حزين عليك يا وطني ليس بسبب الاقتصاد أو الأزمات أو الجرائم بل الشكوى على أبنائك البعض منهم .
اللذين لا يملكون في دنياهم إلا حب الظهور والشهرة
يتفيؤون ظلك ويحبون شمس غيرك
ليس لديهم فيك إلا النقد والتجريح
نقدهم رجعي متخلف
فالنقد التقدمي يشمل نقد أمر ما ومن ثم تقديم البديل الذي يرونه مناسبا
يعيشون تحت سمائك ويشربون ماءك ويقبلون تراب غيرك
يعيشون على أرضك ونظرتهم ومديحهم وإطنابهم لغيرك
لماذا النظر إلى غيرك ؟
إنها المصلحة الضيقة
إنه الطموح غير المبرر
يا وطني
في نظر هؤلاء من أبنائك
كل قبيح خارج حدودك جميل
وكل جميل فيك تنهشه السكاكين
تبا لأمثال هؤلاء
لقد مكروا طعاما أنت قدمته لهم
وهواك العليل تنفسوا
وبدوائك تعالجوا
وما زال انتماءهم لغيرك
في نظرهم
الدولة فاسدة وهم نظرهم فاسد لا يرون إلا الفساد
الدولة عميلة وهم الأصلاء وعمالتهم خارجك موثقة
الدولة مستبدة وما ينظرون إليه خارج أرضك مدينة فاضلة
تألمت عليك يا وطني من هؤلاء
ولكني للحظة
كفكفت دموعي دموع الحزن لا من هؤلاء بل عليهم
وقلت في نفسي
لن يضمني لترابه إلا أنت
وحين أموت فأرضك أمي أعود إليها
لن أتنفس إلا هواك
ولن ينبض قلبي بحب إلا حبك أنت
ولن يملأ عيني من تراب إلا ترابك
عشتَ يا وطني والموت لهؤلاء
عشت يا وطني فأنت ديني ومذهبي
لن أقبل إلا أنت
ولن أسعدَ بعيش إلا تحت سماك
عشتُ فيك وسأموت فيك
تيها وحبا
مهما كثرت الصعاب
والمغريات
لن أحب سواك
ولن أعلم أبنائي إلا أن يحبوك أرضا وسماء وهواء
عشت وطني أبدا
عشت مرفوع العلم خفاقا أبدا
والخزي والعار لمن باعك بدريهمات معدودة
إنه الرخص الذي باعوا أنفسهم بك
أحب كل الأوطان
بلا حسد أو نظرة اشتهاء
ولكن حبك يغلب حب جميعها
والخزي والعار لكل من جحد وخان
عشت أبدا مؤبدا
في العز والفخار
ولو مت فيك جوعا وعطشا
لو مت فيك قتلا
أو متُ جوعا
فأنت وطني سينحل جسدي ترابا ويعود إلى ترابك
أحبك يا أردن النخوة والشهامة والسؤدد