أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي الأردن يشيد بقرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية قريباً. الأردن: لن نسمح لإسرائيل أو إيران بجعل المملكة ساحة للصراع. صندوق النقد: اضطرابات البحر الأحمر "خفضت" صادرات وواردات الأردن عبر العقبة إلى النصف. طقس العرب: موجة غبار تؤثر على العقبة الآن. نتنياهو: يجب انهاء الانقسام لأننا نواجه خطرا وجوديا الاحتلال يوسع عملياته على ممر يفصل شمال قطاع غزة سقوط طائرة مسيرة للاحتلال وسط قطاع غزة. الاحتلال يعتقل أكاديمية فلسطينية بسبب موقفها من الحرب على غزة. تحذير من التربية لطلبة الصف الحادي عشر. بنك القاهر عمان يفتتح فرع جديد لعلامتة التجارية Signature في شارع مكة السلطة الفلسطينية: من حقنا الحصول على عضوية كاملة بقرار دولي الكرك .. اغلاق محلين للقصابة بالشمع الاحمر لتلاعبهما بالاختام والذبح خارج المسلخ البلدي صندوق النقد: اقتصاد الأردن "متين" وسياسات الحكومة أسهمت في حمايته وزير الخارجية يلقي كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن
استراتيجيات صراع عتبات الساحات بين صوفيو مجتمعات الأستخبارات
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة استراتيجيات صراع عتبات الساحات بين صوفيو...

استراتيجيات صراع عتبات الساحات بين صوفيو مجتمعات الأستخبارات

11-06-2016 12:13 PM

الفاعل الوحيد والأوحد في التاريخ وحركته وفي صناعة المستقبل هو الله جلّ في علاه، والناس والجنّ مجرد أدوات يستعملها الخالق سبحانه لتحقيق التوازن في هذا العالم وعبر التدافع.

 


يسود العالم حالة دفع تاريخي حاد وعميق هذا الأوان، سنحاول أن نجمع ونكثّف في(حويصل)كمّاً من المعلومات ضمن هذه القراءة، فنحن لا ننجّم ولا نقتحم علم المستقبليات الذي يعتمد نظريات فلسفة التاريخ، عندما نبحث شكل العالم القادم بعد ضم القرم، فنحن أمام يالطا جديدة أنهت يالطا القديمة.

 


صارت الولايات المتحدة الأمريكية امرأة مجروحة الكبرياء بأنوثتها، تستشيط وتستشيط غضباً من الجنتل مان الروسي الصاعد بقوّة على عرش الساحة الدولية، لقد أهينت الأنوثة الأمريكية من الرجل الروسي على الساحة السورية والأيرانية، فكان الأنتقام الأمريكي في أوكرانيا التي تمّ اختطافها الى المربعات العسكرية الغربية، فتموضعت جلّ الأزمة الأوكرانية وتحوصلت كملف استنزاف مشترك للروسي والأمريكي معاً، وما العقوبات الأقتصادية على روسيّا بسبب كييف وأزمتها في شرقها وعلى الحدود مع الفدرالية الروسية، ما هي الاّ عمل عدائي بامتياز أحادي الجانب وخارج الشرعية الدولية، كون أي عقوبات على أي دولة عضو في الأمم المتحدة، يجب أن تكون من خلال الأخيرة وعبر مجلس الأمن الدولي.

 

ومع كل ذلك وجد الناتو في هذه العقوبات شباك وكباش اقتصادي لألحاق الأذى الكبير بروسيّا عبر سلّة هذه الأعمال العدائية الأقتصادية المسماة بالعقوبات من جانب الناتو.

 


لقد اعترف العندليب الأسمر باراك أوباما بأنّ بلاده لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في كييف، وأنّ سلّة العقوبات الأقتصادية على روسيّا هدفها اضعاف الأقتصاد الروسي، وقد تبعه نائبه جون بايدن حيث أكّد أنّه لن تسمح واشنطن دي سي لموسكو برسم خارطة أوروبا من جديد، فيما قالت الأنسه سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي صراحةً: يجب تدفيّع روسيّا ثمن تدخلها العسكري والسياسي في أوكرانيا.

 


أحسب وأعتقد أنّ أوكرانيا أولوية أمريكية أولى وهي نتاج الحدث السوري، وايران أولوية ثانية وهي الحلقة المستهدفة استراتيجياً عبر الحلقة السورية، والملف الفلسطيني أولوية ثالثة، والملف السوري بشكل عام أولوية رابعة رغم الشعور الغربي بقلق شديد نتيجة ارتفاع أسهم سيطرة الدولة السورية بمساعدة الروسي، على بؤر وساحات ساخنة تستهدف السياسة مثلما تستهدف الميدان والسيطرة أكثر الآن، نتيجةً للغة الميدان العسكري السوري لصالح دمشق، والرسالة وصلت الرياض عبر أوباما مباشرةً، وأنّ الجيش السوري خضع لأعادة هيكلة ميدانية عميقة وسيكولوجية بالغة الأهمية على مدار الأزمة السورية، وواشنطن تعمل على المتابعة وفي احتواء نتائج ضم القرم على المنظومة الدولية، بحيث لا يتمدد النفوذ الروسي سريعاً في دول حدائقه الخلفية، ذات المجال الحيوي للأمن القومي الروسي، وهناك قراءة أمريكية في تفسير حركة سلطة أوسلو الفلسطينية ازاء موسكو، حيث وجدت فيها واشنطن معالم لتدخل روسي واضح في اعادة احياء اللجنة الرباعية، بينما أمريكا تريد جعلها بيدها وحدها فقط، وبعيداً عن موسكو في الداخل الرباعي الدولي الراعي للمفاوضات، وكذلك بعيداً عن موسكو خارج الرباعي الدولي أيضاً.

 

وكلّما ارتفعت بتفاقم عميق حدّة الكباش الروسي الأمريكي، كلّما زادت حرارة التدمير الممنهج في سورية وتوسعت رقعة الأرهاب في المنطقة، وتوسع رقعة الأرهاب في الشرق الساخن وقلبه سورية، قد تغير وتبدّل كل المعادلات وتقلب الطاولة على رأس الجميع، وهذا يدفع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي الى حالة من المجاهرة والأعلان بما صارت تقبله ضمناً، وهو بقاء الرئيس الأسد ونسقه السياسي، على شرط ضرب الأرهاب الأممي في المنطقة والعالم.

 


بالمقابل هناك طرف أمريكي فاعل وصقوري يتصل بحبل سريّ بالبلدربيرغ الأمريكي يقوم بأدوار خطيرة، تشي أننا أمام المرحلة الثانية من الحرب في سورية وعليها، لتحسين شروط التفاوض الأمريكي الغربي البعض العربي المرتهن أمام المحور المقاوم الممانع والمضاد، وهناك سلاّت من الضغوط القادمة على الأردن لمزيد من توريطه بالحدث السوري، لنقل الفوضى اليه ولجعله(مثل اسفنجة)تمتص مخرجات المفاوضات الفلسطينية الأسرائيلية العبثية الحالية، والتي تجري سرّاً والمفاوضات القادمة ان كانت معلنة، وان كانت غير معلنة، في عهد أي ادارة أمريكية لاحقة، حيث الملف الفلسطيني صار ملف ثنائي بين الفلسطيني كطرف وحيد الجميع ضده ويضغط عليه، وبين الأسرائيلي المدعوم من الجميع عبر عرب روتانا الكاميكازيين.

 


في ظل حالة الدفع التاريخي هذه التي تعيشها المنطقة والعالم ويدركها الملك، فهل يزور الملك ايران لغايات ادارة فاعلة لملف الضغوط الأقتصادية والسياسية والأمنية على بلاده؟ خطوط العلاقات الروسية الأردنية جيدة جدّاً، فهل ثمة ترتيبات خاصة وعامة لترسيخ تواجد الجيش العربي السوري على كامل الجبهة الجنوبية وفتح الحدود رسميّاً بعد الأنجازات النوعية والكمية للجيش العربي السوري شقيق جيشنا العربي الأردني؟ ان كان كذلك فهذا مؤشر قوي وفاعل يدل على انفلات السياسة الأردنية من قيود كانت تقيّدها في الفترة الماضية، وربما يحصل لقاء على أعلى المستويات في القريب، وبرعاية روسية في قصر الشعب في استدارة أردنية نصفيّة خاصةً وبعد خيبات عميقة لعمّان، ان في مؤتمر لندن الأخير، وان في جلّ الدعم الدولي للآردن، وبالرغم من تأسيس الأردن لصندوق الأستثمار الأردني عبر تشريع قانوني، أثره يحتاج الى سنوات تزيد عن الخمس على الأقل، لكي يشعر به انسان هذه الجغرافيا الأردنية، ان صدقت نوايا الأطراف المستثمرة.

 


الدولة الأردنية بمؤسساتها المختلفة وعنوانها الملك، والأخير يدرك حركة التاريخ في الجغرافيا الثابتة وعليها، ويدرك قاعدة الدفع التاريخي الحاد(الأحتكام والأمتثال لثقافة العولمة والتجارة الدولية ونسج المصالح وتهيئة أسباب تعظيم المكاسب وتحويل الأخطار الى فرص)، ويدرك أنّ العالم بعد ضم القرم وعودتها الى حضن أمها الرؤوم ليس كالعالم قبل الضم، ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية تتغير الحدود الدولية، ويمتد هذا الأدراك الى أنّ الصراع الأن في العالم هو صراع بين(مفهوم احترام مبادىء الأخلاق التقليدية في السياسة الدولية واحترامات عميقة للقانون الدولي)وهذا المفهوم المتصاعد تتبناه نواة الدولة الروسية، و(مفهوم تصنيف الدول في العالم بين محور الخير ومحور الشر)تتبناه مؤسسات الولايات المتحدة المختلفة لتبرير عداواتها على الشعوب المستضعفة، كونها فقدت القدرة على التأثير وفي التأثير الجدّي والحقيقي في خصومها وحلفائها، وهي كما وصفها الأعلام المضاد للمحور الأمريكي الغربي البعض العربي المرتهن والتابع، مثل لاعب كرة القدم الذي وصل لسنّ متقدمة من العمر، فصار يلعب بخبرته لا بقدرته على المناورة والمراوغة، ومن هنا جاء قول الملك: الفعل العسكري الروسي الفعّال في الداخل السوري، هو من دفع العالم بشكل جدي وحقيقي للبحث عن حل سياسي للمسألة السورية.

 


بين حالات الخلع الأستراتيجي ومحفزاته وتراكيبه في المنطقة ومن المنطقة، والأرباكات الأمريكية المقصودة للشرق الأوسط كاستراتيجات بديله، لغايات هيكلة وهندرة الوجود الولاياتي الأمريكي لهذا النفوذ ولا أقول الأنسحاب الأمريكي، لغايات تحسين أليات الصراع المستتر مع بريطانيا(ومن يقع تحت مظلتها)والجاري على قدم وساق من تحت الطاولة، ففي ظلال المشهد السابق، تهتم الدولة العبرية(الكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة)بدولة أذربيجان ومنذ سنوات وسنوات، وزادت اهتماماتها بباكو منذ بدء مفاوضات خمسه زائد واحد والتي أفضت الى جنيف ايران النووي، ومن بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني حيّز التنفيذ زادت مفاعيل وتفاعلات اهتماماتها، والتي لم تتوقف يوماً من الأيام ومنذ انتصار الثورة الأسلامية الأيرانية، كون أذربيجان تعتبر النقطة الجيواستراتيجية الأكثر أهمية في منطقة أوراسيا قلب العالم القديم، وتمثل بوابة السيطرة على منطقة حوض بحر قزوين(بحر الخزر بالتسمية الأيرانية)الغني بالموارد النفطية والغاز الطبيعي، وعن طريق أذربيجان يمكن بسهولة تهديد منطقة قلب الدولة الحيوي في إيران، وذلك لقربها الشديد من العاصمة طهران، والمناطق الإيرانية الفائقة الأهمية والحساسية، إضافة إلى وجود حجم ليس بالقليل لما يعرف بـ(الأقلية الأذربيجانية)الموجودة في شمال إيران، وتتميز بمشاعر عداء قوية إزاء المجتمع الإيراني، وتنشط داخلها حالياً بعض الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام لأذربيجان، وذلك بدعم المحور الأمريكي الغربي الأسرائيلي البعض العربي، ولأنّ أذربيجان تشكل نقطة تموضع كقاعدة يمكن تهديد المنشآت الروسية في مناطق منابع النفط الروسي منها، ومحطات الطاقة الكهرومائية الروسية، وأيضاً منطقة جنوب غرب روسيا التي تتمركز فيها الأنشطة الصناعية الروسية، ولأنّ أذربيجان تشكل بطريقة أو بأخرى محطة لدعم الحركات المسلحة في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس، وبالتالي فإن دعم هذه الحركات عن طريق باكو من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من القلاقل في هاتين المنطقتين.

 


عرّاب المحطّة الأذربيجانية في خلايا نواة ثكنة المرتزقة اسرائيل، هو يوسي كوهين ومنذ أن كان مستشاراً للآمن القومي الأسرائيلي، وضمن الدائرة المغلقة لنتنياهو وقبل أن يصبح رئيساً لجهاز الموساد، فعل ذلك بالتعاون مع المخابرات البريطانية الفرع الخارجي، حيث اسرائيل تدرك طبيعة الصراع البريطاني الأمريكي، ومحاولات لندن استعادة مناطق النفوذ التي خسرتها بعد الحرب العالمية الثانية، عبر استثماراتها العميقة في المشهد الدولي الجديد الذي ظهر بعد ما سميّت بموجات الربيع العربي وتسخين الساحات وظهور دواعش الماما الأمريكية(راجع تحليل لنا بعنوان: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات).

 


والسؤال هنا: لماذا تزايد عدد الجالية (الأسرائيلية) والنخب الأقتصادية في مناطق بحر قزوين وأسيا الوسطى وخاصة في الأذربيجان، حيث تلك النخب ذات الخلفيات السياسية والمخابراتية وغيرها، والتي تبقى تملك خيوط وحبال سريّة تتغذّى من مجتمع المخابرات العبري الصهيوني ويتغذّى منها، كل ذلك بالتشارك مع المافيا (الأسرائيلية)ان لجهة الداخل الأسرائيلي، وان لجهة الخارج الأسرائيلي؟

 

ولماذا تتواجد كبرى وصغرى الشركات "الإسرائيلية" هناك مع سلّة محفزات مالية هائلة؟

 


لسلّة الأسباب السابقة ومحفزات حزمها المختلفة، بجانب حزم وأسباب اقتصادية وعسكرية وأمنية استراتيجية أخرى، تعنى نواة ومخ الكيان الصهيوني بأذربيجان وموقعها ومكانتها، وتشجع جلّ الشركات الأسرائيلية الكبرى والصغرى للعمل هناك، مستفيدة من حزم التسهيلات الأقتصادية والسياسية والأمنية التي تقدمها باكو لمن يريد الأستثمار فيها، كما تشجع يهود روسيا الذين هاجروا اليها في السابق بالهجرة الى هناك الى باكو، كما فعلت وتفعل ازاء أوكرانيا ومنذ أكثر من عشر سنوات، حيث الدور الأسرائيلي تجلّى في الحدث الأوكراني الآن بالرغم من أنّ عدد اليهود الأوكران لا يتجاوز الربع مليون من أصل 47 مليون عدد سكّان أوكرانيا، والكل رأى الفيلسوف الفرنسي اليهودي الصهيوني برنار هنري ليفي في أوكرانيا وسط المتظاهرين، ومعه بعض حلفائه من المحافظين الجدد الأمريكان كجون ماكين وغيره.

 


وفي المعلومات، أنّ من أبرز العوامل التي ساعدت على ذلك، قيام(إسرائيل) بتشجيع اليهود الروس على القيام بالهجرة المعاكسة، أي دفع اليهود الروس المقيمين بإسرائيل للهجرة إلى أذربيجان، وتوفير الدعم اللازم لهم لإنشاء الشركات والمنشآت، على النحو الذي جعل من اقتصاد أذربيجان يقع بقدر كبير تحت سيطرة الشركات اليهودية والإسرائيلية، وكذلك الحال فعلت وتفعل ازاء أوكرانيا.

 

إنّ وقوع أذربيجان تحت دائرة النفوذ الأمريكية والقبضة الإسرائيلية الخانقة على اقتصادياتها، سوف يلقي بتداعيات كبيرة على الأمن الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط، وذلك لأنه يمثل مصدراً خطيراً لتهديد إيران، والضغط على المصالح الروسية بما يعوق حركة روسيا الداعمة للبلدان العربية، كذلك يؤدي إلى تهديد تركيا نفسها، لأن أنابيب نقل نفط بحر قزوين تنطلق من أذربيجان، وبالتالي يصعب على تركيا الاستقلال بقرارها بمعزل عن أذربيجان.

 

وفي المعلومات أيضاً، يقوم الأيباك في الداخل الأمريكي وفي الخارج الأمريكي، على توجيه بعض مراكز الدراسات الأمريكية والأوروبية وبعض مؤسسات المجتمع المدني(وهي بمثابة نوافذ استخباراتية في الدواخل العربية)في بعض الدول العربية، والتي تدور في الفلك الأمريكي وخاصة بما كانت تسمّى بدول الطوق العربي، تقوم بعض مؤسسات المجتمع المدني هذه، والمدعومة مالياً من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لأجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لبحث مسألة أو النموذج الأذربيجاني للتعايش بين اليهود والمسلمين تحت مضامين وتفاصيل السؤال التالي:- وهل من الممكن أن يتم تعميمه كنموذج مستقبلي يتم تطبيقه في البلدان العربية المسلمة، بحيث يتحقق تعايش يهودي عربي على غرار النموذج الأذربيجاني؟!.

 

وبشكل عام أنّ منطقة القوقاز وآسيا الوسطى أو اللتان تعرفان إجمالاً بمنطقة أوراسيا كما أسلفنا، يمثلان الحيز الجسيوسياسي الأكثر أهمية لمشروع الهيمنة الأمريكية الذي تمثل(إسرائيل)شريكاً رئيسياً فيه، (وأسرائيل)قامت في السابق وتقوم بدور الوكيل الأمريكي الذي يقوم بعملية توصيل دعم واشنطن دي سي، إلى حواضن أدواتها السياسية والأقتصادية والأستخباراتية في أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من دول الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية، كما تقوم تل أبيب بدور قناة تمرير المعلومات الاستخبارية التي يتم تجميعها عبر الجماعات اليهودية المنتشرة في بلدان آسيا الوسطى والقوقاز، إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر وكالة الأمن القومي الأمريكية ومجتمع المخابرات الولاياتي الأمريكي بشكل عام، وهذا ليس دور جديد بل هو قديم جديد ومنذ أيام حلف وارسو وصراعات الحرب الباردة، حيث ما يجري الآن هو أعمق من حرب باردة وأشرس من مواجهة عسكرية، كل ذلك عبر المسألة السورية والمسألة الأوكرانية الان، حيث الأخيرة مع أسباب أخرى نتاج المسألة الأولى وعقابيلها. تساوقت في الأهداف وتعاونت(اسرائيل)خلال فترة إدارتي جورج بوش الأبن لجهة القيام بإشعال مشروع الثورات الملونة، وعلى وجه الخصوص في جورجيا وأوكرانيا، إضافة لذلك فقد سعت إسرائيل إلى توظيف قدرات الجماعات والمنظمات اليهودية في أوراسيا، للسيطرة على الأنشطة الاقتصادية والسياسية وبناء الكتل السياسية الموالية للغرب.

 

بعد فشل الثورات الملونة ونكسة نظام ساخاشفيلي الجورجي بدأت كما هو واضح معالم لاستراتيجية دبلوماسية إسرائيلية جديدة في أوراسيا، وهي استراتيجية تقوم على معطيات ورهانات جديدة، وان كان الرهان في السياسة ليس يقيناً، حيث تراهن الدولة العبرية على أن يكون التعاون مع أذربيجان بدلاً عن جورجيا، لأن أذربيجان توجد فيها حقول النفط والغاز إضافة إلى خطوط نقل النفط والغاز من بحر قزوين(بحر الخزر)وبلدان آسيا الوسطى سيتم تمريرها عبرها، ويضاف إلى ذلك أن وجود علاقات الجوار(الإيراني الأذربيجاني)تضمن دوراً كبيراً من التوتر بسبب دعم أذربيجان للحركات الانفصالية الأذربيجانية الإيرانية، إضافة إلى قابلية النظام الأذربيجاني للتعاون مع(إسرائيل)في تنفيذ مخطط استهداف إيران، ولتقويض الأتفاق النووي الأيراني الذي دخل حيز التنفيذ.

 

كما تراهن (اسرائيل)على كازاخستان لتكون الشريك الرئيسي لها من بين بلدان آسيا الوسطى، بدلاً عن أوزبكستان التي امتلأت بالحركات الأصولية الإسلامية، وكيرغيزستان وطاجيكستان اللتان أصبحتا أكثر ارتباطاً بروسيا، وتركمانستان التي بدأت تميل إلى التفاهم مع إيران وروسيا وتركيا. إنّ البلدربيرغ الأمريكي( جنين الحكومة الأممية)يدفع ادارة أوباما وبعض الدول الأوروبية وحلف الناتو، من أجل الاعتماد على(إسرائيل)باعتبارها تملك مفاتيح كازاخستان الدولة الرئيسية في آسيا الوسطى، وأذربيجان الدولة الرئيسية في القوقاز الجنوبي. ولا بدّ من القول أنّ مجتمعات المخابرات في كل من روسيّا وايران والصين وبعض الدول الأخرى الحليفة، تتابع كل ما ذكر أنفاً وبشكل دقيق وموضوعي، وتقول المعلومات أنّ هناك غرف عمليات مشتركة بعضها موجود ومنذ سنوات والآخر تم استحداثه منذ أزيد من أربع سنوات تقريباً، تعمل على مدار الساعة عبر خطوط ساخنة ومفتوحة على كافة المستويات الأمنية والعسكرية، وترفع تقارير مشتركة الى المستويات السياسية في هذه المنظومة الدولية الجديدة، ذات الأهداف المشتركة للوصول الى نوع من التوازن الدولي عبر عالم متعدد الأقطاب.

 

أتفق مع غيري من الخبراء، أنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان وفي كل جغرافيا الشرق الأوسط ككل، لغايات مواجهة الصراع على محاولات بريطانيا استعادت مناطق النفوذ التي خسرتها بعد اتفاق يالطا ما غيره، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار والفلّوجة وتحت عنوان مكافحة الأرهاب، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو. ولسان حال الفدرالية الروسية يقول: بأنّ هناك حصار تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ضربه حولنا، من قلب أوروبا وحدودنا الحيوية في مواجهة شبكة صواريخها هناك، حتى آسيا الوسطى. فالمسألة تبدو بالنسبة إلينا كأنها استعادة أميركية كاملة للأجواء التي كانت سائدة بيننا قبل نصف قرن، لمجرد أن واشنطن أدركت فقدانها لأحادية قطبيّتها العالمية، عادت معالم الحرب الباردة، ثم لدينا مصالحنا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في المتوسط، لم يعد لدينا موطئ قدم هنا إلا في دولتين اثنتين: الجزائر وسورية، ومن الخطأ الفادح التفريط بأي منهما، خصوصاً في سورية الدولة المركزية المحاذية لكل قضايا الشرق الأوسط والمشرق العربي، فضلاً عن القضايا الملامسة لبعدنا الاستراتيجي في أوراسيا وحدودنا الجنوبية.

 


وتتصف عمليات مكافحة الإرهاب في الجمهورية العربية السورية ذات النطاق الزماني والمكاني بأهداف وغايات ذات طبيعة خاصة، عبر هندسة متتاليات التعاون السوري الروسي الأيراني، وتقاطعاً بالفعل والعمل مع حزب الله والمقاومات الشعبية، وجلّ السابق مدعوم باسناد صيني حقيقي كخط خلفي لم يظهر بعد للعامه بوضوح(بكين معنيه بالأيغور في الداخل السوري، وبمجاميع الحزب الاسلامي التركمستاني كصوفي للسي أي ايه والأم أي سكس وللمخابرات التركية، كما هي روسيّا معنيه بالشيشان وبعض الشركس كبرابرة جدد وكصوفي لتلك المجتمعات المخابراتية السالف ذكرها)، فهي ليست بحرب كلاسيكية ولكن ذو محتوى ومضمون مختلف وفريد من نوعه، ولم يظهر حتّى لا في الحرب العالميه الأولى ولا الثانية، ولا بالحرب على أفغانستان والعراق ولا في ليبيا أيضاً.

 


فالقوّات الحكومية السورية وحلفائها على الأرض، مسنودة من الروسي تعمل على دحر الإرهاب وتدمير وتخريب تشكيلات المتطرفين من مراكز وقواعد تدريب وعزل المناطق القتالية، ووقف تدفق المسلحين والأسلحة من الخارج(عملية قصف ابراج الأتصالات على الحدود التركية السورية نموذج مصغّر من سلّة نماذج أخرى)، وفق عمليات تتصف بالدقة والنوعية لجهة الفعل والنتيجة. إلاّ أنّ حركة القوّات الأمنية وعلى الأغلب الأعم والأدق، مقيدة بظروف صعبة وموضوعية، فهي تتصرف كما لوكانت مكتوفة الأيدي، حيث البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الغربية والأقليمية وصوفيو مخابرات الساحات الضعيفة والقويّة، يدخلون في صراع مع الجيش العربي السوري ضمن الأبنية السكنية المأهولة، ويستخدمون المدنيين كدروع بشرية، والعمل على تخريب المؤسسات الحكومية، والاتصالات والبنوك والجسور وما الى ذلك.

 


فحماية المدنيين والبنى التحتية يمنعها(أي الدولة السورية)من استخدام الأسلحة الأكثر قوّة وفعالية في بعض المناطق، كمسار اجباري للدولة على تحويل جهد كبير في حماية الموارد المائية والسكنيه والأقتصادية والطرق من هجمات العناصر الأرهابية، ومناطق أخرى مفتوحه ويتواجد فيها البرابره الجدد صوفيو مجتمع المخابرات الأمريكي والمخابرات الغربية ومن تحالف معهم، يكون القصف فيها سجّاديّاً(قريباً سيكون الشمال السوري وعلى طول الحدود مع تركيا، القصف فيه سجّاديّاً من الجو مسنوداً من الروسي والسوري والطيران الأيراني أيضاً)مع بدء عملية بريّة يقوم بها الجيش السوري وحلفائه لحسم وانهاء التنظيمات الأرهابية المسلّحة، والتي تم تليينها وتذويب نواتها عبر القصف الروسي منذ بدء فعله المؤثّر.

 


الحكومة السورية تحارب مجموعات مسلحة ذات تشكيلات وتنظيمات متعددة وأخطرها المنظمات الإرهابية التي تشكلت في دول الخليج ذوات اللحى، والتي يتمتع أعضاؤها بمهارات قتالية وتكتيكية اكتسبوها خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، كما أنهم يتميزون بالانضباط وقدرتهم على التأثير في القضايا ذات الطابع الديني والعرقي، وكسب ثقة السكّان المحليين لتوريد الأسلحة والمقاتلين والمؤن، وفئة أخرى أقل تنظيماً ومعنوية قتالية، يعتمدون التعصب الطائفي والقتل والنهب والسرقة والارهاب الوحشي، عبر حبوب الكبتاغون كوقود للبرابرة والخوارج الجدد على حد وصف الملك عبدالله الثاني لهم.

 


فصوفيو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(البرابرة الجدد)يهدّدون روسيّا والصين وايران، وضرب هياكل الأمن القومي في هذه الدول وجلّ أسيا ضمن استراتيجية الأستدارة بعد الأفراغ من السيناريو السوري، والأخير يهدد الأمن القومي الروسي من قبل البرابرة الجدد صوفيو المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية، فمن الواضح أن سورية هي حقل التجارب الجديد لتدمير مفهوم الدولة، وقد ظهرت نتائج هذه التكنولوجيا في(ليبا والعراق ويوغوسلافيا)، وأنّ مصير كل من روسيّا وإيران والصين واليمن وحتى الاتحاد الأوربي، يتوقف على نجاح أو فشل هذه التجارب، فسورية أصبحت الخط الأمامي المتقدم الذي يسعى الكل للحفاظ عليه ولكن كل حسب مصالحه، روسيّا تحاول الحفاظ على سوريا كدولة، لأن الوجود الروسي العسكري في سورية وبالقاعدة العسكرية في طرطوس وحياة الآلاف الروس الذين يعيشون في سورية، والمصالح الاقتصادية والعسكرية على المحك، إن لم نقل مستقبل روسيّا نفسها على المحك وأمنها القومي.

 


لذا الروس دخلوا بقوّاتهم سورية بطلب من الدولة الوطنية السورية وتحت راية العلم الروسي، حتّى لا تقول أمريكا والناتو وثكنة المرتزقة اسرائيل أنّ هذا كاسر للتوازن العسكري في المنطقة، وهناك مبدأ هام في العلوم العسكرية تدركه موسكو والصين وايران يقول: اذا لم تتمكن من منع الحرب فعليك المبادرة الى شنّها، فعدم مبادرة روسيّا وايران والصين الى شن الحرب على صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن تحالف معها، سوف يتيح للناتو استلام الزمام ونقل الحرب الى حدود روسيّا والصين وايران وجلّ أسيا وضرب هياكل الأمن القومي فيها.

 


في حين نرى واشنطن والعواصم الغربية، يدافعون عن مصالحهم عن طريق محاولة شطب سورية أو على الأقل كسر سورية لتكون دولة فاشلة للحفاظ على ثكنة المرتزقة اسرائيل وأمنها، من خلال التزييف الإعلامي والحرب الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وإضعاف الموارد البشرية والمادية، ناهيك عن الدعم العسكري المعلن لبرابرتها الجدد دواعش الماما الأمريكية، صوفيو المخابرات الدولية الذين يحاولون كسر الدولة السورية من خلال القتل والتفجيرات.

 


فحسب استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية ورمزه الجمجمة والعظمتين، أنّه بعد سقوط سورية وإيران فإن احتمال الحرب في القوقاز وآسيا الوسطى كبير جداً، فالناس الذين يحملون النسخة المحرّفة من الإسلام سيكونون موجهين ضد روسيّا والصين وأوروبا أيضاً، لشطبها واعادة صياغتها وتفجيرات بعض الساحات الأوروبية الداميه الأخيرة خطوة أولى على طريق ارهابي طويل سيضرب هياكل الأمن القومي الأوروبي، وفي أيدي هؤلاء الناس مخزونات ضخمة من الأهداف، فروسيّا والصين قد تكونان الحلقة الأضعف هنا ضمن استراتيجية البلدربيرغ الأمريكي، خاصةً وأنّ روسيّا الاتحادية تعاني من المشاكل ونقاط الضعف، والحل الوحيد لتفادي روسيّا من الوقوع في الهاوية هو إنقاذ سورية من صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

 


لنحفّز العقل على التفكير: بفعل الحدث السوري والفعل العسكري الروسي وباسقاط السوخوي الروسية، والأستثمارات الدولية في الورقة الكرديّة، هل صارت الجغرافيا التركية موضع تساؤل استراتيجياّ؟ وهل بدأ مشروع تفكيك تركيا عبر البلدربيرغ الأمريكي؟ ما هي المخاطر الجديدة التي صار الناتو يتعرض لها؟. فثمة خطر من الشرق يتعرض له الناتو يتمثل في الوجود الروسي العسكري المتفاقم في سورية، وثمة خطر من الجنوب يتمثل في صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وصوفيي الناتو نفسه، وتركيا تجتمع فيها هذه المخاطر وصارت أكثر دولة في الناتو انكشافاً.

 


لقد مرّ أكثر من ستين عاما على عضوية تركيا في الناتو، وتفاقم الدور التركي بعمق في حلف شمال الأطلسي، بشكل متصاعد مع التهديدات الأمنية الجديدة والتحديات الإقليمية، مع الإقرار بموقف تركي مفاجئ في التدخل في المسألة الليبية في وقته، رغم الرفض الأرودوغاني الصريح في بداية الأمر، والموقف التركي المساند لنشر نظام الدفاع الصاروخي، ومن المفيد الإشارة إلى أنّ تزايد أهمية الدور التركي في الحلف، ناتج عن توافق المصالح التركية الإستراتيجية مع مصالح الدول الأعضاء الأخرى، حيث يشير الأنف ذكره بمجمله، إلى أهمية الدور التركي ضمن الناتو، بالرغم من التناقض بوجود رأي عام تركي يتعاطى مع الغرب بسلبية مفرطة.

 


هذا واستمرت أنقرة في لعب دور هام في التعاون الأوروبي الأطلسي، ومنذ لحظة انضمامها إلى حلف الناتو في شباط من عام 1952، وخلال الحرب الباردة لعبت الجغرافيا التركية دور الجناح الجنوبي في سياسة الناتو في مواجهة الاتحاد السوفيتي، ونلاحظ أنّه منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانضمام بلدان سوفيتية سابقة إلى الحلف الأطلسي، أصبحت الجغرافيا التركية موضع تساؤل من الناحية الإستراتيجية.

 


ولكن بعد هجمات 11 أيلول لعام 2001 م وتبني الناتو لسياسة جديدة، أدت إلى تدخل الناتو في أماكن بعيدة جغرافيا عن أوروبا والأطلسي، استعادت تركيا بعض من تلك الأهمية نتيجة تدخل الناتو في تلك المناطق، حيث ساعدت الأوروبيين وسهلت غزو أفغانستان، و قامت أيضا بإرسال قوات تركية وإدارة معسكر قوات التحالف في كابول عامي 2002 و2005.

 


وهنا لا بدّ من التأشير إلى أنّه، بلغ عدد الجنود الأتراك الذين شاركوا في عمليات الناتو المختلفة أكثر من أربعة آلاف جندي، منهم ألفي جندي عاملون مع قوات التحالف في أفغانستان، كما أرسلت أكثر من ألف عنصر كجزء من التحالف الذي أنجز عمليات الناتو في ليبيا، والمتبقي متواجد في آماكن وبؤر نزاع دولي وإقليمي أخرى، مع مجموعات استخبارية ومخابراتية مترافقة، مع جلّ الكتلة البشرية العسكرية التركية المتشاركة مع الناتو إزاء بؤر النزاع المختلفة.

 


وتشير المعلومات، ومع عملية إعادة هيكلة الناتو ولا نقول هندرة الناتو، حيث الأخيرة غير الأولى، سيتم تخفيض عدد مقرات قيادة قوات الناتو العاملة في الخارج، من ثلاثة عشر قاعدة إلى ثمانية أو سبعة من القواعد العسكرية، وليس "القواعد" بمعنى النساء اللواتي لا يرجنّ نكاحاً، ونتيجة لذلك سيتم استبدال قاعدة القيادة الجوية الواقع في أزمير، لتصبح قاعدة قيادة جديدة للقوات البرية النيتويّة، وبذلك ستستضيف تركيا إحدى أكبر مقرات القيادة للناتو على أراضيها في القريب العاجل، مع تصعيدات لعمليات العصابات المسلحة في الداخل السوري وعلى أطراف حدوده، إن لجهة تركيا، وان لجهة لبنان، مع وجود استراتيجيات للعصابات العاملة المسلحة في الداخل السوري، بإيعاز قطري – سعودي – أمريكي مشترك، لتسخين الحدود المشتركة مع الأردن، لتوريطات مدروسة بالموضوع السوري من جديد وللأنقلاب على النصف استدارة أردنية برعاية الروسي نحو دمشق، فسخونة العلاقات الروسية الأردنية قادت علي المملوك الى عمان مؤخراً وقبل ذلك، ولن تكون الزيارة الأخيرة له ولغيره من المسؤولين السوريين، رغم رفضه المطلق(أي الأردن)وعمله على أرض الواقع على هذا الرفض، للتدخل بالشأن السوري رغم تفاقم الضغوط عليه، والتساؤل هنا يلح علينا مع استضافة أنقرة لقوات بريّة من الناتو في قاعدة أزمير التركية، هل لذلك علاقة بالحدث الاحتجاجي السوري وتداعيات اسقاط السوخوي الروسية؟

 

كذلك عبر تسريبات جديدة تقول ثمة طلب تركي حديث وعاجل في نشر بطاريات صواريخ باترويت، وما يؤشّر ذلك إلى عسكرة واضحة للحدود التركية – السورية، وبغض النظر أنّ تلك الصواريخ هي دفاعية أم هجومية، فالشيطان يعيش في التفاصيل وملحقاتها وتداعياتها!.

 


الرئيس التركي يرى ومعه كوادر حزبه الحاكم، إن إستراتيجية الناتو قد تطورت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة،

 

وتطورت معها النظرة الإستراتيجية التركية، وتركيا تطمح إلى لعب دور إقليمي أكبر، في مشاكل القوقاز والبلقان والشرق الأوسط، إن لجهة إيران، وان لجهة سوريا ولبنان، وان لجهة ملف الصراع العربي – الإسرائيلي وارتباطاته، لكن من ناحية أخرى يهيمن التوتر على علاقة حزب العدالة والتنمية الحاكم مع بلدان كأرمينيا وقبرص، قطعاً بجانب العراق وسورية، كما تشير معلومات إلى وجود قيادات وكوادر من الصفوف الثانية والثالثة، وخاصةً في جهاز الاستخبارات العسكرية التركية رافضة وبقوة، وغير راضية عن موقف الحزب الحاكم إزاء الحدث الاحتجاجي السوري وأنّ تركيا وقعت في فخ اسقاط السوخوي الروسية داخل الأجواء السورية، وتضم تشكيلة متنوعة من العلماني إلى القومي التركي المتطرف إلى الإسلامي إلى المستقل، في عناصر المورد البشري الأستخباري التركي، ولجهة جهاز المخابرات المدني الداخلي، وتؤكد المعلومات أنّ هناك فجوة عميقة بين الاستخبارات العسكرية التركية، وجهاز المخابرات التركي بسبب الموقف من سورية وما يجري فيها، لكن بوجود خلوصي أكار كرئيس لهيئة الأركان التركية، صار ثمة تقليص لتلك الفجوة بين الأستخبارات التركية والمخابرات التركية خاصة بعد تداعيات اسقاط السوخوي الروسية، ومع أنّ ساحات الدولة التركية الداخلية المختلفة، وبسبب ظروفها وتأثرها بتداعيات الحدث الاحتجاجي السوري، مهيأة لمستويات عالية من العنف والعنف المضاد، أكثر من لبنان نفسه.

 


يشير مجموعة من الخبراء الدوليين، أن شعبية الغرب والناتو عند الرأي العام التركي تناقصت، وبالرغم من ذلك بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر مع الناتو في العديد من الحالات، استمرت السياسة التركية بالتماهي مع سياسات الحلف الأطلسي، وقد بدا ذلك واضحا في مسألتي التدخل في ليبيا والدرع الصاروخي وحسب الشرح التالي:

 


منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عارضت تركيا مرارا وتكرارا أي تدخل في ليبيا، وذلك على لسان رئيس الوزراء في حينه رجب طيب إردوغان على شاكلة تساؤله:- "ما شأن الناتو وليبيا؟ تدخل الناتو في ليبيا أمر مستحيل ونحن نعارض هذا التدخل"، لكنه سرعان ما تراجع بعد قرار مجلس الأمن وبدعم من الجامعة العربية، حيث الأخيرة شرّعت احتلال ليبيا حينما كان مرشح الرئاسة المصرية الخاسر عمرو موسى أميناً عاماً لها، فقرر أرودوغان المساهمة في ذلك التدخل وشاركت تركيا بغواصات وسفن حربية وجنود كثر وخبراء استخبارات ومخابرات.

 


لذلك تصاعد الدور الإقليمي التركي، يجعل من أنقرة حليفا استراتيجيا في حلف الشمال الأطلسي ولها مكانة "الطفل المدلل" داخل الأسرة النيتويّة، والتي تعيش هذه العائلة الحربية الأممية حالة فريدة من ممارسة الجنس الجماعي بالمعنى السياسي، وخاصة بعد التحولات الدراماتيكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالرغم من موقع تركيا الهام لكن العلاقات مع الناتو ستشهد نوعا من التأقلم المتبادل، ومواجهة تحديات أمنية جديدة وتحول في الحقائق الجيوسياسية، ومسألة متانة العلاقات التركية مع الناتو وجهوزيتهما في مواجهة التحديات، فالإجابة على هذا السؤال ستبقى للمستقبل.

 

كما يرى خبراء دوليين من جهة ما، أن الدور التركي في المنطقة، أمر حيوي للإستراتيجية الجديدة والشراكة المستقبلية للناتو وخاصةً الهيكلة الجارية، ليس فقط نتيجة حجم تركيا وموقعها، بل أيضا نتيجة الثقافة التركية وخبرتها التاريخية مع دول الجوار(نقصد بذلك فترة الحكم العثماني)، ومن جهة ثانية يرى وزير الدفاع التركي أن مميزات تركيا تسمح لها بتقديم النموذج للعديد من البلدان في المنطقة، وقال في كلمة له(الناتو، 2012) "من خلال التعاون يمكننا إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".... مهمة تحققت في ليبيا!

 


ولحلف شمال الأطلسي مصالح فوق إستراتيجية نستولوجيّة، لجهة ما وراء المستقبل الفضائي للناتو في العالم، ما بعد بعد ما يسمّى بالربيع العربي، والربيع موسم يذهب وسرعان ما يعود، وذلك عبر توظيفات للدور التركي في حلف الناتو، هو دور هام للمصالح الإستراتيجية للحلف الساعية إلى تطوير الدرع الصاروخي وحماية الأراضي الأوروبية من تهديد الصواريخ البالستية.

 

هذا وقد اتفق أعضاء الحلف في قمة لشبونة عام 2010 على تبني الدرع الصاروخي، وهي مبادرة أمريكية للدفاع المشترك مع أوروبا، موجهة ضد الصواريخ البالستية الإيرانية وغيرها، وقد وافقت تركيا على إنشاء محطة على أراضيها، وقد تم فعلا بناء رادار إنذار مبكر في مدينة مالاتيا جنوب شرقي أنقرة وهي الخطوة الأولى لبناء الدرع الصاروخي، ويجيء الطلب التركي الحديث ان صدقت التسريبات في نشر بطاريات صواريخ باترويت تعزيزاً لمحطة الرادار في مالاتيا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع