منذ عودة اعتداءات الصهاينة ,على المواطنين الفلسطينيين المرابطين في المسجد الاقصى, و بدعم من حكومة التطرف التي يقودها بنيامين نتنياهو ، والملك عبدالله الثاني يتعامل مع هذه الازمة وفق حسابات عقل استراتيجي يقوم على اساس فرض ثلاثية سياسية على هذا الكيان ,والذي تدرك غالبية قياداته ان استمرار تحديه للشرعية الدولية ستجعله منبوذاً اقليمياً و دولياً، اضافة الى امكانية وصوله الى خسارة ظروف السلام التي جاءت بعد الجهود الدولية عقب العام 1991 .
استراتيجية الملك قامت على وقف الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين داخل القدس و السماح لهم بالصلاة مهما كانت اعمارهم وخاصة في يوم الجمعة ، و ثانياً ابعاد قوات الاحتلال عن باحات المسجد الاقصى واحترام الولاية الهاشمية على الاماكن والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، وثالثاً وقف التعديات على اراضي القدس المشمولة بالقرار الصادر عن الامم المتحدة عام 1967م وخاصة الفقرة "أ" منه والتي تنص على "انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي التي احتلت في النزاع الاخير ", بحسب القرار .
من هنا فإن غضب الملك عبدالله الثاني الذي وصل الى العالم على ما تقوم به حكومة نتنياهو وجد صداه عند الادارة الامريكية التي حاول وزيرخارجيتها التوسط لدى البلاط الملكي ,من اجل السماح لنتنياهو بزيارة الاردن ,من اجل التخفيف من الغضب الملكي على افعاله وجرائمه ، الامر الذي رفض رفضاً قاطعاَ ، بل ان كيري حمل من الاردن,رسائل الغضب متوجهاً الى حكومة نتنياهو لتنفيذ ماطلبه الملك عبدالله الثاني فوراً ,وخاصة ما يتعلق بالسماح للمصلين الفلسطينيين اداء مناسك صلاتهم دون مضايقات من قوات الاحتلال او المستوطنين ، وتركيب كاميرات داخل المسجد الاقصى تؤدي الى حماية الفلسطينيين داخل اسوار المسجد من أية اعتداءات تقوم بها قوات الاحتلال او المستوطنين والعودةالى طاولة السلام دون شروط مسبقة.
ان تركيب كاميرات داخل المسجدالاقصى لمنع الاعتداءات على المصلين ,من قبل قوات الاحتلال اوالمستوطنيين الصهاينه, هوطلب ملكي اردني احرج وسيحرج حكومةالكيان ,لانه سيفضح الكيان الصهيوني وممارساته ,ولذلك قامت قوات الاحتلال يوم الاثنين, بمنع تركيب هذه الكاميرات.
ان استمرار التعنت الاسرائيلي ,سيؤدي حتما الى اعادة جدولة الحسابات لدى الادارة الامريكية ,التي حاول وزير خارجيتها كيري ,افهام حكومة نتنياهو, ان مجلس الامن والعالم اصبح اكثر اقتناعا ,باهمية توفيرحماية دولية للفلسطينيين ما يضيق الحصار الدولي على هذا الكيان خاصة بعد المشروع الفرنسي ، لذلك طلب كيري من حكومةنتنياهو تذكر حاجتها للمعونة الأميركية في أمنها والتزامها وعدم التهوّر في الخيارات غير المدروسة وبالتالي عليها الالتزام بتعهداتها للملك عبد الله الثاني صاحب الولاية على المقدسات قبل ان تخسر العالم الذي مل التغطية على افعال وجرائم حكومة نتنياهو