أنا لا يَترُك أبي الجيش أبداً، إذ ما غادره اليوم بجسده تبقى العسكرية تتموج في حاكورة دارنا وتتمد..يُودع أبي صفوفاً وجُنداً ورايةً بجسده لكن عمّان وأنا أدري أنها لا تُغادر مرفأ قلبه.
يَقولُ: وداعٌ للجيش،
لضباط الصف،
للحرس على حُدود عِزتنا
ونَحنُ خَلفه أبناءه السبعة نقول: بارك الله بالرُتب والنجمة والتاج اللذان ناموا على كتفك كطيور ترفض أن تهاجر أُردنها فتسمرت في ذات الأرض ثلاثين عاماً وستبقى..
يَقول أبي في وداعه للعسكرية: سلامٌ..
سلامٌ..
على الصاعقة
والمظلية..
على رِفاقٍ..
على بدلات الفوتيك..
على الحُبِ يَطرق أبواب الفؤاد حاملاً في ثناياه وطنٍ من الصَبر والدموع..
يوصي أبي في وداعه للعسكرية وهو ينظرُ في وجوهنا الأردنية أنا وإخوتي.. وفي جدائلنا السوداء البدوية: اللّه.. اللّه في عمّان.. اللّه.. اللّه في الجيش.. في الجنوب والشمال والشرق والغرب من ديارنا..
ونَحنُ ننظرُ إليه نومي بعزةٍ: عمّان والعسكرية لا تبرح الفؤاد أبي كُنتَ في أسوار الجيش أم في أسوار بيتنا في سَحاب..
وداعٌ للجيش ونحن نَحمله بين الضلوع