عندما نتحدث عن الانتخابات النيابية القادمة والمرحلة الجديدة التي نمر بها أقول انه يجب أعادة النظر في الدور الذي سيقوم به المرشح بعد الترشيح وبصرف النظر عن صلاحياته ودوره , ولا أهمية هذه الانتخابات التي تكمن في التعبير عن هوية المجتمع الأردني في انتقاء الأشخاص الذين سيختارهم لتمثيله في المجلس الثامن عشر ولأن المرحلة القادمة ستترجم وصول نخب جديدة كما يردها المجتمع .
إن هذه الانتخابات لها أكثر من مدلول وأكثر من مؤشر في كشف الإرادة الحقيقية للمجتمع واختياره فيمن يقدمه ويصدره في المقدمة ومن ثم جاءت أهمية الاختيار في الترشيح والأسس التي يقوم عليها ترشيح الناخب للمرشح .
وهناك أمر آخر هو أن الترشيح من الناخب للمرشح فيه معني التزكية له والتفويض له من المجتمع وفيه معنى الإنابة عن المجتمع فإذا رشحت أحداً فكأنك تنيبه عن المجتمع وتوكله عنه وتشهد له بأنه الأصلح .
و هنالك منطلقات وقواعد وثوابت لابد أن يُنطَلق منها في الترشيح لأن الشريعة الإسلامية لم تجعل الأمر سبهللا يرجع إلى الرغبات والأهواء والعواطف . فما هي تلك القواعد والمنطلقات .
القاعدة الأولى والمنطلق الأول أن تتيقن أن اختيارك للمرشح هو أمانة ومسئولية أمام الله وستحاسب عليها ثم هي مسئولية أمام المجتمع الذي يقوى بقوة أمانة أفراده ويضعف بضعف أمانة أفراده.
إن مما ينبغي أن تتذكره دائماً أيها الناخب أن الولايات والمناصب وما يلحق بها هي من الأمانات في قوله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً } صدق الله العظيم , النساء58 .
فقد أعطاك هذه الصلاحية وهي صلاحية الانتخاب التي هي أمانة فما أنت صانع فيها ؟ ومن تختار ؟ إنني أهمس في إذنك ليقر في فؤادك أن تتذكر هذه الأحاديث النبوية التي تقشعر لها الأبدان وتهتز منها الأفئدة ( في قوله صلى الله عليه وسلم من ولى رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين ) صدق رسولنا الكريم .
حفظ الله الأردن والأردنيين بقيادة سيدنا صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسن المفدى .