من يتابع الإعلام الأردني بكل أصنافه وأنواعه بما فيها مواقع التواصل الإجتماعي وجلسات المقاهي والصالونات ، كلها وسائل إعلام تبث الأخبار والشائعات ونتناقلها فتصبح واقع وعلى المتضرر أن يلجأ للنفي أو للقضاء .من أكثر الأخبار التي تزعجني جدا هي الإساءة لهذا الوطن الغالي، من أشخاص أحيانا يقصدون الإساءة ومن غيرهم إساءته غير مقصودة ، البعض ينتقد هذا الوطن من حبه وخوفه عليه ، فيستغل البعض الآخر هذا الإنتقاد ويروجون له .سأعترف أن الأردن تغير كثيرا وما زال يتغير ، هناك تغييرات للأفضل وهناك تغييرات للأسوء وهذه التغييرات طبيعية بفعل التطور التكنولوجي والهجرات والنزوحات المتلاحقة عليه من دول الجوار ، فهذه الهجرات والتطور التكنولوجي أدخلت علينا تغييرات كبيرة وثقافات وسلوكيات كثيرة ، منها السلبي ومنها الإيجابي وهذا هو الذي صنع الأردن منذ أكثر من ستين عاما .اختلاف الثقافات جعل من الأردن بلدا قويا لم يميز يوما بين أبناءه وبين ضيوفه ، بل أصبح مقياس الحب والإنتماء هو بمقدار العطاء وليس بمقدار ما نأخذ منه ، فقد بني على أساس القومية وليس على أساس المناطقية او الدينية.اليوم الوضع تغير فأصبح مقدار حبي للأردن بمقدار ما استفيد منه وليس ما أعطيه أنا ، يجلدون الوطن كثيرا ويسيئون له بالداخل ومن الخارج بعضهم تخصص بالإساءة والإنتقاد وهدم المنجزات ، لم أرى منهم من يعط حلولا للمشاكل ، فمشاكل الأردن موجوده بكل دول العالم ، الفقر والبطالة والفساد هي مشاكل كل العالم وليس الأردن فقط ، الموارد تقل وعدد السكان يزداد ودخل الدول يقل ومصروفاتها تزداد ومن سافر وهاجر يعرف ما أقول .كل شيءٍ تغير في العالم لم يعد هناك دولا غنية بل دولا مديونة ، أقول لمن ينتقد هذا الوطن انظر حولك على دول الجوار ، انظر للنازحين والمُهجرين .. انظر للعائلات كيف تشتت ، انظر لفقرهم ولقهرهم .. واحمدوا الله أنه ما زال عندنا وطن ، وطن يحمينا ويستر علينا من برد الشتاء وشمس الصيف ، وطن به جيش واحد ومديرية أمن واحدة ومديرية مخابرات واحدة وحكومة واحدة وقائد واحد .ايها الأردنيون احمدوا الله ... احمدوا الله فما زال عندكم وطن .