زاد الاردن الاخباري -
عاود الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة هجومه على تنظيم الدولة وخلافة "أبو بكر البغدادي"، قائلا إن "الخلافة لا تأتي إلا بالاختيار، أو الاستخلاف".
ونوّه الظواهري في تسجيل صوتي، إلى أن "اختيار الخليفة لا يمكن أن يكون إلا برضى المسلمين"، مضيفا: "انتزاع الإمارة بالسيف والتغلب هي جريمة شرعية".
وقال الظواهري عن البغدادي دون تسميته، في الحلقة الرابعة من سلسلة "الربيع الإسلامي": "تسفك الدماء وتعتدي على الأمة من أجل السلطة".
وتابع: "بيعة التغلب التي أجازها بعض العلماء لا تشملنا، فالبغدادي لا يحكمنا، وبعض المجاهدين يسيطرون على مساحات أوسع من التي يسيطر عليها تنظيمه".
الظواهري قال إنه "لا يلزمنا أن نبايع أحدا، فنحن والبغدادي أيضا في رقبتنا بيعة لأمير المؤمنين الملا عمر، لكن البغدادي نقض البيعة وأنكرها بعدما كان جنوده يتغنون بها، ونحن لا ننقض البيعة".
وكرر الظواهري في كلمته الجديدة وصف خلافة البغدادي بـ"خلافة تفجير وتفخيخ ونسف".
وأضاف الظواهري: "نسعى لإعادة الخلافة على منهاج الخلفاء الراشدين، لا على منهاج الحجاج بن يوسف الثقفي، وبسر بن أرطاة، وأبي مسلم الخراساني".
كما هاجم الظواهري تنظيم الدولة بسبب قتاله لمن يرفض بيعة البغدادي، قائلا إن بعض الصحابة رفضوا مبايعة الخليفة في زمانهم، مثل عبدالله بن الزبير الذي امتنع عن مبايعة يزيد بن معاوية، وفق قوله.
وقال الظواهري إن حديث "مَنْ بَايَعَ إِمَاما فَأَعْطَاهُ صَفْقَة يَدِهِ وَثَمَرَة قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ"، ينطبق على البغدادي، موضحا: "من نكث بيعة أميرة ودعا لبيعته هو أول من ينطبق عليه هذا الحديث".
وأوضح الظواهري أن تنظيم الدولة "فتك بالتيار الجهادي، وأحدث فتنة عظيمة"، قائلا عن جنوده: "يخرج هذا المسكين من بيته يبتغي الجنة، فيجد نفسه في قعر جهنم".
وفي الحلقة الخامسة من السلسلة ذاتها، تحدث الظواهري عن تساؤل: "هل الظروف مهيئة لإعلان الخلافة؟ وما هو البديل إن لم يكن كذلك؟".
حيث قال إن "الحركات الإسلامية منذ سقوط الخلافة تسعى لاستعادتِها، وقد قطعوا خطوات واسعة في هذا المضمارِ، بل البغداديُ ومجموعتُه وأفرعُ القاعدة -بما فيهم دولة العراق الإسلامية- ما هم إلا ثمرة من الثمار العديدة لهذا المسعى".
وتحدث الظواهري عن مساعي أسامة بن لادن من أجل إقامة "الخلافة"، ولخصها في عدة نقاط هي:
- دعم الجهاد في أفغانستان، على أمل أن تكون أفغانستانُ قلعة للإسلام، ودعمه لكثير من الحركات الجهادية في العالم ليساعدها على إقامة دول إسلامية في مناطقها.
- دعمه لحكومة السودان بهدف إنشاء قاعدة اقتصادية تستند لها أي حركة إسلامية، حيث كان يرى أن أي حركة إسلامية تتمكن من الوصول للحكم سيشن الغرب عليها حربا اقتصادية، وأن السودان بإمكاناتها الزراعية الواسعة يمكن أن توفر الغذاء الضروري لأي دولة إسلامية تُحاصر اقتصاديا.
- كان له مشروع إنشاء طريق الحج البري الممتد من نيجيريا حتى السودانِ، لتتصل البلدان الإسلامية الأفريقية اقتصاديا وثقافيا وشعبيا.
وأوضح الظواهري أن من أهم ما قام به ابن لادن في مشروع إعادة الخلافة، هو بيعته للملا عمر، حيث بايعه عن كامل تنظيم القاعدة، مضيفا: "ومن أهم جنود جماعة قاعدة الجهادِ البطلان الشهيدان -كما نحسبهما- الشيخ أبو مصعب الزرقاوي والشيخ أبو حمزةَ المهاجرِ رحمهما اللهُ رحمة واسعة".
وكشف الظواهري أن "أبا حمزة المهاجر مؤسس دولة العراق الإسلامية اشترط على الشيخِ أبي عمر البغداديِ -رحمه الله- عند بيعته أن يقر بأنه جندي للشيخِ أسامةَ، وبالتالي لأميرِ المؤمنين الملا محمدِ عمر مجاهد حفظه اللهُ".
وأضاف: "من هي المجموعة المستفيدة من الإصرارِ على ترويجِ فِرية أن أبا حمزةَ -رحمه اللهُ- قد نكث بيعته من طرف واحد مع الشيخِ أسامة رحمه الله ومع الملا محمدِ عمر؟ الجواب: إنها مجموعة البغدادي الساعية للتمدد بالتهرب من التحاكم للشريعة، وباغتصاب حقوق المسلمين بغيرِ شورى ولا سمع ولا طاعة، وبرمي من يعارض تمددها -حتى من سبقوها- بالانحراف والعلمانية والديمقراطية والإخوانية بمحض الافتراء والاختلاق".
وافترض الظواهري أن تنظيم الدولة سيوجه له تعقيبا كالتالي: "أنتم ترون عدم ملائمة الظروف لإعلان الخلافة، ونحن نرى ملاءمتها، وهذا اجتهادكم، وهذا اجتهادنا".
حيث رد على التعقيب الافتراضي: "لو وافقكم جمهور المسلمين على ذلك، لكان لكم الحق، فأما وهم لم يوافقوكم، فما كان لكم أن تستبدوا بأمر المسلمين دون مشورتهم".
وتابع: "إذا كان مقصود من يدعو لنفسه بالخلافة هو الوحدة بإعلان الخلافة، فكان الواجب عليه أن يرجِع للانضمام للإمارة الإسلامية في أفغانستان، التي نكث ببيعتِها، لا أن يدّعي الخلافة بعقد مجموعة من المجاهيل بغير مشورةِ للمجاهدين والمسلمين، ثم يطالب غيره بأن يحل نفسه".
وفي ختام كلمته، دعا الظواهري "علماء الأمة" إلى زيادة تحذير الشباب من الولوغ في التكفير، وتبيان أحكام الخلافة لهم، وأنها لا تصح بالتغلب ودون مشورة المسلمين، وفق قوله.