انخفاض محصول الزيتون للعام الحالي بأكثر من 30 %

زاد الاردن الاخباري -

توقع وزير الزراعة الفلسطيني اسماعيل دعيق انخفاض محصول الزيتون باكثر من 30 % بسبب وجود الحقول بمحاذاة المستوطنات والجدار ، حيث يعزل جدار الفصل العنصري 4,3% من مساحة الزيتون المثمر اي ان حوالي 40 ألف دونم تتعرض لاعتداءات وسرقة للمحصول من قبل المستوطنين.

وتطرق دعيق الى عوامل قد تسهم في انخفاض المحصول والتي من بينها تقلبات المناخ وارتفاع درجات الحرارة ، إصابة أشجار الزيتون بالحشرات والأمراض ، فضلا عن نقص الكفاءة الفنية والعلمية للعاملين في العصر والقطف.

وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية نشرت توقعاتها لموسم الزيتون الذي بدأ قبل عدة ايام في فلسطين ، ووفق هذه التوقعات فان معدل انتاج الدونم من الزيتون لهذا الموسم يصل الى 122 كغم.

ومن المتوقع ان يصل الإنتاج حوالي 114852 طن ثمار زيتون ، سيستخدم %10 منها اي حوالي 11485 طن للتخليل ، والبقية للعصر.

ويتوقع أن تنتج نحو 23802 طن زيت ، أي ما يعادل %80 من إنتاج الموسم.

وتشير التوقعات الى أن الاستهلاك المحلي من الزيت في الأراضي الفلسطينية يبلغ حوالي 15319 طنا اي مايقارب 3,8 كغم للفرد.

على صعيد متصل ، لم يتمكن عبد الله ابو موسى 48 عاما من بلدة سلفيت القريبة من نابلس من الوصول الى حقله القريب من مستوطنة ارئيل بسبب تربص المستوطنين له ، وتعرضهم لكل من يحاول الاقتراب من اشجار الزيتون باطلاق النار او بالضرب واحراق الاشجار ، وفي هذا الموسم قام المستوطنون بسرقة محصول بعض اشجار الزيتون.

وقال عبد الله وهو يستعد للدخول الى حقله لجني المحصول بمرافقة عدد من نشطاء السلام الاجانب وبعض المؤسسات الفلسطينية انه لا يتمكن من الوصول الى حقله الا مرتين في العام وبعد الحصول على تنسيق مسبق من الجيش الاسرائيلي.

هذا العام قرر عبد الله وابناء عائلته جني المحصول باسرع وقت ممكن ، وبعد الحصول على التصريح اللازم من الجيش الاسرائيلي وصل الى حقله الذي استولى المستوطنون على قسم منه واقامة حي في مستوطنة ارئيل ، ليكتشف ان قسما من اشجاره دمرت بعد قيام مجهولين برش مواد كيماوية عليها بينما اختفى المحصول عن بعض الاشجار الاخرى.

واضاف عبد الله ان هذا الوضع تسبب بخسائر فادحة بالنسبة لنا فنحن نعتمد على موسم الزيتون في تحسين اوضاعنا الاقتصادية المتردية اصلا ، ولكن يبدو ان هذا العام لن نتمكن من الاستفادة من هذا المحصول بعد تدميره من قبل المستوطنين ، نحن لا نعرف الى من نتجه لحمايتنا ، وحماية ارضنا ..،، قال هذه الكلمات وانضم الى بقية افراد عائلته والنشطاء لجني المحصول المتبقي وسط حراسة الجيش الاسرائيلي ومراقبة المستوطنين المسلحين من على تلة مطلة على الحقول الفلسطينينة ، وهم يلوحون بالاسلحة ويتوعدون بالاستيلاء على ما تبقى من ارض.

 

ان قصة المزراع الفلسطيني عبد الله من قرية سلفيت هي نفس قصة جميع المزارعين الفلسطينيين ، حيث يجتمع اكبر عدد من المستوطنين المتطرفين والذين حولوا موسم قطف الزيتون الى كابوس على الفلسطينيين.

وقال الخبير بشوؤن الاستيطان غسان دغلس أن 34 منطقة قريبة من المستعمرات الإسرائيلية في محافظة نابلس لا يستطيع أهلها الوصول إلى أشجارهم إلا بتنسيق مع الجانب الإسرائيلي ، مشيرا الى أن بعض المناطق أعطيت يومين فقط لإتمام قطاف عشرات آلاف أشجار الزيتون.

وأضاف دغلس أن المواطنين الفلسطينيين تعرضوا لاعتداءات من المستوطنين في أول يوم من موسم قطاف الزيتون ، حيث هاجم عشرات المستعمرين أراضي المواطنين في قرية عزموط القريبة من مستوطنة ألون موريه وقاموا بإلقاء الحجارة على الأهالي المنهمكين بقطف الزيتون ، ما ادى الى انخفاض محصول الزيتون.

يذكر أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في فلسطين تبلغ 885 ألف دونم تشكل حوالي %45 من مساحة الأراضي المزروعة و80% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة ، حيث إن معظمها بساتين بعلية( تعتمد على مياه الأمطار).

ويصل عدد أشجار الزيتون في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة إلى عشرة ملايين شجرة ومعظم هذه الأراضي جبلية لا تصلح لأنماط زراعية إنتاجية أخرى غير الزيتون.

الدستور - خليل العسلي