أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دورة عن علوم الفضاء في اليرموك لقاء حواري في الأعيان يُناقش تحديث المنظومة الأكاديمية للعلوم الاجتماعية خليفات: ميناء العقبة يعمل بكامل طاقته أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول نيوزويك: بعد 6 أشهر حماس تسيطر على الوضع بغزة طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية إصابة 23 سائحا في انقلاب حافلة سياحية بتونس. إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال في طولكرم قادة الاحتلال يواجهون شبح مذكرات الاعتقال الدولية "امنعوه ولا ترخصوه" يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في الأردن .. وهذه قصته!! وفاة إثر اصطدام مركبة بعامود بإربد لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة أخطر صراع بالنسبة للصحفيين تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية. نادي الأسير الفلسطيني: 30 معتقلا بالضفة منذ أمس ماذا ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي؟ الجيش الإسرائيلي: نخوض معارك وجها لوجه وسط غزة.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الشبه بين رسم السياسة لدى الحكومة ومفعول...

الشبه بين رسم السياسة لدى الحكومة ومفعول \"الفجل\" فينا

02-09-2010 11:30 PM

اعدكم يا أعزائي أن أختصر بحديثي إليكم مثل اختصار الأزياء واختزالها ليتحول الجلباب إلى \"تنورة\" والحجاب إلى منديل لا يغطي ربع الرأس، وأشدد أن حديثي جاد جداً وليس من قبيل السخرية على طريقة \"سمعة\" أو \"أبو صقر\" ولا أجدني مقلداً \"زعل وخضرا\" في شيء ... فاقرؤوا حكاية الفجل هذه حتى النهاية ...
صاحبي وأستاذي الدكتور \"”John \"فلان\" هو من أكثر الساخرين بالحكومات ورسم السياسات ، وهو أستاذ في نقد السياسة التي تنتهجها الحكومة بشكل عام ومتعمق في حيثيات السياسات المرسومة وكأنه هو الذي صاغها ليعرف عيوبها، إذ أنه متعارف عليه بين الساسة والإداريين ؛ أن من يصوغ السياسة هو الأكثر قدرة على نقدها من أي شخص آخر، لأنه يصوغ قراراته وسياساته بعين القانوني والسياسي والمواطن البسيط كماأنه يصوغها بلسان المعارضة وعقلية المنافسين من أهل الحكم.
المهم من هذا السرد هو أن أبين وجه الشبه بين مسألة رسم السياسات وفعل أكل الفجل لتبسيط المفاهيم لا أكثر، ولست هنا مقللاً من أهمية الفجل الغذائية ولا من نكهته التي يحبها قوم ويكرهها آخرون.
سألني أستاذي الدكتور حول عقلية الحكومة ووسائل التطبيق الإداري ومدى فاعلية رسم السياسات، وردة فعل الناس على تلك السياسات في بلادنا، وذلك في محاولة لكي يتعرف على كنه هذا العالم المجهول أمريكياً \"إلا في أروقة البيت الأبيض\" ، فقلت له :
يا استاذي هل حاولت يوماً أكل \"الفجل\" “Radish” على معدة خاوية ؟ قال: لا لم أجرب، قلت فاتك الكثير يا عزيزي.
قال كيف؟ قلت : لو كنت فعلتهاوأكلت فجلاً من قبل لاختصرت عليّ محاضرة طويلة عريضة في توصيف رسم السياسات في بلادنا ولدى حكوماتنا.
هناك يا أستاذي وجوه شبه ووجوه اختلاف؛ أما وجه الشبه الأول، فيتمثل في كون الفجل من أرخص الخضروات وسياسات الحكومة رخيصة كذلك في قيمتها، ثم وجه شبه آخر وهو أن الحكومة تصابحنا بقراراتها وتقدمها لنا \"عالريق\" فتبدو لنا ولكوننا لم نصحو بعد من سكرتنا \"النوم صار سكراً وتخديراً على أمل أن تسكن آلامنا\"، تبدو مزركشة ملونة فنبتلعها، خصوصاً إذا لم يكن في البيت ما نأكله ، فنحس بالشبع، بل وبالتخمة أيضاً، ثم لا نلبث نخطو خارج الدار ونقرأ بعض الصحف تسبح بحمد رئيس الوزراء الفذ المحنك الذي عجزت النساء أن يلدن مثله وطاقمه الوزاري، ويدعو الكاتبُ والمحرر الله أن يمد في عمره وأعمار طقامه ، وأن يكثر من نسله ونسلهم لكي لا تصبح دولتنا خاوية من الأفذاذ امثالهم ، بل قد ترى بعض الكتّاب والصحف تدعو لاستنساخه و\"زُلمه\" خوفاً على مستقبل البلاد والعباد ....
قال الدكتور: وما يكون من شأنكم حينئذ وأنتم على هذه الحال؟
أجبت: نؤمن للصحافة، ونقول بمد متصل مقداره خمسة ملايين حركة \"آمين\" ثم لا نلبث أن ندمغها بعبارة \"من شتى المنابت والأصول\" حفاظاً على الوحدة الوطنية.
قال \"شتى المنابت والأصول مصطلح يشبه\" Equal Opportunity Policy قانون الحقوق المتساوية أو The Non-Discriminatory Statements أي عبارات عدم التمييز بسبب اللون والجنس والعرق و....، ثم أردف؛ أتدري أن هذه العبارات تعني عكس مدلولها الظاهر ..؟ وقال: لا عليك، ثم ضحك أستاذي وتساءل بخبث: هل تعني أن شعوبكم غوغائية أو مجموعة سذج وأغبياء ؟
احمر وجهي غضباً مما قال مستهتراً مستهزءاً فرددت عليه \"النقا\": لا ، نحن لسنا كذلك حتى وإن تجرأ علينا وزير وطلب منا حلق اللحى وآخر ذكرنا بما نكره، كما صدرت تصريحات من قبل وزيرة وهي تقول عنّا وتصفنا بالغباء وبأننا معوقون ... أؤكد لك أننا لسنا كذلك بل نحن شعب يعي ويعرف ويدرك مثل بقية الشعوب لكننا طيبون.
قال الدكتور: لنعد إلى \"الفجل\" وحديثك حول رسم السياسات في بلادكم .. كيف يكون حالكم بعد إحساسكم بالتخمة وحينما تكتشفون الحقيقة؟ أتراكم تردون \"آمين\" وتخرجونها من قواميسكم وعباراتكم اليومية ، ثم تدعون على الحكومة بالزوال وتطالبونها بالاستقالة ؟ أم تخرجون في الشوارع وتقولون \"يسقط فلان وعلان\" ؟ ماذا تفعلون ...؟ وبدا أستاذي شغوفاً ليعرف ردة فعلنا...
قلت ليس هذا ولا ذاك ... فنحن شعوب تعيش \" الآمين\" في قلوبنا منذ الولادة ، وقد تعلمناها لنقولها في صلاتنا كل يوم ، لكننا ولفرط استخدامنا لها صرنا نقولها لحكوماتنا حتى لو رسمت سياساتها على طريقة \"الفجل والمعدة الخاوية\". بل ولحكومات متوارثة أباً عن جد ، ثم لوزراء يشتموننا عيانا جهاراً نهاراً ويتهموننا بالغباء... نحن يا أستاذي نتقن كلمة \"آمين\" منذ عقود، بل منذ قرون ، فماذا تتوقع منا الآن ، أيسهل علينا تغييرها؟
أستاذي هذا رائع جداً حينما يسخر، فشفتاه يغطيهما شاربه، وحاجباه كحواجب الحكماء الذين أخذتهم الفكرة ونسوا نمص الحواجب ، وعيناه تلمعان مثل البرق ... وكان لي زميل من دولة عربية شقيقة يطلب مني أن أترجم له ، فكل من يستمع له لا يفهمه لسرعته في الكلام حتى طلابه الأمريكان، فهو يتكلم على طريقة دلّالي \"الحراج “Auction وللحق أنا لا أفهمه سماعاً، لكن بقراءة تقاسيم وجهه وبريق عينيه وبقراء الكف \" كالحجابين\".
سخر أستاذي من حالنا وسألني ... وما يكون من أمركم بعد أكل الفجل؟! فأنا شغوف لأعرف آخر حالة شبه بين سياسة الحكومة لديكم وفعلها بكم وفعل الفجل بآكليه؟ فكما قلت لك بداية انني لم أجرب فجلكم ...
قلت له: أعطيني أذنك\" ، قدمها أستاذي على مهابة فهمست له بالجواب ....
وأنت عزيزي القارئ والمواطن، إذا أردت أن تعرف حقيقة قرارات الحكومة وسياساتها دون تحليل وقراءة لما بين السطور ، ما عليك إلا أن تشتري \"ضمة فجل\" ، وفي هذا الشهر الفضيل وقبل أن تلتهم تمرات الإفطار ، كل \"الفجل\" لتعرف مدى فعل رسم السياسات لدى الحكومة، ولكن لا أنصحكم بالذهاب إلى صلاة التراويح لهذه الليلة ، لا بأس فهي سنة ومعرفة سياسات الحكومة وفعلها فينا واجب. هل عرفتم قصدي ...؟ إن شاء الله ...
أستاذي John \"فرط\" من شدة الضحك بعد أن همست له بوجه الشبه الأخير ... لكننا نحن يا أعزائي سنألم ونألم ... ثم نضحك من فرط ألمنا ... ضحكاتنا ستكون هستيرية أليس كذلك ؟
أيها المواطنون الكرام .. إني داع فأمنوا ... اللهم ...... الحكومة ... قولوا آمين ...
مالكم صمتّم ... وكأنكم لم تقولوا آمين من قبل ... سبحان الله ... هل هذا هو فعل الفجل فينا ..؟
أتراني لو لهجت بهذا الدعاء \"اللهم بارك لنا في حقول فجلنا ...\" وحكومتنا ... أتراهم يؤمّنون على دعائي؟
شششششش ... إنهم يجأرون ... آمييييييييين... يا خسارة يا شعبنا ... وهنيالك يا حكومتنا .... آمين..

ملاحظة : اسم الدكتور مستعار والشخصية واقعية.

salaheddin1@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع