لمرة الرابعة أكتب في موضوع مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصا الفيسبوك الأكثر انتشارا عالميا ، واقول ان هذه الوسيلة وجدت للتواصل والحوار والتعارف والصداقات المحترمة والنقاش البناء وليس الردح و الحب الكاذب والمشاعر الإلكترونية المزيفة .
أقول ان هذه المواقع وجدت لتبادل المعرفة والخبرات و المعلومات الصادقة والهادفة ولكن ما نراه اليوم من سوء استخدام لهذه المواقع يجعلني اشعر بالإشمئزاز لما اراه واقرأه عليها .
صفحات لأشخاص حقيقيين أو مزيفين ، أفرادا ، مؤسسات او شركات و غير ذلك ، وما يكتب على تلك الصفحات ليس بالضرورة ان يكون كلاما او حدثا او خبرا صادق ، فأصحاب كثيرٍ من هذه الصفحات يروجون لأفكارهم ويضعون اخبارا يتداولها من بعدهم كثير من الأشخاص ، وهي ليست حقيقية ولكن تصبح كذلك عندما يشاركها شخص ثقة على صفحته بقصد التوعية والتنبيه دون ان يتأكد من مصدر هذه المعلومة او صحتها .
في ظل هذا التطور التكنولوجي المتسارع لم يعد صعبا دمج الصور ، وخصوصا صورة رجل مع امرأه في وضع مخل بقصد الإساءة لأي كان ، والغريب ان اشخاصا كُثُر يتناقلون هذه الصور وهذه الأخبار ويعلقون عليها كإنها حقيقة دون التأكد من صحتها .
أخبار ومعلومات وصور وحسابات كثيرة على صفحات الفيسبوك ليست مؤكدة وليست مهنية ،فالموضوع لا يحتاج الا تسجيل اي اسم واي بريد الكتروني وعمل صفحة على الفيسبوك ، تدعي بها انك عالم ، او انثى ، او طبيب او رجل اعمال ، وتسرق صورا من اي حساب وتضعها على صفحتك .
الفيسبوك اصبح عالم مخيف ومقلق جدا ؛ يروجوون به للمخدرات ولأماكن الفجور والإرهاب ، يستقطبون اطفالا ونساء ورجال ، يصورون ويبتزون ، عالم اصبح قرية صغيرة ، لا بل حارة صغيرة .
أقول للآباء والأمهات وَعُوا أبنائكم من هذا الخطر ، وأقول للأبناء وَعُوا آبائكم وأمهاتكم لأن ما اشاهده ان الآباء والأمهات بحاجة لتوعية اكثر من الأبناء وخصوصا اللذين لا يجيدون استخدام هذه التكنولوجيا ، ويظهر عند اصدقائهم ما يشاهدون وما يتابعون .
علينا الحذر وعلى الجهات الأمنية والمعنية التوعية والمحاسبة فزيارة واحدة الى المحكمة الشرعية او المحكمة الكنائسية تجعلك تعرف ماذا فعل هذا الداء بعائلاتنا واخلاقنا .
وما أتوقعه في المستقبل ان يأتينا جيلا اخرس ولا يتكلم ، وأن نفقد حاسة السمع والنطق والذوق وتبقى حاسة البصر واللمس ، لأننا لا نتكلم ولا نسمع بل اصبح كل تركيزنا على العيون في القراءة والأصابع في الكتابة وباقي الحواس ستنقرض قريبا , ولكن لا قدر الله ان تنقرض حاسة الذوق وما اراه اليوم ان هذه الحاسة بدأت بالإنقراض ، وأصبح البعض بلا ذوق وبلا ضمير وبلا اخلاق في التعامل مع الاخرين على هذه المواقع .
فعندما تصبح أول لايك بديلا عن الحب من اول نظرة ، والتعليق بديل عن الإعجاب ، والرد على التعليق ،أن الطريق سالك الى المسنجر .
اقول لك أهلا بك في العالم العربي ، عالم مشاعره الإلكترونيه جياشه ومشاعره الحقيقيه في ثلاجه ، عام يعطي الحب والحنان للجميع إلا أبناءه و زوجته ...عالم عربي غريب فعلا غريب .