الإدارة المزاجية إن هذا المصطلح لا وجود له في علم الإدارة من الجانب النظري إلا أنه موجود ومعمول به من الجانب العملي وتحديداً في إدارتنا الحكومية من أعلى الهرم الإداري إلى أسفله ومن عمل في القطاع العام ولو لفترة وجيزة لشاهد هذا الواقع بأم عينه ومن لم يعمل بهذا القطاع وكان على إتصال مباشرٍ به او على الأقل متابع لأحواله لعرف ما هو المعني بهذا المصطلح والإدارة المزاجية تعريفها حسب فهمي المتواضع لها هي :
أن يصدر المرجع الإداري ( مصدر القرار ) قراره دون التقيد بأحكام قانون أو نظام او تعليمات ودون أي إعتبارات لتأثير هذا القرار على المصلحة العامة وأثارة السلبية . ومن أسوأ انواع هذه القرارات التي يتم إتخاذها من قبل هذه الإدارة هي قرارات التعيين في الوظائف سواء كان هذا التعيين على المستوى الوظيفي الأدنى الموظف البسيط او المستوى الوظيفي الأعلى الإدارة العليا من أمناء عامين ومدراء عامين ومدراء دوائر من حيث أن الأشخاص اللذين يتم تعيينهم بهذه الطريقة ومن خلال الإدارة المزاجية التي تتخذ قراراتها بناءاً على واسطة أو محسوبية لن تكون لديهم القدرة والكفاءة والشخصية المطلوبة لإدارة هذه الدوائر التي أُوكل الامر إليهم لإدارتها وهذا الأمر سينعكس سلباً على أداء هذه الإدارات وموظفيها من حيث المزاجية وتفشي الفساد والمحسوبية ووضع الرجل الغير مناسب خلافاً للقاعدة والشعار الذي نتغنى به ليل نهار وهو " الرجل المناسب في المكان المناسب " .
وخلافاً لمبدأ تكافىء الفرص وبعد هذه المقدمة أعود لموضوعنا الرئيس وهو تعيين مدير عام للجمارك فقد تم إحالة مديرها العام السابق بقرار من مجلس الوزراء على خلفية حريق حاويات الألعاب النارية بمركز جمرك عمان وهذا الموضوع لن نخوض فيه حيث بعد إحالة هذا المدير أوكل الأمر لمساعده لإدارة هذه المؤسسة العريقة والكبيرة بالوكالة فلماذا يتم مثل هذا التعيين بالوكالة علماً بأن هذا الشخص يعمل منذ سنوات كمساعد للمدير العام السابق ومعظم قرارات الدائرة إن لم يكن أغلبها تصدر من خلاله وهو من أبناء هذه الدائرة وقضى نصف عمره فيها وتقلب في مواقعها الإدارية والفنية من موظف بسيط إلى أعلى السلم الإداري بهذه الدائرة .
وهو أقدر شخص على إدارة هذه الدائرة ومن خلال خدمتي في الدائرة لمدة تقارب الثلاث وعشرون عاماً هو من أنظف وأفضل الموظفين على الجانبين الشخصي والفني وهذه شهادة حق يعلمها القاصي والداني من موظفي دائرة الجمارك السابقين أمثالي والحاليين فإذا كنت يا دولة الرئيس تضع نصب عينيك المصلحة العامة وأمانة المسؤولية وتنأى بنفسك عن الواسطة والمحسوبية والإدارة المزاجية وتبحث عن شخص على كفاءة وقدرة لإدارة هذه الدائرة فهذا الشخص موجود أمامك ونصب عينيك وأما إذا كنت ترغب بغير ذلك فالقرار قرارك .
(والله من وراء القصد )