دائما ما يقال في عالمنا العربي بأن أبن المسؤول مسؤول وأبن الفقير شحاد , وبمعنى اصح أن أبناء المسؤولين وأحفادهم " تورثوا المناصب من أجدادهم وإبائهم وهذا موجود فقط في العالم العربي .
نعم منذ أن تم تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية ونحن نرى نفس الوجوه في المناصب الحساسة تتنقل بين أبناء وأحفاد المسؤولين السابقين من أصحاب المعالي و السعادة والعطوفة بمعنى أن أبن الوزير وزير وأبن النائب نائب وأبن السفير سفير و أبن القاضي قاضي وأبن المحامي محامي وابن الضابط ضابط وابن الدكتور دكتور.
الغريب في التركيبة السياسية للأردن أن العديد من العائلات جاءت بأكثر من وزير، ليس بالضرورة أن يستلموا ذات الحقيبة الوزارية , هناك من تنازل وتولّى وزارات أخرى المهم أن يكون في التشكيلة الوزارية وأن يحمي كرسي العائلة لتوريثه للأجيال القادمة .
نعم التاريخ السياسي للأردن تم بناءه بتركيبة خاصة مميزة في توريث المناصب والكراسي الوزارية , اغلب من حملوا الحقائب الوزارية كانوا إما أبناء أو أحفاد أو أقارب وأنساب وجيران وأصدقاء لوزراء سابقين .
نعم هذه الحقيقة المرة التي يتجاهل الكثيرون الحديث عنها ولكنها الواقع المر الذي نعيشه في الأردن " المناصب تسمى وتوزع على الساسة " عند تشكيل الحكومات تقسم الكعكة والحصص... نعم لن يتحقق العدل ولن يحارب الفساد والفاسدين ما دامت المناصب مقتصرة على أبناء المسؤولين .
السؤال هنا ... هل المناصب مقتصرة على أبناء المسؤولين و محرمة على أبناء القرى و الحراثين ... هل المناصب ممنوعة على أبناء الفقراء والمساكين ... هل أبناء المسؤولين هم ذوي الكفاءة في الأردن فقط .
قبل الختام أتمنى على القراء ومن يرغب بالتعليق على ما ذكرت أن يراجع السيرة الذاتية للوزراء والمسؤولين منذ تأسيس المملكة حتى يومنا هذا ليتأكد بأن جميع المناصب تورثها الأحفاد من الإباء والأجداد , وهناك مسؤولين شغلوا مناصب كانوا مقربين من هؤلاء المسؤولين .
ختاما أقول الحمد لله على نعمة توريث المناصب الحمد لله الذي جعل المناصب في وطني لا تخرج من بيت أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة ... الحمد لله الذي منحهم السلطة والمال والنفوذ في الأرض , وحرمهم منها في السماء , الحمد لله أننا ولدنا فقراء وسنموت فقراء ... الحمد لله انهم سيحاربون الفساد بعد نشر تقرير ديوان المحاسبة الذي تسلمه مجلس النواب الثامن عشر الحمد لله على النزاهة والشفافية .