مديرية الاحزاب وهي الجهة المنوط بها مباشرة الرقابة على الحياة السياسية الحزبية ، وللاسف نشهد احزابا بيننا لا يمكن تسميتها بمعنى الاحزاب وانماهي باب تكسب من خلال ما تقدمه الحكومة من دعم مالي وتبقى بعض الاحزاب وسيلة (فشخرة) و(مخترة ) وحضور مناسبات وطنية والقاب لا تساوي ولا تخدم في المحصل منظومة الوصول لاحزاب وطنية مؤسسية ،
ومن هنا نرى تلك الفصيلة والمثال السئ من الاحزاب !!! خاوية لا تحمل فكرا يخدم المجتمع والوطن وتبقى رهينة مجموعة لا تتعدى 3-5 اشخاص وتنتهي بشخص الرئيس او حفيده ،
ولتصحيح المسيرة فان المطلوب مراجعة و دراسة فعلية وعميقة لكل حزب والخروج بتقييم شفاف ينشر للرأي العام دون اي مجاملة بهدف انضاج الغاية من الاحزاب كرافعة وضرورة لديمقراطية كاملة وحياة سياسية نظيفة، وهذا الاجراء تتحمل مسؤوليته الحكومة ممثلة بمؤسساتها اضافة الى مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الدراسات طيبة السمعة ولا اخلي من المسؤولية الاحزاب الوطنية التي تعمل بمؤسسية حفاظا على سمعة احزابنا الوطنية واحتراما لعقول الناس ورؤيتهم – والله من وراء القصد