أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"رياضة الأردنية" تناقش المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية في مؤتمر البحر الميت الدولي بموسمه الثالث الأردن .. ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 4.4 % هبوط مفاجئ لمخزونات النفط الخام الأميركية الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية إقرار القانون المعدل لضمان حق الحصول على المعلومات لعام 2024 رؤساء مجالس المحافظات بالأردن - أسماء وتحديث الحكومة تشتري أجهزة حماية لـ60 مؤسسة حكومية جامايكا تعترف بدولة فلسطين جملة من التحديات تقف امام تقدم سير العمل في قطاع الاقتصاد الاخضر رابطة العالم الإسلامي تدين مجازر الاحتلال وارتكاب مجازر جماعية في غزة تسجيل 58 ألف حالة عنف أسري في الاردن عام 2023 ردم 30 بئر مخالف بالشونة الجنوبية شهادة طبيبة أردنية عائدة من غزة ارتفاع أسعار الذهب بالأردن نصف ديـنار عُمان توقف الابتعاث للجامعات الأردنية الخاصة مؤقتا 26 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل أقرها الكونغرس من الفئة المسموح لها سحب اشتراكاتها من الضمان؟ طقس جاف وحار اليوم وغدًا 5 إصابات بتصادم مركبتين على طريق الـ100 "أوقاف القدس": يجب على العالم الإسلامي الالتفات للمسجد الأقصى ومدينة القدس لأنهما بخطر داهم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لقاء واشنطن الجزء الأخير (3-3)

لقاء واشنطن الجزء الأخير (3-3)

09-10-2010 12:38 AM

فانوس التسوية السحري سقط من يد \"ميتشل\" فتلقفه أوباما.. هل ينجح؟
نحن جميعاً نذكر الخطاب الذي ألقاه السيد اوباماعبر أثير مصر موجهاً للأمة العربية والإسلامية، حينها ظن الجميع أن المستقبل سيصبح أكثر ودّاً وأكثر سماحة في العلاقات الغربية الشرقية، وكان قدراً أن سألتني زميلة أمريكية عن مفعول الخطاب وإن كان سيأتي بنتائج إيجابية على العلاقات بين الولايات المتحدة ومسلمي العالم. أذكر أنني قلت لها في ذلك الوقت ، الخطاب هو عبارة عن \"ضر..... في الريح\" لن يكون له أثر رغم القرقعة التي سمعها العالم كله. رأيي هذا لم يكن مجرد رأي شخصي، لكنه رأي مرده تاريخ كامل من العلاقات يصعب أن ينتهي بخطاب نظري وجداني عاطفي سياسي، فالواقع يحكي غير ما في الخطاب، والتاريخ شاهد على علاقات هي الأسوأ دولياً منذ عقود كثيرة، والأهم من هذا كله أن الولايات المتحدة لم تقدم أي دليل عمليٍّ لحسن النوايا أو التغيير في السياسة الخارجية تجاه العالم الإسلامي ، رغم انتقال السلطة من الجمهوريين إلى الديمقراطيين. فهل يعقل أن نتوقف عند الخطاب وحده؟!
أوباما ووحل الاقتصاد!
الجميع عاش ولا يزال يعيش حالة التردي الاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم ، وكما اتضح أن هذه ليست أزمة، بل حالة انتكاس ليس من الصعب التعافي منها، هذه الإنتكاسة وحدها كفيلة بشغل الولايات المتحدة داخلياً لسنوات طويلة ، بل هناك تكهنات بزيادة الوضع سوءاً على ما هو عليه، حيث أن الخطط التي قدمها الاختصاصيون والاقتصاديون لم تكن فعالة في انتشال الاقتصاد الأمريكي من الوحل. لهذا، فإن وجود الولايات المتحدة لن يجدي الكثير ، اللهم إلا تأكيد الدعم المطلق للمصالح الإسرائيلية على حساب أي مصلحة أخرى.
إرهاق وتشنج لدى الساسة الأمريكيين:
لقد اتضح أن الإدارة الأمريكية والساسة الأمريكيين يعيشون مرحلة صعبة، طابعها العام التشنج والإرهاق ، وهذا يعني أن الإدارة غير قادرة على اتخاذ قرارات سليمة خصوصاً فيما يتعلق بسياستها تجاه العالم العربي والإسلامي وبالذات حينما يتعلق الأمر بإسرائيل.
كذلك، فإن العبء المترتب على الولايات المتحدة وفق سياسة \"أحادية القطب\" التي اختطتها بسبب حراكها غير المدروس، أو الملئ بالمفاجئات ، هذا العبء أصبح قيداً يثقل معصم الساسة الأمريكيين، ولن يتمكنوا من تقديم أي شيء جديد لهذه المفاوضات وفي هذه الحالة سترضخ أميركا للشروط الإسرائيلية غير المتناهية دون الكثير من الجدل والنقاش.
ثم، علينا أن نعرف حين الحديث عن السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية حقيقة، وهي أن القضية ورقة عمل سياسي داخلية بسبب التنافس الذي تمارسه حركات الضغط \"اللوبي\" سواء تلك المؤيدة لإسرائيل بقوتها وتمكنها أو تلك العربية والإسلامية الصاعدة ، والتي تعرضت للتصفية السياسية بسبب هذا التنامي. ورقة العمل هذه تأخذ حيزها في أروقة العمل السياسي في واشنطن، وتمتد عبر المدن الأمريكية الرئيسة، ليستخدمها المرشحون سواء للرئاسة أو للكونجرس، والمرشحون الأمريكيون يتفاوتون بطريقة تعاملهم مع القضية الفلسطينية، إذ قلة هم المؤيدون للحق الفلسطيني، والغالبية العظمى تؤيد الجانب الإسرائيلي في القضية.
هذا التشنج والإرهاق يصبغ المرحلة الراهنة بسبب عدم قدرة الحزبين الرئيسسيين على تقديم مرشحين من ذوي الكفاءة للناخب الأمريكي، كما أن كثيراً من جيل الساسة الحالي لا يرتكز على أيديلوجية واضحة كما كان الحال سابقاً ، بغض النظر عما لو كانت هذه الأيديلوجية تتوافق مع رغبات العرب أم لا.
السيد أوباما في هذا الاجتماع –اجتماع واشنطن- تجاهل الكثير من مصالح المنطقة وارتضى أن يكون مطية لرئيس الوزراء الإسرائيلي. فهو يعلم تماماً أن قواعد اللعبة تغيرت وتبدلت، وان هناك من يقف بوجه مخططات التسوية على حساب الحل العادل الذي يتقبله المجتمع الدولي وتتعاون معه قوى المعارضة في المنطقة. ثم ربما نسي أو تناسى الرئيس الأمريكي أن مسيرة السلام التي بدأت منذ عقدين تقريباً إذا تجاهلنا اتفاقية (كامب ديفيد) تلك الاتفاقيات فقدت مصداقيتها عند الجميع في الآونة الأخيرة ، وبالذات عند أنصار هذه المعاهدات الذين صفقوا لها في البداية.
بلاشك، أميركا ستضغط بكل وزنها في هذه المعادلة، لكن يبدو أنها لن تجد تجاوباً، فمصر مقبلة على مستقبل سيكون نقيضاً للنظام القائم، حتى وإن جاء جمال مبارك وريث والده ، لأنه لن يستطيع كبح جماح المعارضة المتنامية لأسباب كثيرة منها ما هو داخلي ومنها ما هو إقليمي وعالمي. أما الأردن، فالصف الأردني الفلسطيني الشعبي بالرغم من وجود ثغرات، إلا أنه يتجه نحو التوحد وفق مطالب محددة، أقلها رفض مشروع الوطن البديل ودعم الصمود الفلسطيني. كما أن الدولة الأردنية قامت لتبقى ولن تستطيع إسرائيل فرض مشاريعها لأنها تعلم أنها الخاسر في نهاية الأمر. أما المعسكر الآخر –سورية ولبنان- فلا تزالان خارج الرهان، وبالتالي لا فائدة من فتح ملفهما بإسهاب.
نستنتج مما سبق أن الطهاة قد استحضروا الكثير من المواد لطهو ما يريدون، لكن يبدو أن كل مستحضراتهم لا تكفي أو لا تفي بما ينبغي لنضوج اتفاقية سلام بمواصفات إسرائيلية حتى وإن أذعن الجانب الرسمي العربي وخصوصاً الفلسطيني، وهنا نعود للانقسام \"الحميد\" في الصف الفلسطيني للإجابة على دعوات العودة للم الشمل وجمع الخصوم ، إذ يراد بهذه الدعوات إلهاب الشارع الفلسطيني الداخلي من جديد، بينما جاء الحسم العسكري ليمنع شلال دم اريد له أن يجري في شوارع وأزقة غزة من ناحية، ثم ليمنع مخططات تصفوية في المنطقة تطير بها رؤوس وكراسي ويعاد رسم الخريطة لترضى إسرائيل وحدها.
لقد أخطأ الرئيس أوباما بإرسال ميتشل إلى المنطقة مرة وأخطأ مرة أخرى حينما جمع الفرقاء في واشنطن، لأنه ربما لا يعرف رغم دراسته للتاريخ أن القضية الفلسطينية بعمق يمتد مسافة طويلة في تاريخ حافل بالمد والجزر، أسوأ ما كان فيه احتلال الأرض، لكنه لم يصل أبداً مرحلة التنازل عن حقوق الشعب في العيش على أرضه وبيع المقدسات.
أخيراً ؛ سقط الفانوس السحري من يد ميتشل، لكن أوباما الذي تلقفه بيديه لم يكن قادراً على تفعيله ، لهذا ستنتهي المفاوضات وسيعود الجميع بـ\"خفي حنين\" ، إلا أن هناك بعض التوجس من عمل عسكري يكون شاملاً وذلك لإعادة ترتيب الأدوار كما تريدها إسائيل. إذا حصل مثل هذا العمل ، فستكون المنطقة كلها كالبركان الذي يقذف حممه في كل اتجاه، ومن يدري فقد يأتي على من أثار حممه ليرديه أو يدمره.
ملاحظة: هناك مسألتنا أود تغطيتهما في وقت لاحق –إن شاء الله-وهما رديفتان لهذا الموضوع ومتعلقتان بسياسة أميركا في المنطقة وهما:
1. حل التوطين وفق نظرية نشر الترويع TRANSFER VIA TRANS-FEAR.
2. إعادة نشر القوات وليس تغيير السياسات SHIFTING TROOPS-CHANGE OF POLIC





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع