من هناك حيث يتمدد ذاك المخيم آمنا مستقلا ،،
من هناك حيث لم تعرف تلك البقاع سوى الخصب والعطاء ومروج الدحنون ،،،
من مكان كان ولا يزال قلبا نابضا لبلقاءنا يضج بالحياة والناس وأسواقه وناسه المسالمين ،،،
بالأمس فاجأتنا أخبار صباحية سابقت أكف من كانوا لله يبتهلون ،، الذين أنهوا سحورهم خارجين لعملهم في غرة الشهر الكريم ، يطلبون رزقا وخبزا وحبا لهذا الوطن ، يحملون معهم زوادتهم في كل مساء لبيوتهم وأهلهم وأسرهم يخبرونهم أن الوطن بخير وأمان فلا تقلقوا علينا ولا تخافوا ،يطمئنون ذويهم بأننا نحبكم كما نحب كل ذرة من تراب هذا الوطن وهذه الديار ،
لم يكن يدر في خلدهم أن هناك من يتربص بهم كي يحيلهم جثثا هامدة لم تتأهب لمثل هذا لأن كل ظنهم أنهم لا يخونون !!!
لكنهم خانوا (وباقوا) كعادتهم ،لن يكونوا أبدا على مستوى الضمير أو الوطن أو الإنسانية ،حملوا سلاحهم المسموم والموسوم بالعار والدناءة وأشهروه نحو أفراد آمنين كل همهم هو حماية هذا الوطن وحمايتهم من مكائد مثل هؤلاء وأمثالهم الذين تربوا هناك في جحور معتمة لم تعرف للرجولة مكانا ولا للشجاعة مفهوما ، بل كل ما عرفته هو أسود رجيم ،،،
للشهداء الذين سطروا لنا وشما جديدا على صفحة الوطن شآبيب رحمة ، ولذويهم كل العزاء فنحن كلنا ذويهم وأهلهم
،وللوطن كل السلام ،، ولن يظام هذا الوطن ما دام في ربوعه ولادات تنجب الرجال الرجال،،
هنيئا لك يا أردن كوكبة جديدة جبلت بدمها ترابك الطهور وبذات أرواحنا لتبقى،، والمجد والحرية للوطن وقيادته وأهله الذين على أمنه ساهرون ،،،