أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طائرة إثيوبية تحمل شعار (تل أبيب) تهبط في مطار بيروت استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات
مزارعين تحت خط النار
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مزارعين تحت خط النار

مزارعين تحت خط النار

18-05-2016 11:47 PM

بقلم :عبدالحميد الخراربة .

في كل صباح يستيقظ المزارعين على أصوات ديوك القرية ليعلنوا انطلاقة يوم جديد في حقول زرع بها الأمل وينتظر قطف ثمارها , و في الظلام الدامس يبدأ مشوار الحياة يبحثوا جاهدين في أروقة المنزل عن "بدله فوتيك " رسمت حبات العرق عليها خطوطها البيضاء فتصلبت "أكمامها " وتيبست " قبتها " وذرات تراب ترسبت في جيابها واختلطت مع بقايا "فراطة " وقطع طين توزعت والتصقت سيقانها و "بسطار " اعتراه التعب والإرهاق ومن الألم تقطعت "أزراره " من تكرار ربطها وفكها والتصقت به درر من تراب الوطن الغالي من مزارع الخيرات , فهو الجندي الذي يسلك دورب الاقتصاد المظلمة و الوعرة لحماية ماتبقى من أراضي زراعية لعلها تبقى صامدة في ظل تردي الأوضاع الزراعية , ويقف على عتبات التاريخ مبتسما لحماية ثغر الوطن الزراعي , و دون كلل أو ملل يدخل معارك الأسعار و يقارع خسارة المواسم عله يجد في أحداها ما يسد رمق أقساط أبناءة الجامعية , أو حتى دفع فواتير تراكمت كغيرها من الديون المنسية ,هذا هو المزارع يقارع الفشل في محاوله لإحياء الأمل لعله يستطيع أن يكمل مسيرة أبناءه التعليمية فهذا طموح من حافظ على الرقعة الزراعية .

و تتكالب الظروف على المزارع كالفريسة التي سقطت بين مخالب الثعالب , وتتجافي عيون الحكومات المتعاقبة عن ارق المزارع ’ وهو كالغريق الذي يصارع البقاء من اجل قوت أبناءة ويقف حائرا أمام انخفاض الأسعار من جهة أخرى وغياب الحكومة من سجل الزائرين لمعاناته الزراعية من جهة أخرى و يقف المزارع كـ"الجندي المجهول " في طريق بناء اقتصاد وطنه وتقف الحكومات كالسد المنيع أمام طموح المزارعين و انتصاراتهم الزراعية فيرهقه انخفاض الأسعار وتبدل الأحوال وتطارده الديون في كل مكان وتبعث في نفسه الهزيمة المرة على أسوار وطنه وتتزاحم عليه الديون كمان تتزاحم الاكله على قصعتها فلم يعد يقوى على الحراك حتى يقوى على الوقوف والثبات وإكمال مسيرته الزراعية وخيرات بلدي تنهب وتذهب إلى المجهول حيث اللصوص تقبع وتأكل ولا تشبع .

مزارعون تحت خط النار هم أبناء بلدي فلم يعد يستطيع تامين قوت أبناءة أو حتى أقساط مدارسهم وجامعاتهم ولم يعد يستطيع مواجهة "الديانة " ولم يعد يتجرأ على دخول الأسواق خجلا من أرقام تراكمت على صفحات تعددت في طيات دفاتر التجار تحمل اسمه , ولم يعد يستطيع أن يشارك الآخرين مناسباتهم جراء ضيق الحال وأصبح يصارع البقاء في ساحة الوغى الزراعية أملا في الصمود في وجه إهمال الحكومات المتعاقبة والتي تعصف بكل آمال المزارعين فغياب الحكومات عن إحداثيات القطاع الزراعي تشبه غيابها عن محاربة الفساد فالغياب دائم في سجل معاناة المزارعين ومرهق وعواقبه لا تبشر بخير , و لم يتبقى أراضي في الجوار بخير حتى يهاجر إليها ولم يتبقى في جعبته إلا خيار الإفلاس والاعتزال من مهنة اعتاش عليها واشتد ساعده في كتابة بيوت شعرها وقصائدها .

إن الزراعة مهنة جاءت من خلف أسوار التاريخ بالوراثة من الإباء والأجداد ومن طلاب علم ومهندسين اجتهدوا في بناءها وتطويرها إلا إن الحكومة تأبى أن تورثها لجيل المستقبل ففي كل موسم نفقد جنودا على الجبهة الزراعية إما انهاروا بسبب الديوان وسقطوا في خنادق البنوك أو تقطعت عنهم خطوط إمداد الدعم الزراعي فخرجوا من المعركة الإنتاجية بملء إرادتهم خوفا من إكمال بقية حياتهم في السجون و خلف القضبان مع اللصوص ,فالديون تراكمت والقانون لا يفرق بين غريق الديون الزراعية ولصوص الحانات الليلية .

القطاع الزراعية بحاجة إلى وقفة حكومية جادة فالمزارع إنسان يحمل متطلباته المعيشية على كفيه فان وجد الزراعة لا تجدي نفعا تركها إلى غير رجعة , وهذا الإطار يدخل المزارع والمواطن في خطر وينعكس سلبا على الاقتصاد والذي نعتقد انه مهم بالنسبة للحكومة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع