أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها مصر: الضغط على الفلسطينيين قرب حدودنا سيؤدي لتوتر العلاقات مع إسرائيل صحيفة عبرية: مسؤولون إسرائيليون يقرّون بالفشل في وقف تمويل “الأونروا” إصابة 11 عسكريا إسرائيليا في معارك غزة بحث التشغيل التجريبي للباص سريع التردد بين الزرقاء وعمان بدء صرف مساعدات لأيتام غزة بالتعاون بين التنمية الفلسطينية و الأردن لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة 4.9% ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة مذكرة تفاهم لرعاية الطفولة المبكرة وكبار السن وتمكين المرأة الصين: نرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين أمين عام البيئة يلتقي وفدا نيجيريا وفد مجلس الشورى القطري يطلع على متحف الحياة البرلمانية الاردني "الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية" تبحث ووفدا قطريا تعزيز العلاقات "الملكية الأردنية" تؤكد التزامها بالحد من تأثير عمليات الطيران على البيئة قرار بتوقيف محكوم (غَسل أموال) اختلسها قيمتها مليون دينار بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان
من فوق

من فوق

07-05-2016 10:54 PM

بدا واضحا للجميع بأننا شعب يعاني من عقدة اسمها، " من فوق " ، وأن " فوق " ليس شاغلنا فقط ، إنما أصبح يشكل هاجسا لنا،حيث ينعكس ذلك على كلامنا وتصرفاتنا، فداخل أسرنا تجد الأب يشدد على رفع الأشياء الثمينة في البيت، وبالذات الوثائق والأوراق المهمة في مكان " فوق "، والأم إذا ارادت أن ترفع شيئا عن أيدي الأبناء من الحلويات ، أو "صفط الحلو" الوحيد ، تبحث له عن مكان " فوق " .

حتى شهادات الأبناء سواء الثانوية أو الجامعية ترفع " فوق" في أعلى رف في المكتبة ، ولا توضع بالرفوف السفلية ، وكذلك طقم الكاسات الثقيلة والتحف توضع على أعلى رف من فوق ، "فوق" من البوفية في غرفة السفرة يخصص لأثمن هدية زواج تلقتها الزوجة من أهلها أو من أحبتها.

وفي المدرسة تجد سماعة الاذاعة المدرسة الصباحية توضع "فوق" ، بالطابق العلوي ، ويقف الطالب المميز بالطابق العلوي ليخطب بالطلبة من هناك "من فوق " ، والميكرفون يرفع "فوق" باب الادارة ، و" فوق " في مدارسنا يستخدم لمراقبة الطلبة وتصرفاتهم خلال الفرصة المدرسية . المهم في الأمر أن نبقى "فوق" ، ولا أحد يعلو علينا ، الكل تحتنا ، وأحنا هناك "فوق" ، أو بجانب الذين" فوق" ..

وفي العمل يسعى الجميع أن يكونوا على علاقة طيبة مع " فوق "، ويقضي أحدهم عمره وهو يسعى أن يصل إلى "فوق" أو أن يصاحب الذي وصل ل" فوق "، وإذا وصل إلى "فوق "يصبح أمله أن يبقى" فوق" ، وهمه الوحيد أن يرضي الجماعة الذين "فوق ".

حتى زفة العرسان تبدأ من "فوق" الدرج نزولا ، ويعبر أهل العروسين عن فرحهم من خلال رفع العرسان على الايدي أوالكراسي إلذي يحمل على الاكتاف" فوق "، و"صمدة العروسين "،تكون" فوق "على اللوج ، وهوعبارة عن مقعدين يوضعان " فوق" طاولة السفرة، ليجلس عليها عليها العروسان بطريقة مرئية للجميع وهم "فوق "، ولو ليوم واحد .

ويقضي المواطن عمره، وهو يوهم من حوله أنه واصل إلى الجماعة الذين "فوق" ، سواء من هم في الرابع ، أو في "الكرسي" ، أو في "رغدان" ، أو من يجلسون فوق الكراسي في المواقع المهمة والحساسة .. لكن المشكلة من هم الذين يقبعون "فوق"، وماذا يريد مثل هؤلاء الذين "فوق" ؟ وبالأصل لماذا " فوق " ، ومن جعلهم "فوق" ؟!.

ويبقى المواطن يسعى لإرضاء الذين "فوق "، وحلمه أن يصل إلى "فوق" ، لكن للأسف في الغالب يستقر به المطاف في أقرب مقبرة هناك، بعد أن ينثر "فوق" جبهته التراب ، لتنتهي أحلامه بأن يصل إلى "فوق" جسدا ، ويكون نصيب روحه فقط أن تصعد إلى" فوق" .

المشكلة، من هم الذين "فوق"؟ حتى الذي هناك "فوق" أكد في أكثر من مناسبة بأنه لا يوجد" فوق" أو أوامر من" فوق" !!

Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع