تتنوع أهداف الاغتيالات ما بين اغتيالات سياسية لأسباب فكرية، أو دينية ،أو تصفية حسابات ،واغتيالات في قضايا الفساد لأنها تطال كثيرا من الرموز السياسية كي يتم طي القضية وإغلاق الملف .
وكثيرا ما نسمع عن قضايا انتحار شخصيات سياسية مرموقة تنسب لها تهم فساد كبيرة، علماً أنه يتم اغتيال تلك الشخصيات وتصفيتها من جهات عليا متنفذه تطالها التحقيقات إن استمرت ولم يتم التمكن من طي القضية ..وفي هذه الحالات تطوى القضية بانتهاء الشاهد الرئيسي فيها .
أغلب قضايا الفساد الكبيرة والتي تتعلق بالرشوة أو الاختلاس من المال العام أو بالتحايل على القوانين دائما لها خيوط كثيرة متشعبة ..وتضم :
سياسيين
وقضاة
ورجال أعمال
الرأس الكبير في العملية هو المستفيد الأكبر من عمليات الاختلاس من المال العام أو الرشاوى التي يدفعها رجال الأعمال لتنفيذ مشاريع ضخمه للفوز بعطاءات تقدم لهم دون غيرهم ..وربما تمتد الحلقة لتصل إلى اصغر موظف ويجمع هؤلاء أحيانا المليارات مستغلين مناصبهم الرسمية والوظيفية والتي تمرر من خلالها عملية الاختلاس ،وإشراك صغار الموظفين لأن ظروف السرقة والفساد لا بد ان تمر عبر مكاتبهم وخاصة كل انواع العطاءات الداخلية أو الخارجية ، فالسياسي ورجل الأعمال غالباً شركاء ،ويتم اشراك القضاء للتغطية على تلك القضايا في حال تم اكتشافها وتخفيف العقوبة أو تبرئة المتهم من التهم المنسوبة له ،أو إنزال العقوبة للحد الدنى في القانون .
أنواع التصفية السياسية :
التصفية السياسية بقضايا الفساد هنا نوعان
إما أن يتم اكتشاف هذه الشبكة صدفة ومن خلال المتابعات الأمنية،أومن خلال جرد الحسابات خلال التدقيق .
أو يتم الكشف عنها من خلال منافسين في السلطة وتسريب المعلومات للإطاحة برموز من خلال التصفية السياسية ،وتبدأ التصفية بالحلقة الأضعف للوصول إلى الشخص المطلوب من خلال التحقيق .
عندما يتم كشف هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة أحياناً يتكتم الطرف الذي تم كشفه عن الأسماء الأخرى المشاركة في تسهيلات الاختلاس والرشاوى ،ويصبح ضحية هو ومن هو أدنى منه مرتبة في التسلسل الوظيفي مع الاكتفاء بالطرد والحبس من خلال ضغوطات الجهات العليا المشاركة لإنهاء القضية .
وأحيانا يقوم هذا الشخص بالكشف عن أسماء كبيرة في الدولة قد تصل إلى رئيس الجمهورية أو الدولة وعندها يتم طي الملف وإنهاء القضية مع بقاء الأشخاص على رأس عملهم .
وفي أحيان أخرى يتم تجاوز الأمر إلى ما هو أخطر حيث يصدر الأمر من الجهة المتنفذة بتصفية هذه الشخصية في المعتقل أثناء التحقيق لذلك نسمع عن قضايا انتحار مثل هذه الشخصيات في المعتقلات والزنازين ،ونسمع من الأخبار أنه انتحر وشنق نفسه في زنزانته كي يتم إنهاء القضية وعدم الوصول لكل أطراف شبكة الفساد، والحقيقة أنه يتم اغتيال هؤلاء وتصفيتهم من خلال أمر يوجه من جهة عليا هي طرف بالقضية ومتنفذة أكثر من الجهة التي حاولت أن تنال من تلك الرموز لتصفيتها سياسيا بقضايا الاعتداء على المال العام سواء بالرشوة أو الاختلاس ونادرا ما يتم الوصول للفاسد الأكبر في مثل هذه القضايا ويبقى صغار الموظفين هم الضحايا وكبش الفداء .
أما في العمل السياسي ،فالأمر أكثر خطورة ،ويتنوع الاغتيال السياسي بين العمل الداخلي والعمل الخارجي،
الاغتيالات الداخلية: هي نتيجة التنافسات السياسية الداخلية في الدولة على المناصب العليا حيث تدبر عملية الاغتيال إما من خلال الاغتيال المعنوي للشخصية من خلال تشويه صورة الشخص المعني دون غيره للإطاحة به من جهات متنفذة سياسيا ،أو التصفية الحقيقية للجسد من خلال القتل وهذا يتم إما من خلال حادث سير مدبر، أو تفجير، أو إسقاط طائرة ،أو تصفية بإطلاق النار ،وكلما كانت الجهة متنفذة أكثر كلما كان أسهل طي القضية ونسبها إلى مجهول أو حادث عرضي وطي الملف .
التصفية السياسية للرموز الوطنية ،وهي تتم من خلال أجهزة الاستخبارات الدولية ،عندما تصبح هذه الشخصية عائقا في تنفيذ سياسات دولة كبرى في المنطقة حيث يتم تدبير حالة اغتيال غالبا يصعب كشف خيوطها،وهذا ينطبق غالبا على رؤساء الدول ،أو رؤساء الوزارات ،أو كبار الشخصيات الأمنية والعسكرية .
غالبا في عمليات التصفية السياسية يقف خلف هذه العمليات رموز فساد كبيرة،سواء فساد سياسي ،أو فساد مالي ، إما أن تطيح ببعضها لتسيد وتميد في السلطة وتبقى مؤسسة الفساد ،أو أن رموزا وطنية شريفة تدفع الثمن ،ثمن إخلاصها لوطنها ومحاربتها للفساد الداخلي والخارجي أو لأنها حجر عثرة في تنفيذ مشاريع دولية على حساب أوطانها .
وتبقى هذه الرموز التي تنفذ اغتيال الشخصية معنويا أو مادياً غامضة،وإن تم معرفتها لا يمكن للإعلام أن يتجرأ بالإشارة لها،ولا حتى القضاء لدية المقدرة على استدعائها للتحقيق و نادرا ما تصل إليها يد العدالة والقضاء سواء داخليا أو خارجيا .