أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مؤقتة لتركيب جسر مشاة على طريق المطار فجر السبت وزير البيئة يطلع على المخطط الشمولي في عجلون الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يديعوت أحرونوت: نتنياهو سيرسل وفدا لواشنطن للتباحث بشأن رفح إزالة اعتداءات جديدة على قناة الملك عبد الله الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لقاء واشنطن؛ إملاءات إسرائيلية بدعم أمريكي (1-3)

لقاء واشنطن؛ إملاءات إسرائيلية بدعم أمريكي (1-3)

07-09-2010 11:59 PM

عباس إلى بيت الطاعة
والأردن مساومة على الثوابت
ومصر لتتمة دور الحكومة المشبوه

مرآة الحدث:
حينما دعت أميركا الأطراف المعنية بالمفاوضات ومشروع إحلال السلام \"المزعوم\" لزيارة واشنغتون، قلت لنفسي: يبدو أن هناك طبخة وتحتاج هذا العدد من الطهاة لمساعدة الإدارة الأمريكية بمن في ذلك الرئيس باراك أوباما على إنجازها. الرئيس \"منتهي الصلاحية\" محمود عباس ارتحل إلى واشنغتن وعاد منها مكسور الخاطر حينما عرف أنه غير معني بدور الطهو وإنما عليه أن يلعب دور \"الجرسون\" الذي سيقدم الحلول كما يصوغها غيره \"التوقيع نيابة عن الشعب الفلسطيني\"، وربما الذي زاد من حنق محمود عباس \"الظاهر\" أن الإدارة الأمريكية طلبت منه البدء في المفاوضات المباشرة دون تردد، بل ودون إبداء رأي في ذلك، وهنا أحسَّ أنه مطلوب لبيت الطاعة، تماماً كما يحدث للسيدة الناشز حينما تغادر بيت الزوجية. \"زعل عباس ورضاه تمثيل حسب الدور\".

الرئيس المصري ذهب إلى واشنغتون وهو يحمل هم الحصول على موافقة البيت الأبيض لترشيح ابنه وتخليصه من البرادعي والقوى المصرية الداعية للتغيير، وفي المقابل سيقدم كل التسهيلات في طريق المفاوضات المباشرة ، بل هو على أتم استعداد لحمل مصر كلها على رعاية المصالح الأمريكية والإسرائيلية مقابل السماح وضمان نجاح وصول السيد جمال مبارك إلى كرسي الرئاسة.

الملك عبدالله الثاني غادر عمان وهو يعلم أن إسرائيل لا يهمها إلا مصالحها، كما أنه مثقل باقتصاد تحت حد الركود ، والمساعدات الأمريكية جزء من موازنة ينظر إليها الجميع بعين الإشفاق لما هي عليه من حالة احتضار.

ثم إن الملك مثقل بتلك التصريحات المتشنجة التي تصدر عن مسؤولين إسرائيليين بين الفينة والأخرى ، تصريحات هي جزء من مخطط مدروس يهدف إلى وضع الأردن في حالة استنفار لاستنزاف قواه ، بل يهدف إلى زرع الفتنة داخل مجتمع ظل متماسكاً لعقود طويلة وهو يهتف بالحق الفلسطيني وعودته وبحلم الوحدة العربية، وقد تمثل هذا الاستنزاف بحرب البيانات التي نشرت في الآونة والتي أظهرت فريقين برؤى مختلفة حول الحلول المطروحة وخاصة \"الوطن البديل\" أو بتطور المصطلح إلى الدولة البديلة.
عموماً ، لم تكن الخطة الإسرائيلية الجديدة مختلفة عن سابقاتها من الخطط، وتبين أن الإدارة الأمريكية أذعنت للتعنت الذي تمترس خلفه \"نتن ياهو\" فلعبت دور الضامن والداعم للمطالب الإسرائيلية. لهذا أحببت أن أصوغ بعض التفسيرات لما جرى ويجري آملاً أن أقدم للقارئ العربي وللقارئ في منطقة الحدث رأياً عله يرى فيه ما يجري بمرآة صافية تنقل الصورة كما هي.

الأردن ؛ الدور المطلوب ومساومة في ظل ظروف اقتصادية وسياسية حرجة ، فهل يخضع ؟
الوطن البديل، أو \"الدولة البديلة\"، الإتحاد كونفيدرالياً أو فيدرالياً مع أجزاء \"مشلولة\" من الضفة الغربية، وصاية على المقدسات الإسلامية، توطين اللاجئين ضمن حل الدولتين، كل هذه المشروعات مرت وما زالت تثار عند كل هبّة سياسية.

لقد رأينا إعلامنا قد تحول إلى أبواق متناثرة، كل بوق ينفخ فيه فريق من اللاعبين حسب مصلحته، كذلك وجدنا أن تصريحاً لعضو كنيست واحد أو لوزير إسرائيلي يشيع فزعاً في كل أوساطنا السياسية والإعلامية ، وينتهي الجدل وتنتهي المراوغة عند كلمة الفصل التي تمليها على الساحة ثوابتنا الأردنية، فتنزل كالصاعقة على جميع المراوغين فتعود اللعبة لمربعها الأول. حنانيك يا وطن . أمنك فوق كل أمن، وصوتك يخرس كل نبّاح أياً كان.

مساومة إسرائيل للأردن تكمن في القبول بتوطين اللاجئين من ناحية ، ثم بتمرير مشاريع تخديرية لتشتري بعض الوقت لكي تتم صفقة الوطن البديل \"الدولة البديلة\" خارج حدود المدن الكبرى والاستراتيجية لأمنها في الضفة ومنطقة القدس بالذات، ثم تغيير شكل المشروع ليبدو أكثر قبولاً لدى الأردنيين والفلسطينيين بحيث تقدم إسرائيل بعض مدن الضفة لتضمها في اتحاد كونفدرالي أو ربما فيدرالي للأردن، هذا الحل سيضمن مطالب إسرائيل المتمثلة بالأمن والإعتراف \"بيهودية\" الدولة العبرية، وضم القدس والتوطين، وفي حالة حصولها على هذه الأهداف، ستجد التحول إلى الجبهة السورية واللبنانية مسألة سهلة، كما ستتعامل مع الملف الإيراني بثقة وبعيداً عن الرعب.


إسرائيل لا تساوم الأردن من أجل التنسيق مع الفلسطينيين لهذا قالوا: هي مفاوضات مباشرة ودون وسيط، بل تريده دوراً إسرائلياً بغطاء أردني وهذا ما ترفضه القيادة والقوى السياسية في الأردن لأسباب أهمها أن المشروع يمس سيادة الدولة وأمن البلاد.

طبيعة هذا الرفض أخذت شكلين مختلفين ما بين القوى السياسية وبين القيادة. فالقيادة لا تريد المواجهة ,وبالتالي ربما الخسارة ، بل تغلّب لغة الدبلوماسية والمراوغة ، لذا كان لا بد من حضور المؤتمر ، بينما بدت قوى المعارضة السياسية في حالة تأهب لمنع المحظور ولإبقاء الأردن في صف الصمود الفلسطيني حتى وإن اختارت السلطة الفلسطينية الخروج على لاءات المقاومة.

الملك الراحل \"الحسين\" –يرحمه الله- كان يلعب الدور بطريقة تربك الإسرائيليين وتحرج الأمريكان حينما كان يحكم العالم بقطبيه الأمريكي والسوفييتي، فمثلاً عندما اشتد الوضع تأزماً وصارت الهوية الأردنية هي ضحية المخطط الصهيوني آنذاك بفكرة الوطن البديل ، فاجأ الملك حسين الجميع بقرار فك الارتباط السياسي والقانوني بالضفة الغربية فخيب آمالهم وأفسد عليهم خططهم.

وحينما كانت الولايات المتحدة تضغط على الأردن وتماطل بشحنات أسلحة أمريكية كان يفترض تسليمها للأردن، وبعد أن وصل الجواب للملك حسين بالرفض –يرحمه الله- لم يتأخر البتة وقام بزيارة الاتحاد السوفييتي المنافس الرئيس للولايات المتحدة آنذاك في المنطقة ليقول للأمريكان: لستم خيارنا الأوحد.
الضفة الغربية هي مسؤولية القيادة الفلسطينية اليوم بحكم فك الإرتباط القانوني والسياسي –قرار فك الإرتباط ملكي وبالتالي ملزم للدولة قانونا والملك عبدالله الثاني لم يلغي هذا القرار- ، لكن في عصر الهيمنة أحادية القطبية اليوم قد يبدو صعباً اللجوء إلى قوة اخرى لاستخدامها للوقوف أمام هذه الضغوط، إذ ربما ولعله يكون مجدياً أكثر أن تلجأ القيادة الأردنية إلى القواعد الشعبية من جهة ، والدعم العربي من جهة أخرى ، وبهذه الحالة تصبح عملية المراوغة أسهل بكثير، إذا المطلوب أمام التعنت الصهيوني وأمام الانحياز الأمريكي غير المشروط أن نلعب الدور وفق حجم بلدنا وقدرته على المناورة بدل المواجهة، ليبقى السؤال الذي لا يجد إجابة، من أين يحصل الأردن محدود الموارد على الدعم حال غياب الأم مصر وخصوصاً أن العراق مثخن بالجراح وممزق بين قوى صنعها الاحتلال؟

ليس مهماً إن كانت وفود أردنية ستشارك مادامت متمسكة بالثوابت الأردنية وهي: دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرض فلسطين، وهوية أردنية خارج خطط التصفية الإسرائيلية ، ودعم غير مشروط للشعب الفلسطيني وعلى كل المستويات . فالدفاع عن الهوية الأردنية لضمان عدم تنفيذ مخطط إسرائيل في التوطين والترحيل القسري لفلسطينيي الضفة الغربية إلى شرق الأردن، كما أن حضور الاجتماع ضروري لمنع إسرائيل من التعامل مع الأردن وكأنه \"الكفيل\" لحل الأزمة الإسرائيلية على حساب أمن واستقرار الأردن.

الدولة الفلسطينية هي أقل ما يمكن قبوله كتسوية أو هدنة بما في ذلك القدس بكاملها وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية، فالدولة الفلسطينية ليست هدفاً وحلماً فلسطينياً فقط، بل تمثل هدفاً قومياً وإسلامياً لا تراجع عنه أردنياً وعربياً، وضمان قيام هذه الدولة هو صمام الأمان لوقف الاعتداء على سيادة الأردن من خلال مشروع الدولة البديلة.

لنصارح أنفسنا بعيداً عن العقلية الإنحيازية ولنعرف حجمنا ودورنا لكي لا ندفع الثمن غالياً فلا نستطيع حينها أداء أي دور، بل نصبح ضحية بسبب التنحي عن العمل وفق ثوابتنا الوطنية والقومية، فالتعامل مع القضية الفلسطينية ينبغي أن يكون ضمن المعطيات الجديدة دولياً، وخصوصاً بعد احتلال وتدمير العراق والتواجد الأمريكي العسكري في المنطقة والذي لا يسمح بكثير من الخيارات ، ومع هذا كله لا بد لثوابتنا الوطنية والقومية ان تلازمنا عند أي حوار، فالحقوق الفلسطينية جزء من هذه الثوابت، وهوية الأردن جزء آخر، لتعلم إسرائيل حينئذٍ أنها أمام خصم لم تكبله معاهدة وادي عربة، وأن هذا الخصم سيكمل دوره حتى النهاية، ولن تكون النهاية غير عودة الحقوق وجلب المصالح المشتركة عربياً ، كما لتعلم الولايات المتحدة أن الوضع الاقتصادي لن يحملنا على التخلي عن واجبنا نحو الأهل والإخوة، والأيام القادمات ستثبت أن الأردن مازال قوياً عزيزاً وسيبقى بإذن الله.

لهذا فذهاب الأردن للمؤتمر كان لا بد منه، لأنها الوسيلة الوحيدة للوقوف بوجه المخططات الإسرائيلية التي تريد حل صراعاتها حتى الداخلية منها على حساب الآخرين، لكن لو كان الرفض جماعيا من طرف مصر والسلطة لربما صارت النظرة غير هذه التي ذكرت، ولأصبح لزاماً علينا أن نكون في صف الجماعة، لهذا نتمنى أن يكون القرار في مثل هذه القضايا عربياً إجماعياً لا قطرياً أو فردياً لأننا سنخسر الكثير من الخيارات.

الجزء الثاني سيكون \"حول جلب عباس لبيت الطاعة\" إن شاء الله.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع