أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى مجلس حرب الاحتلال يناقش غدا أفكارا جديدة بشأن صفقة التبادل اميركا : لم نمنح الضوء الأخضر لعملية عسكرية برفح نهاية قاسية لأردني تعرف على فتاة عبر إنستغرام قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ. الجهاد الاسلامي : رفح لن تختلف عن خان يونس مسؤولون إسرائيليون: حملة تجفيف تمويل الأونروا فشلت الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة صحيفة : الأمم المتحدة رفضت التنسيق مع إسرائيل حول رفح التربية: العملية التعليمية تشهد تطورا بجميع المسارات إسرائيل تؤكد أنها قضت على نصف قادة حزب الله هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الأزياء .. بين الالتزام بالتقاليد ومسايرة الحداثة

الأزياء .. بين الالتزام بالتقاليد ومسايرة الحداثة

15-09-2010 09:14 AM

زاد الاردن الاخباري -

تفضل النساء العاملات في الشركات الهندية الكبرى ارتداء البدلات الرسمية المتماشية مع شكل الجسم. في بعض الدول تعاقب المرأة التي تجرؤ على ارتداء بنطال بالسجن. في العواصم الأوروبية، تحول غطاء الشعر الإسلامي إلى قضية سياسية خلافية. وعبر مختلف أرجاء العالم الإسلامي، تظهر مجموعات جديدة من مصممي الأزياء تعمد إلى مزج التوجهات العالمية في مجال الموضة والأزياء بالتقاليد الإسلامية.

داخل المجتمعات القديمة التي تواجه سيلا من السلع والأفكار الغربية، غالبا ما تحمل المرأة على عاتقها مهمة إرضاء مطالب متعارضة ما بين الالتزام بالتقاليد ومسايرة الحداثة. وعليه، أصبح أسلوب ملبسها يعكس ما هو أكبر بكثير عن مجرد ذوقها الشخصي.
وبات يجري الحكم على المرأة من خلال ما ترتديه وما لا ترتديه، سواء من جانب والديها أو أقاربها أو زملائها، أو الرجال الأجلاف المحيطين بها في الحافلة، بل وحتى السياسيين المشاركين في النقاش الدائر حول غطاء الرأس الإسلامي.
في بعض الأحيان، تلتزم المرأة بالأعراف والتقاليد، وفي أحيان أخرى تتحداها، لكنها غالبا ما تحرص على الجمع بين القديم والحديث في أسلوب ملبسها على نحو قد يثير حيرة البعض أو دهشتهم.
ولننظر إلى الهند اليوم، على سبيل المثال، حيث مرت البلاد بعقد من النمو الاقتصادي الهائل صاحبه ظهور فرص جديدة أمام نساء المدن المتعلمات. وبالتالي، أصبح أمامهن قائمة طويلة من صور المظهر الجديدة.
في هذا الصدد، قالت أنوباما دايال، مصممة أزياء مقيمة في نيودلهي وهيمنت على تشكيلتها الأخيرة للخريف الفساتين القصيرة والسترات الطويلة: «يخالجني كل يوم تقريبا شعور بأن هذه البلاد تتبدل. وما هي أسرع العناصر تغيرا؟ المرأة».
مع كسب المرأة مزيدا من المال والقوة والحرية، غالبا ما تعمد إلى إحداث تغييرات؛ بعضها جريء والآخر دقيق، في أسلوب ملبسها. وينطبق هذا الأمر على النساء أكثر منه على الرجال. ومع ذلك، غالبا ما تجد النساء أن الخيارات التي يحويها دولاب ملبسها محددة بناء على التوقعات الثقافية: الاحتشام، والنفوذ، والنماذج المتغيرة للأنوثة. وبذلك نجد أن الملبس الذي قد يحمل رسالة تتعلق بالتقاليد بالنسبة لشخص غربي، ربما يحمل مؤشرا يفيد بانتماء المرأة لمكانة اجتماعية رفيعة بالنسبة لامرأة آسيوية أو أفريقية وعشيرتها.
مثلا في نيجيريا، ربما تختار طالبة في إحدى الكليات ارتداء بنطال من «الجينز» الضيق أو فساتين منسابة على الجسد، لكن بمجرد صعودها على السلم الوظيفي وتقلدها وظيفة بارزة، نادرا ما ترتدي المرأة النيجيرية أي شيء غير الملابس النيجيرية التقليدية، التي قد تغفل العين الغربية عن ثمنها والحرفية التي استلزمها صنعها.
ونجد الأمر ذاته في الهند، حيث ترتدي العاملات الشابات في وظائف مكتبية اليوم البنطال أو البزات بصورة تكاد تكون دائمة، وهي ملابس أحيانا لا تبدو ملائمة لقوام المرأة الهندية المتميزة بضخامة الفخذين. إلا أن المرأة التي تتولى منصبا إداريا رفيعا أكثر احتمالا لأن تفضل ارتداء ساري فضفاض، أو على الأقل سترة هندية طويلة محتشمة و«تشوريدار».
في هذا الصدد، قالت أمبيكا نير، التي عملت صحافية ومحامية وتتولى حاليا إدارة مؤسسة نشر تابعة لـ«تومسون رويترز» في الهند: «أعتقد أن الساري يضفي علي طابعا رسميا أكبر. أعتقد أنه يدفعني لتغيير أسلوب تصرفي. لا أنظر إلى الساري أو إلى (تشوريدار) باعتبارهما لباسين تقليديين، ولا أعتقد في الوقت ذاته أن ارتداء بزة، خاصة عندما لا تكون مناسبة للجسد، يضفي على المرء شعورا بالحداثة».
بمعنى آخر، في ملابس النساء، لا توحي الملابس التقليدية دوما بالخضوع. مثلا، ترتدي أقوى شخصية سياسية في الهند، سونيا غاندي، الإيطالية المولد ورئيسة «حزب المؤتمر» الحاكم، الساري بصورة دائمة تقريبا. وعلى الرغم من أن أنماط الساري التي ترتديها لا تبدو غالية، فإنه في حقيقة الأمر جرت حياكتها يدويا من أنسجة حريرية وقطنية فاخرة.
من المؤكد أنه داخل الهند وعبر أجزاء واسعة من أفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، هناك ملايين النساء اللائي يناضلن من أجل إطعام وكسوة أنفسهن. داخل مواقع بناء في مختلف أرجاء نيودلهي، تحمل عاملات الإسمنت فوق رؤوسهن، ويبلغن درجة من النحافة تجعلهن أشبه بالهياكل العظمية في الساري.
في الوقت ذاته، هناك تغيير مستمر وعميق في حياة الهنديات؛ فمثلا اليوم تكافئ أعداد البنات الملتحقات بالمدارس الابتدائية أعداد البنين. كما ارتفعت نسبة المرأة في قوة العمل. وتعيش النساء على نحو متزايد بمفردهن ويسافرن عبر مسافات طويلة ويتبنين أطفالا كأمهاتٍ عائلات، بل ويقدمن على طلاق أزواجهن. في خضم كل ذلك، تواجه النساء ضرورة التعامل مع تقاليد اجتماعية ودينية راسخة وتحرشات جنسية وعنف صريح. وتتسم نيودلهي تحديدا، التي تشتهر بسمعة وحشية، بين المدن الهندية الكبرى الأخرى بأعلى معدل قضايا اغتصاب وتحرش خلال العقد الماضي.
الملاحظ أن الملبس تحول إلى أبرز الرموز التي تشير إلى السبيل الذي تسلكه النساء في محاولة للتوفيق بين العادات والتغيير.
ومع خلق الرخاء لطبقة من البدينين الجدد، اقتحمت النموذج الأنثوي الجديد فكرة ضرورة الحفاظ على اللياقة البدنية، وأصبح النموذج الأنثوي الجديد يدور حول الجسد الرشيق المشدود، بعيدا عن الجسد المستدير كثير التقوسات الذي شكل نموذج الجمال في ما مضى في الهند. حتى الساري، ذلك الرداء الطويل كثير الثنيات الذي يعد رمزا للاحتشام، جرى إضفاء الطابع الحسي عليه، حيث ظهر ما يطلق عليه «ساري الكوكتيل»، الذي يتألف عادة من نسيج شيفون شفاف، ويرصع في بعض الأحيان بقطع من الكريستال، بل ويزود أحيانا بكورسيه. وتهيمن على صناعة الساري حاليا خلال العصر الذهبي للهند علامات تجارية بارزة. وكما هي الحال مع الفساتين الأوروبية، أصبح يجري تصميم الساري حاليا من قبل أسماء كبرى في مجال التصميم، حسب ما أوضحت شيفالي فاسوديف التي تعكف على تأليف كتاب عن الموضة الهندية.
وفي مقال لها مؤخرا بمجلة «أوتلوك» الأسبوعية، كتبت فاسوديف تقول إن التصميمات الجديدة من الساري «تحتاج إلى مناسبات سعيدة وأرضيات تليق بفنادق خمسة نجوم وسيارات يتولى قيادتها سائقون خاصون وأحذية ذات كعب مرتفع وتجهيزات شخصية لا حصر لها كي تبدو أنيقة. وأكثر ما يحتاجه الساري الجديد نمط معين من الجسد؛ ذي أفخاذ ضيقة وجزء علوي من الجسد صغير، بجانب كونه طويلا ومشدودا وينضح بالشباب».
في بعض الحالات، أدت العولمة إلى تصدير أفكار غربية تتعلق بالجمال الأنثوي إلى الخارج ودفعت النساء إلى تعرية أجسادهن. وفي بعض المناطق، أدى سيل الصور والأفكار الغربية إلى دفع أفراد نحو التشبث أكثر بالتقاليد. وفي هذه الأماكن، عادة ما تحمل المرأة العبء الأكبر في الالتزام بالتقاليد في مظهرها. ويمكن تفسير هذا الأمر باعتباره قمعا، أو تأكيدا على الاختلافات الثقافية.
في إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، أصبح الحجاب أكثر شيوعا بكثير عما كان عليه الحال منذ جيل مضى. لكن الحجاب لم يعد محتفظا بصورته التقليدية، وإنما تحول إلى غطاء للرأس من ابتكار مصممين بارزين، مزين بدبوس زينة غير تقليدي، أو مزود بما يشبه الخوذة في المقدمة للحماية ضد الشمس.
عن هذا الأمر، أكدت ليانا روسنيتا رضوان بير، رئيسة تحرير إحدى المجلات الصادرة في جاكرتا: «لم نعد خائفات من إظهار شخصياتنا الحقيقية. إننا نتطلع نحو الغرب لاقتباس الموضة وأحدث الصيحات، ونعمل على تعديلها بما يناسب احتياجاتنا على صعيد الحشمة». كما تطلعت رضوان بير، التي لا ترتدي غطاء للرأس، نحو هذه السوق المتنامية. وتحمل المجلة التي تتولى رئاسة تحريرها، «أكويلا إيشا»، شعار «محتشم ورائع».
ينطوي تحقيق هذا التوازن على صعوبة خاصة بالنسبة للمسلمات اللائي يعشن في الغرب. على سبيل المثال، كانت رابيا زاغاربر تعيش في كاليفورنيا عندما بدأت في الالتزام بالملبس الإسلامي منذ 10 أعوام. ومن أجل ارتياد صالة التدريبات الرياضية، تعين عليها ارتداء قميص رجالي ضخم. وواجهت صعوبة بالغة في العثور على عبايات على غرار تلك التي يشيع بيعها في متاجر عربية. ولم تأبه لارتدائها تنورات طويلة غير محددة المعالم. كما أن ارتداءها الحجاب لفت إليها الأنظار على نحو غير مرغوب فيه خلال حقبة ما بعد هجمات 11 سبتمبر \ أيلول.
وتحدثت عن تجربتها قائلة: «إذا ما تحول اهتمامك إلى الموضة، تصبح في حيرة من أمرك، وكثيرا ما تجد نفسك تقول: (يا إلهي، هذه موضة رائعة، لكن لا يمكنني ارتداؤها). إن التسوق أصبح أمرا مثيرا للإحباط. وبالطبع هناك أيضا العمل. ماذا يمكنني أن أرتدي في العمل؟».
تعيش زاغاربر حاليا في دبي، وقد بدأت في تصميم ملابس من أجل النساء اللائي لديهن ظروف مشابهة لظروفها، حيث تتولى تصميم بزات طويلة وملابس فوقية محتشمة وقفطان من الحرير وبلوزات يمكن ارتداؤها على بنطال فضفاض. خلال عرض أزياء العالم الماضي في ميامي، تمايلت العارضات وهن يرتدين تصميماتها التي تحمل علامة «رابيا زد»، مع ارتدائهن غطاء كاملا للرأس.
وأحيانا تتلقى زاغاربر خطابات شكر من معجبين، لكنها تتعرض أحيانا أخرى لانتقادات باعتبار أن تصميماتها ملفتة للأنظار على نحو مفرط.
من ناحيتها، شددت زاغاربر على أنه: «من وجهة نظري، من الممكن التوفيق بين الحشمة والأناقة».
يبدو أن الأناقة لم تكن الشغل الشاغل للبنى حسين في السودان. في صيف 2009، ارتدت لبنى قطعة من القماش الملفوف حول جسدها وبنطالا فضفاضا وتوجهت إلى واحد من مقاهي الخرطوم لتفاجأ بإلقاء الشرطة القبض عليها بتهمة عدم مراعاة الاحتشام.
من ناحية أخرى، منذ جيل واحد مضى كانت غالبية النساء الهنود يخرجن من منازلهن بأي ملابس يشيع ارتداؤها بين أبناء المنطقة أو الدين الذي ينتمون إليه، مثل «شالوار قميص» أو الساري.
إلا أنه في ظل التحولات المتسارعة الراهنة، لم تعد مسألة اختيار الملبس بهذه البساطة، حيث باتت تستلزم من النساء اتخاذ قرارات دقيقة طوال الوقت. وبات من المتوقع من المرأة أن تبدو بمظهر معين، تبعا للمناسبة والجمهور.
مثلا، ترتدي المذيعة التلفزيونية سوهاسيني حيدر سترة فضفاضة أثناء عملها أمام الكاميرا في محاولة لإضفاء طابع معاصر على مظهرها، لكن عند دعوتها إلى حفل عشاء رسمي حكومي، فإنها تعي جيدا أنه يتعين عليها ارتداء ساري. وفسرت السبب بقولها: «هناك كثير من الأماكن سيعد من قبيل الوقاحة ارتيادها بملابس غربية».
وهناك كذلك حفلات الزفاف الهندية، فمهما بلغت تنقلات وأسفار المرأة الهندية، فإنه يتوقع منها دوما التزام الملابس التقليدية خلال حفلات الزفاف.
من ناحيتها، رفضت دايال، المصممة، منذ أمد بعيد تصميم ملابس عرس تقليدية، لكن مع إدراكها الرغبة القوية في السوق، أذعنت هذا الخريف بطرح مجموعة من ساري الأعراس الفاخرة أطلقت عليها «برونز بيجوم»، حيث تحمل طابعا من الأبهة المميزة للعصر المغولي.
بالنسبة لدايال، يجري الاحتفاظ بالساري لأكثر اللحظات صعوبة، حيث قالت: «عندما أكون في أشد الحاجة إلى الشعور بالثقة بالنفس، أرتدي الساري. وعندما لا تصبح أمامي فرصة لخوض أي مخاطرة، أرتدي الساري، على الرغم من ما يعج به دولاب ملابسي من تصميمات لـ(غوتشي) و(أرماني) والمئات من تصميماتي الخاصة». على سبيل المثال، عندما خاضت مؤخرا مقابلة لإلحاق طفلها بمدرسة خاصة بارزة، ارتدت الساري.

 

- الشرق الاوسط
سوميني سينغوبتا *
* خدمة «نيويورك تايمز





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع