أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصدر مقرب من "حماس" ينفي تعرض الحركة لضغوط لمغادرة الدوحة تفاصيل جدال الضباط والرجل اليهودي .. لماذا اعتذرت شرطة لندن؟ دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في عمان من صباح الأحد الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين لوقف الحرب على غزة - فيديو زخات أمطار محدودة متوقعة في بعض مناطق الأردن الاعلام الحكومي: الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني بغزة. خيارات وسلوك إسرائيل بملف أسراها .. محللون يتحدثون دورة عن علوم الفضاء في اليرموك لقاء حواري في الأعيان يُناقش تحديث المنظومة الأكاديمية للعلوم الاجتماعية خليفات: ميناء العقبة يعمل بكامل طاقته أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول نيوزويك: بعد 6 أشهر حماس تسيطر على الوضع بغزة طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية إصابة 23 سائحا في انقلاب حافلة سياحية بتونس. إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال في طولكرم قادة الاحتلال يواجهون شبح مذكرات الاعتقال الدولية
رؤيا وما تراءى لداودية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة رؤيا وما تراءى لداودية

رؤيا وما تراءى لداودية

12-03-2016 12:20 PM

لعل أشَدَّ ما أبْغُضًهً في تحرير المقالات هو الردود،فالردود والمعارضات تأتي في سياق الاختلاف مع علماء ومفكرين وشعراء، قد تختلف معهم في عرض فكرة ما في فحواها أو طريقة عرضها أو النتائج التي تخلص إليها،فيكون الرَّدُّ بِكتابٍ على كتابْ،أوتُعارض قصيدة بقصيدة،ليرتفع من بَعْدُ وزنُ الرَّدِّ والأصلِ المردود عليه.

 


الردُّ على المقالات او التَّصريحات، خصوصاً ماكان منها متهافتاً وانفعاليا،ً ،أويتضمن استعراضاً ظاهرالقصور، ويتم استعراض نقاط البحث فيه ضمن نظام فصامٍ فكري متلاطم،لم يُبْنَ على منهج علمي استقرائي منصف،وتغشاه نرجسية مفرطة، فيكون الرَّد عندئذٍ لازماً أحياناً، للإفحام أكثر منه للإثراء المعرفي والتكامل الفكري،خصوصا عندما يكون الأصل الذي نحتاج الرد عليه، مبنيا على تأوهاتٍ وخيالاتٍ،وأضغاثِ يقظة،وأضغانٍ ظاهرةٍ وخفيَّة .

 


في تسجيل مصور من حلقة في قناة رؤيا(المعروفة) كان الوزير الأسبق والكاتب الصحفي"محمد داوديه" يستعرض بعض ما "يتراءى" له فيما أسماه والمذيع: بالخطاب "الديني" واستغربت من طريقة عرضه للمسألة بتلكم السطحية المفرطة،والتي أوكلها الى ذوقه الخاص،وما يحبه هو ويفضله،بعيدا عن المنهجية السليمة في النقد للآراء والأفكار والأشخاص،وبلغةٍ غريبةٍ أن يرتجلها شخصٌ (ديبلوماسي) عتيق، فضلا عن كونه صُحُفِياً متمرساً،وزيادة على ذلك، وكما يقول هو في اللقاء: بأنهم كانوا يسمونه(العروض) لأنه يزن الشعر فوراً ويستطيع إسقاط أية "واو"زائدة في بيت شعر يسمعه، فكان حرياً وهذه حالُهْ التي يصفها،أن يزن كلامه بميزان لغوي يراعي فيه المباني والمعاني،وأن ينقد الحالة التي "تتراءى" له بمنهح علمي رصين،ولسان عربي مبين.

 


لم يجد داووديه في نقده لخطيب الجمعة الذي ذكره إلا ان يرسل إطلاقات عفوية مكرورة، بأنه كاد أن يخرج من صلاة الجمعة لأن (الخطيب كان يتكلم بتكفير لا يطاق، وبأنه يضرب بالوطنية،ويضرب في كل إشي)!!!!!!!!!!!!!!!

كان على صحفي ووزير سابق معروف، أن يتكلم بوضوح،ويفصل نقده لخطبة الخطيب،وما هي ضوابط التكفير مفَصَّلَةً، ،لنعلم كيف تعداها الخطيب،وكيف (ضرب الوطنية) وما هو (الكل إشي) ؟! فقد يظن داوديه حسبما "يتراءى"له أن انتقاد الخطيب لأي سلوكٍ منافٍ للشرع لا يعجب داودية التطرق اليه،بأنه (تكفير)"كأن ينتقد الخطيب مثلا، توافد الناس الى مطرب سكير أو مغنية شبه عارية" فقد غدا هذا الوصف عند أغلب التيارات المناهضة للدين والمتدينين،أقرب اختصار للتشنيع عليهم ورفضهم بلا تفصيل لأقوالهم أو أفعالهم،وأن الكلام عن وحدة المسلمين مثلا، (ضرب في الوطنية) فالخطيب لشكله وخطبته ومنهجه مرفوض لديه بالجملة.

 

وربما هذا المعنى المشكل في عبارة(كل إشي) حيث لم يجد داودية في فوضى الارتباك اللفظي،إثر تزاحم المعاني في ذهنه إلا ان يترجم ارتباكه العاطفي أيضا، بأن يعطف فورا في ثورة غضبه على "زغلول النجار" -البروفسور الداعية المعروف ببحثه العلمي الاستقرائي الحثيث، في ظواهر الطبيعة وبواطنها،وعلوم الشريعة واللغة العربية، جامعاً من ذلك كله،منهجاً دعوياً منضبطاً يستعرض فيه إعجاز القرآن باستنباط دقيق،مستنيرا بما توصل اليه العلم النظري والتجريبي الحديث،والشيخ لا ينتهج خطاً سياسيا في دروسه،ولا يتكلم في مسائل الفقه ولا ما يثير خلافا من أي نوع غالباً، وبرامجه علمية بحتة تبعث الطمأنينة في النفوس وترسخها،بالبراهين والأدلة،مستدلاً على إعجاز وعلو كتاب الله تعالى،ومع هذا نجد داودية يهاجمه! ويصفه (بالمشطوب) وبأن ( ما تبنيه المؤسسة الدينية،في سنة، يهدمه واحد مشطوب كزغلول النجار في خمسة دقائق.).

 


ولا أدري هل يقصد بِشُغْلِ السَّنة الذي تنجزه المؤسسة الدينية،"اختيار الخطيب -الذي انتقده في بداية حديثه-أم يقصد مثلا تنظيم رحلات الحج والعمرة"أم أن النجار يسيطر على التلفزيون الرسمي، ويبث فيه أفكاره المتطرفة،عن إعجاز القرآن والذي يغيظ بعض التيارات الكلام فيه.

وقد كانت اشارته الأخيرة معبِّرة للغاية إذ رفع يده اليسرى وهزها بشدة،ووضع يسراه على صدره وانتفض بشدة وهو يكرر(واحد مشطوب عدم المؤاخذة هو) فقد حملت هذه الحركة مقدار مكنون الغيظ في نفس داودية،من (كل إشي) آنفة الذكر التي وصف بها خطيب الجمعة.

 


ولم يترك داودية زغلول النجار حتى عطف على (العريفي) مدخلا إياه في "سجل الشطب" بقوله (المشطوب كمان) ولم يوضح هل العريفي مشطوب أصلي أم مشطوب بالإضافة.

 


ويضيف قائلاً:(يحضر هذا المشطوب فيلحق به الناس الى اربد)مع عدم تبيانه لحقيقة من لحقوا به هل هم من (المشاطيب)؟!

 

ويعبر بنفور يظهر اتصال الغيظ لديه (إيش هذا)- وهي عبارة تربوية يطلقها "المربُّون" عندما تتزاحم في صدورهم التعابير الموجعة، ولا يريدون اللجوء الى السب المباشر لاعتبارات الظهور على الهواء،والتي تكون دقيقة في اختيار اللغة واختيار المفردات!!!!!.

 


ويجمل داودية نقده للدكتور للعريفي،والبرفيسور زغلول النجار بأنهم: (خارج العصر،وخارج السياق،وخارج المنطق،وخارج الحياة،وخارج الدين.) ولا أدري ماذا أبقى لهما من مؤهلات البشرية فضلا عن مؤهلات العلم وما يحملانه من شهادات عليا،في الشريعة واللغة العربية،وهل يقبلانه يا ترى لو طلب بأن يثني ركبتيه في مجلسهما ليتلقى العلم عنهما؟!!.

 


ولعل قوله (خارج الدين) ليس تكفيراً لهما مادام هو من يصفهما بذلك الوصف،ولو وصف أحد داودية بأنه خارج العلم، وأنه يفتقر الى السياق، وأنه خارج الدين،لوصف قوله فوراً بأنه "تكفير"،ولعل ما يميز قوله عن قول غيره بأنه "تكفير" أن ذلك "الغير" سيمتاز بما عبر عنه في سياق حديثه العذب المتصل:(هلأ مش قصة إنه بعمل "لحيه" مع احترامي للِّحى،وبعمل ثوب طويل،بيصير مرجع وبيصير آ آ آ).

 


وهنا بيت القصيد الذي يحتاج الى وزن "العروض" فكل مؤهلات النجار والعريفي (الثوب الطويل واللحية)وكل تحميلٍ لأي قول بأنه "تكفير" يعتمد عى وجود لحية او ثوب او انعدام وجودهما.

 


ثم يستطرد داودية أن (ثغرتنا الكبرى) في المدرسة وأن هناك تقاربا بينها وبين المسجد، فليس فيها موسيقى ولا مسرح ولا شعر، ويدخل سريعا الى ذكر أيامه الخوالي في المدرسة وأنه كان يسمى "العروض" لأنه كما ذكرت آنفا يستطيع أن يزن أي بيت فيه (واوٌ)زائدة،فيسقطها بسهولة لينتظم الوزن الشعري للبيت.

 


غريبة جدا هي استدلالات الوزير المحترم،ولعلي وجدت لديه تلك النزعة في الاتهام والتهجم،بناء على الظن والتخرصات الشخصية، عندما قرأت له مقالا يصف جزاراً باللصوصية برغم أنه زبون قديم لديه،لمجرد أنه رآه يركب سيارة مرسيدس،فلم يستوعب عقل داودية، أن يركب جزارٌ أكل من بضاعته لمدة طويلة ولم يجد لديه سوءاً، إلا أنه يركب المرسيدس، كما لم يستوعب عقله أن صاحب مطعم يستطيع بناء (فيلا) أو قصر، مهما راجت تجارته وأقبل الناس عليها، لأنها حسب رأيه مهنٌ لا يمكن أن تؤهِّل صاحبها،ليكون من أهل الدثور أو ممن يسكن القصور، بينما لم يتطرق ذلك التساؤل الى عقله، عندما يرى مسؤولاً لا يجني إلا راتبه، ويملك بعد مدة قصيرة قصوراً وأطيان ومزارع وسيارات مرسيدس ورنج روفر.

 


الملفت أيضا في اللقاء،أن داودية بَرَّأَ وزير الأوقاف مما ينتقده في المساجد،كما لم يتطرق أبدا لتوجيه اللوم الى مسؤول أو مؤسسة تسببت في تخلف المدرسة فباتت "ثغرة كبرى" ولم تعمل على تنشيط الفن والموسيقى،أو إيجاد مسرح لأطفالنا تُعرض فيه مسرحية "الخوخ الشهيرة".





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع