أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء سموتريتش: نحتاج قيادة جديدة للجيش الإسرائيلي أهالي جنود الاحتلال الأسرى: تعرضنا للتخويف من الأجهزة الأمنية 5 إنزالات أردنية على قطاع غزة بمشاركة مصر والإمارات ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين
تشيّعوا أو تموتوا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تشيّعوا أو تموتوا

تشيّعوا أو تموتوا

27-10-2016 08:43 PM

ليس مهمّاً للغرب الديانة التي تتّبعها ،تنصّر كما تشاء أو تهوّد متى تريد ،أو اعبد بوذا والبقر فأنت إنسانٌ رشيد ، لكن إياك أن تبقى مسلماً سنيّاً فأنت تتعبنا وترهقنا وتسبب لنا مزيداً من المشاكل والأخطار على مستقبل الأديان والإنسانية .
الغرب لا يرى خطراً على حضارته غير الإسلام السني ،رغم حالة الضعف التي تعيشها أمّة الإسلام ،ضعفٌ سياسي ،واقتصادي ،وديني ، وتفكك دولي ومجتمعي ، وتبعية غير مسبوقة للغرب ،ورُغم هذا يبقى هذا العجوز هو الخطر الشاغل لفكرهم ،والمؤرق لنومهم .
الغرب يعي أن المسلمين من الصّعب تهويدهم أو تنصيرهم ، أو جعلهم يؤمنوا بخرافات بوذا والهندوس ، لذلك لم يبقى أمامهم إلا حلاً وحيداً لسلخهم عن دينهم من خلال دمجهم في دينٍ يسهل القبول به أو هو قريب من فكر أهل السنّةـ حسب رؤيتهم ـ ،لكنه حقيقةً دينُ متناقض مع دين أهل السنّة لا يلتقي معهم بسنّة نبيهم ولا كتاب ،لجعل المذهب الشيعي هو البديل الذي يحتوي أهل السنّة،دين الخزعبلات والخرافات .
هذه الفكرة ليست جديدة ،لقد بدأت منذ أن احتضنت فرنسا "الخميني" وأعدّته ليكون زعيماً دينياً للفكر الشيعي في إيران،وقيادة العالم الإسلامي مستقبلاً ليحل مذهبهم بديلاً للمذهب السني ، ومنذ وطأت أقدام الخميني إيران وتم الإطاحة بالشاه بدأت مرحلة اضطهاد أهل السنّة وقمعهم ، وبدأت ممارسة الضغوطات عليهم للتشييع من خلال ممارسة كل أنواع التضييق عليهم ،حتى تم منعهم من بناء المساجد وإجبارهم على الصلاة في الحسينيات وتلقي دينهم من سفهائهم .
ثم بدأ التجهيز لمد النفوذ الشيعي إلى خارج إيران بخطّين متساويين :
ــ الحرب طويلة الأمد على العراق وكسر شوكة أهل السنّة للتمكن من التوسع مستقبلا إلى بلاد الشام والحجاز ثم بسط نفوذهم السياسي ،والديني، والحرب التي نراها اليوم هي سلسلة متواصلة لتنفيذ ذلك المخطط .
ــ الحملة الإعلامية الكبيرة بكل السب لإيصال الفكر الشيعي إلى كل مكان في الأرض ،ثم المعممين لكل بقاع الأرض وإقامة الحسينيات في أوروبا، وأفريقيا ، وأمريكا، والوطن العربي،وكلّ مكانٍ استطاعوا الوصول إليه .
بعد أن عجز الغرب عن إضعاف دين أهل السنّة، أو تهويد وتنصير الشعوب المسلمة،أو حتى انحرافهم عن دينهم وإفساد أخلاقهم ، رأى الغرب أن هذه الخطوة هي الأكثر ضماناً وحفاظاً على أمنهم السياسي والاقتصادي ، وان هذا سيوّفر عليهم خسائر بشرية كبيرة واقتصادية لو أرادوا الصدام مع أهل السنّة ،وبالتالي وجدوا بديلاً لهم يقوم بهذا الدور وهو الكفيل بأن يكون حطباً لحرب ستشتعل ولا يمكن السيطرة عليها لسنين طويلة ،بين المكون السنّي والشيعي .
الحرب المستعرة في العراق والتي بدأت بالحرب العراقية الإيرانية ،لم تنتهي ولم تتوقف ،لأن الهدف لم يكن حربا على صدام والإطاحة به بل كانت حربا على أهل السنّة ،والحال نفسها الحرب السورية التي لم تكن حربا على نظام بشار الأسد بل هي حربا على أهل السنّة ،والهدف من كل هذه الحروب :
ــ محاولة استنزاف أهل السنّة بالقتل والذبح والتهجير في سوريا،والعراق ،وليبيا ،واليمن، ولاحقا في دول الخليج .
ــ أن تتزعم إيران العالم الإسلامي وتصبح هي صاحبة الكلمة والنفوذ كدين جديد بديل لدين أهل السنّة .
ــ إضعاف أهل السنّة والشيعة بنفس الوقت استعدادا لحرب طويلة الأمد مع دول الخليج العربي وهذا احتمال وارد جداً بعد الانتهاء من حرب داعش في سوريا والعراق وسقوط الموصل وحلب .

المؤسف :
ــ أن الدول العربية هي من شاركت في إسقاط نظام صدام حسين .
ــ والمؤسف أن الدول العربية هي من تدرب القوات العراقية الطافية التي تقل أهل السنّة .
ــ والمؤلم أن الإعلام العربي لازال يسلط الأضواء على إرهاب داعش علماً أن من يُقتل ويتم تهجيره وتدميره أهل السنة، في حين لا يتم تناول جرائم الجيش العراقي، ولا مليشيات الحشد الشعبي المرعبة .

تصريحات الإدارة الأمريكية حول تقسيم العراق وسوريا أصبحت واضحة لا لبس فيها، ومن الأفعال التي تجري على الأرض في الموصل وحلب ، وعمليات التهجير المستمرة مع تزايد القصف والقتل والاعتقال ،تؤكد لنا على نية الإدارة الأمريكية وبالاتفاق مع إيران أن هناك نيّة باتت مؤكدة على إفراغ مناطق السنّة من أهلها وتهجيرهم إلى مناطق مختلفة في سوريا والعراق كأقليات ،أو تهجيرهم إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وأمريكا ،وكل بقاع الأرض .
وهذا سيعقبه تغييرا ديمغرافيا على تركيبة السكان من أجل إقامة دولة كردية محاذية للحدود التركية في سوريا والعراق ، وبالتالي يتم استثناء أهل السنّة حتى من التقسيم إلى ثلاث دويلات كما كان يروج له الإعلام ،ويصبح العراق دولتين فقط دولة كردية في الشمال، ودولة شيعية في الجنوب ، ودولة علوية في اللاذقية .
إن تمّ الأمر، فهذا ما أصاب الملايين من أهل السنّة في إيران والذين أرغموا على التشيّع بالقوة القصريّة ،ذلك ما سيصيب شتات أهل السنّة في العراق تشيّعوا أو تموتوا ،أو يتم حرمانهم من كامل حقوقهم المدنية في الدولة ، مع الظُّلم والقهر والإضطهاد.
خطورة الأمر لن تتوقف هنا ، المد الشيعي لن يتوقف عند حدود العراق وسوريا ، لأن المستهدف بعد قبلة المسلمين الأولى "المسجد الأقصى " هي قبلتهم الثانية ،الكعبة والمدينة المنورة ،لأن الولاية لا تتم إلا إذا سقطت أعظم المقدسات بيد المجوس لأنها تعتبر الواجهة الدينية والروحية للمسلمين في الأرض ،ومصدر التشريعات السماوية ،ومحط أنظار المسلمين ، إذا لا بد لأمريكا أن تكمل مشروعها ـ من وجهة نظرهم ـ بإكمال إنجاح المشروع الفارسي ليصبح دين المجوس هو الدين البديل لدين أهل السنّة في السنوات القادمة .
ومن اجل تسليم مفاتيح الكعبة للمجوس ،لا بد من إضعاف القوى المساندة للسعودية أو المحتمل أن تقدم لها يد العون في حال نشبت الحرب وافتعالها بينهما ،لذلك أتوقع أن يتم إشغال تركيا في حرب مع الأحزاب الكردية المعادية لها وهذا هو الهدف من إقامة دولة كردية على الحدود التركية ،وربما افتعال حرب طويلة الأمد مع العراق لإنهاك قوى الجيش التركي ،وكذلك رغم بعد باكستان عن الواجهة وبما أنها دولة إسلامية لا استبعد أن يتم إشغالها بأي وسيلة بحيث تصبح غير قادرة مستقبلا على نصرة السعودية لأنه حيثما وردت كلمة إسلام ودولة مسلمّة فلا بد من نار الحرب والفوضى أن تطالها .
هذه قراءتي للسيناريو الأمريكي المُعد للمنطقة سياسياً ودينياً حسي مخططاتهم ، لكن رؤيتي لن يتحقق إقامة دولة شيعية في سوريا والعراق ،ولن يتحقق قيام دولة كردية ،لأن الحرب بعد اقتلاع داعش ستأخذ منحنى واضح لا لبس فيه، حرب مقاومة سنيّة في العراق وسوريا ، وستندلع مواجهات وملاحم دامية بين أهل السنّة والشيعة والأكراد ،وربما تنفتح جبهات بين الأكراد والشيعة على تقاسم مناطق النفوذ ،وأتوقع أن تدخل تركيا لاحقا حربا مفتوحة مع أكراد العراق وسوريا حرباً دموية بمختلف أنواع الأسلحة ،وبالتالي فإن تم التغيير الديمغرافي سيكون مؤقّتاً ولن يُكتب له النجاح لأننا سنشاهد سلسلة من المعارك والملاحم هي أشد قوة وبأساً من التي نراها مع داعش والجيش العراقي ،أو التي تجري بين نظام بشار والجيش الحر .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع