قبل فترة قصيرة قامت الحكومة بإغلاق كافة مقرات جبهة العمل الإسلامي بالشمع الأحمر بحجة ان الجبهة غير مرخصة وقامت باستخدام القوة وإخلاء مكاتبها واستخدام كافة الأساليب للتأثير على الشارع الأردني والذي بدوره انعكس على ان تعاطف الشعب مع الجبهة ....
ولكن المفاجئ بالأمر رغم كل الضغوطات التي تم ممارستها على الجبهة كان من المتوقع ان تصدر الجبهة بيانا" تعلن به مقاطعتها لجميع أشكال الانتخابات لا سيما النيابية أو البلدية .. إلا أن قرار جبهة العمل الإسلامي للمشاركة في الانتخابات النيابية فاجئ جميع شرائح المجتمع الأردني واستقبلوه بغرابة واستهجان نظراً لكافة المعطيات السابقة من إغلاق وحرمان واعتداء على بعض شخصيات جبهة العمل الإسلامي فكيف سمحت لهم أنفسهم بالمشاركة ؟؟؟؟
هذا السؤال بحاجة الى جواب مقنع يدخل في عقول شعبنا .ام انه لغز قد يحير علماء السياسة وعلماء الدين ... فما زلنا لا نجد حل لهذا اللغز إلا بإجابة واحدة وهي (( ان الحكومة وأجهزتها الأمنية استطاعت بحنكتها وقوتها وقدرتها على التعامل مع الأحداث الماضية ان تعري الجبهة وتزيل أقنعتهم وكشف وجوههم وأفكارهم ومبادئهم وتقنع الشعب بأن جبهة العمل الإسلامي تخلت عن كل شعاراتها الدينية والسياسية التي كانت تنادي بها برياء من اجل مصلحة الوطن والمواطن وليتبين الآن ان قرار مشاركتهم بالانتخابات النيابية هي من اجل المناصب والمصالح الشخصية .
أعضاء جبهة العمل الإسلامي لقد كان لهم في كل بيت أردني كل الاحترام والتقدير لأنهم كانوا ينادون بمبادئ سامية وشعارات مقنعه وهذا موثق بسجلاتهم ودليل ذلك مسجل في كل تجمعاتهم ومهرجاناتهم الخطابية في السنوات السابقة ولكن مع إعلان ترشحهم انعكس ذلك سلبا" .
لكن وفي نهاية المطاف وبالرغم من كل الأحداث الماضية كانت الصدمة الكبرى للشعب بإعلانهم المشاركة في الانتخابات النيابية..فأنهم بذلك تخلوا عن كل شعاراتكم وأصبحوا مكشوفين للمجتمع الأردني . فهنيئا لهذه الحكومة التي استطاعت ان تغرس في رؤوسهم شرائح الكترونية للتحكم بها عند بعد وبطريقه فنيه رائعة.
فالآن نريد قناعة كافية : كيف قبلوا على أنفسهم المشاركة في الانتخابات النيابية في حكومة قامت بإغلاق مقراتهم ؟؟؟؟
وفي النهاية لا نقول إلا ان جهة العمل الإسلامي باعت وتخلت عن كل من يدافع عنها مقابل حصولها على بضعة مقاعد نيابية لتجلس عليها وبشكل ظلال او لربما بعض المناصب والتي لن يكون لها أي تأثير فعال على قرارات حكومية مستقبلا" .. وفي نهاية المطاف سترفع أعلام النصر الحكومية .