أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يدين تدنيس قيادات متطرفة باحات الأقصى. صحة غزة: إسرائيل نفذت إعدامات مباشرة للكوادر الطبية بمجمع الشفاء صحف عالمية: حكومة نتنياهو فقدت السيطرة الروايات المأساوية عن العدوان الاسرائيلي بغزة تتصدر جائزة التميز الاعلامي العربي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة. صحة غزة: الاحتلال تعمد تدمير المنظومة الصحية في القطاع عضو كنيست: نعمل كل يوم من أجل بناء الهيكل مهيدات: إجراءات رقابية لضمان انسياب مشتقات الحليب مطابقة للقواعد الفنية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة 392 شاحنة فقط محملة بالغذاء دخلت القطاع الشهر الجاري مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث صفقة الأسرى الليلة النفط يواصل الخسائر مع انحسار التوتر بالشرق الأوسط عضو بالكنيست: كل كتائب حماس الـ24 نشطة بادين: سنفرض عقوبات جديدة على إيران كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع الجيش ينفذ 7 إنزالات جوية على شمال قطاع غزة. 33970 شهيدا و76770 جريحا منذ بدء العدوان على غزة 7 مجازر بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن71 شهيداً. تطوير المناهج: كتب الأول الثانوي ما تزال قيد الإعداد
صمتُ البخيت!

صمتُ البخيت!

15-09-2016 12:44 AM

بين يدي محاضرته عن مآلات "الربيع العربي" وتأثيرها على الأردن (في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، أول من أمس)، ذكر رئيس الوزراء الأسبق د. معروف البخيت أنّه بقي صامتاً، بقرار اختياري، خلال الأشهر الستة الماضية، من دون الإفصاح عن سبب ذلك. وإن كانت إشارته بحدّ ذاتها دلالة على أنّ السبب سياسي، وعلى الأغلب مرتبط بآرائه السياسية، التي قد لا ترضي -في بعض الأحيان- جهات داخلية أو خارجية!

"صمت البخيت" ليس حالة استثنائية أو أمراً مستغرباً، فأغلب النخبة السياسية الأردنية، وتحديداً تلك التي تمتلك الخبرة السياسية والتاريخية وشهدت منعرجات وتحولات خطيرة في العقود الماضية، تفضّل هي الأخرى "الصمت الاختياري" بقرار ذاتي، كي لا يساء فهمها ولا يتم تأويل كلامها.

هل تريدون نماذج وأمثلة أخرى؟

كم رئيس وزراء ما يزال حيّاً حتى هذه اللحظة في الأردن؛ أتذكر 12 واحداً منهم، من بينهم مضر بدران، أحمد عبيدات، عون خصاونة، عبدالكريم الكباريتي، زيد الرفاعي، طاهر المصري، نادر الذهبي، وغيرهم، ويمكن أن نضيف إليهم أسماء لها خبرتها السياسية والاستراتيجية أيضاً، مثل إبراهيم عز الدين ومروان القاسم مازن الساكت... جميعاً صامتون. لماذا؟ للحساسيات؛ لا يريدون إغضاب أحد في الداخل أو الخارج، كي لا يساء فهمهم. وهكذا من تبريرات عديدة غير مقنعة.

غياب خطاب النخب السياسية الخبيرة العريقة، أوجد فراغاً كبيراً في المشهد السياسي، وأنتج غياباً واضحاً لأي حوارات أردنية داخلية موسعة في المجال العام والإعلام حول ما يجري حولنا من تطورات. ومن يراقبنا يحسب أنّ الأردن لا توجد لديه نخب سياسية، وأنّ الدولة قلّما ترى في أوساطها القيادية سياسياً خبيراً محنّكاً، فأغلب النخب تفضّل الابتعاد عن السياسة والحديث السياسي، أو حتى العام، في العلن، وكأنّ ذلك لعنةً يخشون أن تصيبهم!

البخيت نفسه يملك خبرة علمية وعملية استثنائية؛ فهو حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم العسكرية والسياسية، ولواء متقاعد من الجيش، ومستشار سابق في دائرة المخابرات العامة، وعضو في مفاوضات السلام، وسفير في تركيا وإسرائيل، ومدير للأمن الوطني، ورئيس للوزراء في محطتين مهمتين في عهد الملك عبدالله الثاني، الأولى غداة تفجيرات عمان العام 2005، والثانية في ذروة الحراك الشعبي العربي العام 2011.

بالطبع، أعرف ما يدور في عقل كثير من القرّاء من انتقادات للرجل، وفترته في السلطة. وأنا لي كثير من الملحوظات النقدية، وأختلف مع جزء كبير من آرائه. لكن المقصود هو أنّنا اتفقنا أم اختلفنا معه، فمن الضروري أن يتحدث هو وكثيرون غيره من النخب السياسية، ويقدموا لنا رؤاهم المتعددة والمتنوعة، كي نتناقش ونرى على أيّ أرض نقف!

إلى طاولة البخيت نفسها، جلس عدنان أبو عودة، وهو أقلّ المسؤولين السابقين صمتاً على أيّ حال، لأنّه يقول رأيه ويكتب التاريخ ويتحدث بصراحة، لكن لا أحد يهتم لما يقوله في أوساط القرار، بالرغم مما يمتلكه من خبرة سياسية وقاعدة ثقافية وفكرية مذهلة، وكان مقرباً من الملك الحسين، ولعب دوراً بارزاً في أهم محطتين، الأولى وزيراً للإعلام في الحكومة العسكرية في أحداث السبعين، والثانية مستشاراً للملك في حرب الخليج العام 1991، وقبل ذلك هو من مهندسي قرار فك الارتباط بالضفة الغربية العام 1988.

لماذا يصمتون، لا يتحدثون؟ ماذا يخشون؟ مم يتحسسون؟ هل توجد دولة غير الأردن فيها هذا "الصمت المطبق" من قبل النخبة السياسية والاقتصادية، ورجال الدولة الذين صنعوا التاريخ، لكنّهم اليوم يفضلون الصمت، هل هذه ظاهرة صحيّة؟!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع