حكايات جديدة وحالنا للأسوء .. فبأي حال عدت يا عيدُ .. !!!

قبل سبعون يوم كتبت وتحدثت وشكوت عن أوضاعنا وعن الحكايات التي عشناها منذ عيد الأضحى 2015 حتى عيد الفطر 2016 وكنت متفائل لعلى وعسى ان تصل الرسالة ويتم التخفيف عن المواطنين وخاصة بعد حل مجلس النواب وتكليف رئيس حكومة جديدة لحكومة النسور التي رحل رئيسها وجاء رئيس جديد جعل الأردنيين أسوء حالا .

سأتحدث اليوم عن أسوء سبعون يوم عاشها الأردنيين وسيعيشون أسوأ منها خلال الأيام والأشهر والسنوات القادمة ما دام هناك أشخاص يتحكمون في حياتنا ويعملون على رفع إعداد الفقراء في الأردن , من اجل مصالحهم الشخصية متخفين خلف الشعارات الوطنية الرنانة التي يتغنون بها .

لا نريد أن نسمع منكم الشعارات , ولا نريد منكم الكذب والنفاق أكثر من ذلك لان الشعب الأردني لا يريد من يذكره بحب الوطن والتضحية من اجله , لا نريد أن نسمع مزاودات وشعارات , شاب شعر وجهنا ونحن نسمعها من مسؤولين لا يعرفون معنى المسؤولية تجاه الوطن والمواطن , تلك الشعارات الرنانة .

سأروي الحكايات التي جعلت من حالنا يبكي الصخر والحجر وسأروي لكم أحوالنا التي لا ترضي البشر , سأروي حكاياتنا التي لم يعشها أي بشر لا من قبل ولا بعد سأروي الحكايات لعلها تصل إلى من يعرف قيمة البشر ولن يرضى أن يهان أي إنسان في وطنه .

رسالتي موجهة بشكل مباشر دون حواجز إلى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الميمون فهم أملنا في تحقيق ما يطلبه أبناء الشعب الذين أنهكتهم الحكومات السابقة والقوانين الظالمة والجباية التي فرضت وأصبحت شعار يتغنى به رؤساء الحكومات ويتخفون خلف شعار أما رفع الأسعار أو انهيار الدينار .

جاء عيد الفطر ورحل , والأيام تمضي , وهانحن نتحضر لاستقبال عيد الأضحى الذي يتميز عن السنوات السابقة لأننا في هذا العيد نحن الضحايا , ماذا سأقول لك يا عيد , ومن أين سأبدأ الحديث , هل أبدأ بحالنا وأحوالنا التي لم تتغير منذ رحيلك يا عيد , وهل أقول أنها زادت عدد الفقراء ولم يعد هناك مجال للصمت .


من هنا سأكمل الحكاية التي بدأتها يا عيد :

هل تعلم يا عيد أن رئيس الحكومة وفريقه الوزاري رفعوا الأسعار على المواطنين متجاهلين حالة الفقر والقحط التي يعاني منها الوطن والمواطن , هل تعلم يا عيد بأن المديونية زادت عن 37 مليار دولار , هل تعلم يا عيد أن الحكومة لم توفي بأي وعد من وعودها التي أطلقها رئيسها الملقي , هل تعلم يا عيد بأن الأردن لم يعد فيه طبقة وسطى , هل تعلم يا عيد بأن نسبة الجريمة والانتحار ترتفع كل يوم .

هل تعلم يا عيد بأن الحكومة رفعت رسوم استيراد المركبات والبضائع والمواد التموينية والقرطاسية والألعاب والسجائر وجعلت من المنطقة الحرة مكان لاعتصام التجار والمواطنين , وهل تعلم يا عيد بأن الحكومة رفعت رسوم نقل الملكية والوكالات الخاصة بالمركبات الخاصة والعمومية , وهل تعلم يا عيد بأن التجار المواطنين اعتصموا وهتفوا بالشعارات والحكومة أصرت على اتخاذ القرار وأعلنت بأنها لن تتراجع عن القرارات , هل تعلم يا عيد بأن عدد كبير من رجال الإعمال الأردنيين والعرب صفوا إعمالهم بالأردن ونقلوا إعمالهم إلى دول عربية وعالمية .

هل تعلم يا عيد بأن نتائج الثانوية العامة كانت صادمة وهل تعلم نسبة نجاح الطلبة لم تتجاوز 25% وهل تعلم يا عيد بأن أولياء الأمور اعتصموا أمام التربية والرئاسة وتعرضوا للضرب في آخر اعتصام لهم , هل تعلم يا عيد بأن وزير التربية والتعليم لم يفكر بحال الطلبة الفقراء الذين لم يعد لهم فرصة لإعادة التوجيهي لأنهم لا يملكون المال .


هل تعلم يا عيد أننا نتحضر لانتخابات نيابية جديدة سيكون موعدها بعد رحيلك بأيام , وهل تعلم يا عيد أن النواب السابقون عادوا ليخوضوا الانتخابات بقوائم حددها قانون الانتخابات الذي حدثتك عنه سابقاً , وهل تعلم يا عيد أنهم اغرقوا الشوارع بشعارات وبصور تعودنا عليها وحفظناها مثل أسمائنا , هل تعلم يا عيد أن مقراتهم لم يزرها احد من الناخبين , هل تعلم يا عيد أن عدد من النواب السابقين افتتح مقراته الانتخابية بضيوف مستأجرين من خارج دوائرهم الانتخابية , وهل تعلم يا عيد أن عدد كبير منهم صرف الملايين على شراء الأصوات والدعايات , وتناسوا بأن هناك الملايين من المواطنين المحتاجين أولى بتلك الملايين .

يا عيد لو كان هؤلاء المرشحين ممن جمع تلك الملايين بتعبهم لما صرفوها بهذه الطريقة , يا عيد لولا أنهم يعلمون بأنهم سيجنون أضعاف ما صرفوه لما فعلوا , هل تعلم يا عيد بأن نخبة من الصحفيين نشروا تقرير صحفي عن عطاءات بالملايين في جيوب نواب سابقين منحت لهم ولشركاتهم بمناقصات وهمية بعيدة عن المراقبة ومخالفة للدستور والنظام الداخلي للمجلس .
هل تعلم يا عيد أن أدارة السير وأمانة عمان الكبرى منذ سنة ونصف يشنون حرب على المواطنين رافعين شعار المخالفات للجباية وليست للوقاية بعكس الشعار القديم الذي كنا نسمعه , هل تعلم يا عيد أن المخالفات يمكن أن تسجل على مركبات لا تزال تحت التصنيع في بلادها يمكن أن تجد عليها مخالفة عند تسجيلها وجمركها , هل تعلم يا عيد أن المحلات التجارية والشركات لم تعد تعمل كسابق عهدها بفضل المخالفات في الشوارع , هل تعلم يا عيد بأن المخالفات أصبحت تشكل كابوس حقيقي للمواطنين .

هل تعلم يا عيد أننا في الأردن نتحمل النفقة على اللاجئين السوريين واليمنيين والليبيين من جيوب الأردنيين , هل تعلم يا عيد أننا لم نعد قادرين على تحمل وجود أللاجئين , هل تعلم يا عيد أن أللاجئين السوريين واليمنيين والوافدين احتلوا سوق العمل مكان الأردنيين , هل تعلم يا عيد أن الأسعار ترتفع فقط على الأردنيين وتنخفض للاجئين والوافدين .

هل تعلم يا عيد بعدد المطلوبين للقضاء , هل تعلم يا عيد أن السجون مليئة بالأردنيين , هل تعلم يا عيد أن السبب أموالهم التي ذهبت سرقة بالبورصة 2007 , هل تعلم يا عيد أن الأموال لم تعد لهم مع العلم أن أصحاب الشركات موقوفين وتم مصادرة موالهم وحجزها .

هل تعلم يا عيد أن هناك مواطنين أردنيين في سجون الاحتلال موقوفين ومحكومين ومضربين عن الطعام لم نسمع إخبار عنهم من المسؤولين .

هل تعلم يا عيد أن الحديث طويل جدا وأن الحكايات لن تنتهي , هل تعلم يا عيد أنني لم اعد قادر على سرد الحكايات والسيناريوهات التي أحاكوها لتدمير البلاد العربية , وهل تعلم يا عيد أن سيناريوهات السايكس بيكو الجديدة يقودها قادة العصابات الصهيونية الأمريكية البريطانية الإيرانية الروسية وحلفائهم لم يعد سري يا عيد بل وأصبح الأطفال يتحدثون عنها في جلساتهم الطفولية .

اعذرني يا عيد فقد أطلت عليك بالحديث كثيراً ولكن هذا جزء بسيط من الحكايات والروايات التي عشناها بحلاوتها ومرها وحدثتك بها سابقا , يا عيد هذا لسان حال كل الأردنيين الذين يقولون للجميع أننا سنعيش ونموت من اجل الوطن , يا عيد نؤكد على رسالتنا التي أرسلناها للجميع في الداخل والخارج والمتربصون بنا , وطننا خط احمر لن نسمح لأحد بتجاوزه , يا عيد مهما اختلفنا مع أصحاب القرار تبقى خلافاتنا وجهات نظر داخلية لن نسمح لأحد بالتدخل بها , يا عيد وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه و بأي حال عدت يا عيدُ .