أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مستوطنون متطرفون يشرعون بإنشاء بؤرة استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية صرف دعم بدل المحروقات لوسائط النقل بعد غد الخميس ارتفاع أسعار النفط عالمياً الاتحاد البوليفاري: الإبادة التي ترتكبها إسرائيل عرضت الشرق الأوسط للخطر الهيئة الخيرية تسير 75 شاحنة جديدة إلى غزة الاحتلال يهدم منزل شهيد في القدس المحتلة مدرب المنتخب الأولمبي يبدي رضاه عن أداء الفريق أمام استراليا البريد يشارك في احتفالات المملكة بيوم العلم صحة غزة: مخاوف كبيرة من توقف مولدات الكهرباء في مستشفيات القطاع مسؤول اسرائيلي يكشف عن عرض حماس لهدنة بغزة دوافع دينية وراء طعن الكاهن في سيدني وسط تزايد المخاوف .. الذهب يصل لمستوى قياسي اختراق بيانات حساسة لإسرائيل من قبل هاكرز وظائف شاغرة ومدعوون للتعيين - أسماء فقدوا وظائفهم في التربية - أسماء استقرار أسعار الذهب محلياً اليوم أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي اليوم إربد .. ازدحامات بشارع البتراء بعد حادث واحتراق مركبة إتلاف 1265 طنا من الحليب الطازج خلال 3 أيام الاحتلال ينوي نصب 10 آلاف خيمة قرب رفح خلال أسبوعين
موسم الحج في عيون وزارة الاوقاف
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة موسم الحج في عيون وزارة الاوقاف

موسم الحج في عيون وزارة الاوقاف

03-10-2015 12:43 PM

مع كتابة هذه الكلمات تكون رحلة الحج هذا العام قد وضعت أوزارها ، وعاد حجاج بيت الله الحرام الى بيوتهم وأوطانهم سالمين وغانمين ، يرجون من الله القبول. ونسأل الله لهم ذلك.


كما نسأله تعالى ان يرد الغائبين والمفقودين الى اهلهم سالمين غانمين.


وبصفتي شاهد ماشافش كل حاجة ، فإنني اضع شهادتي على هذا الموسم بين يدي المسؤولين ، علها تكون من باب النصيحة والمساهمة في التغيير والتطوير.


ففي نهاية كل موسم حج تقوم وسائل اعلامنا بإطراب الآذان بنجاحٍ لم يسبق له مثيل ، ويبقى سيل المديح والثناء على الجهود التي تبذلها وزارة الاوقاف والجهات المعنية لنجاح الموسم ، الى ان يأتي عهد جديد يظهر الاخطاء بل الخطايا التي كانت تقترف في المواسم السابقة،وهكذا دواليك . ونحن هنا لا نريد ان ننتظر ذلك العهد الجديد، بل نريد ان نضع النقاط على الحروف ، ونقول للمحسن احسنت ، وللمسيء اسئت.


ولو اردنا ان نضع معايير واضحة ومحددة لقياس مدى نجاح الموسم من فشله ، فإننا وبكل شفافية سنمنح هذا الموسم (1436هـ) لقب (اسوء موسم) مرّ في تاريخ الحج الاردني منذ عام 1992م وحتى يومنا هذا(مع تقديرنا لكل الجهود التي بذلت على المستوى الفردي من بعض موظفي وزارة الاوقاف وعلى رأسهم معالي الوزير وغيرهم من الجهات الرسمية واصحاب الشركات) .

ذلك ان كل المعطيات تشير الى التخبط والتردد والفوضى في تعاطي المسؤولين مع متطلبات وخطوات تنفيذ موسم الحج لهذا العام ، منذ تسجيل الحجاج الاولي الى عودتهم الى ارض الوطن مرورا بالحصول على التأشيرات وحجز السكنات وتصديق العقود وفحص الحافلات ومخيمات منى وعرفات.


وحكاية رحلة الحج لهذا الموسم حكاية غريبة مليئة بالأعاجيب والألغاز ، بدأت من تشكيل لجنة حج جديدة في وزارة الاوقاف ، بعض افرادها مليء بالحيوية والاندفاع غير المدروس ، وبعضهم متردد يعيش هاجس الخوف والرعب مما آلت اليه الامور في مواسم سابقة لا تخفى على الكثيرين . و بدأت هذه اللجنة التخطيط للموسم من جديد ، ولم تلتفت الى الخبرات السابقة التي بنيت عليها مواسم الحج ،وتم فيها بناء بنيان يصلح لتلافي الاخطاء وتعظيم الايجابيات ، وكأن ما سبق ارث ثقيل يجب التخلص منه.


وقد بدأت ملامح الضعف والتراجع في هذا الموسم مع رحلة استئجار مساكن الحجاج، والتي بحق يمكن تسميتها برحلة الالام ،حيث جعلت الشركات الاردنية تقف وقفت المتسولين امام سماسرة العمارات والشقق ، بل وأدت الى خلافات بين اصحاب الشركات جعلت من الاردنيين حكايا يتندر بها اهل مكة المكرمة المهتمين بهذا الشأن. وكل ذلك بسبب الاليات غير الواضحة لاستئجار السكن والتوقيت الذي حصر اصحاب الشركات في مدة محددة يهيمون على وجوههم في مكة المكرمة للبحث عن سراب غير موجود ، او حتى عنزة ولو طارت ، ولم تحل هذه المشكلة الا بعد تعطف اصحاب القرار بتعديل بعض المواصفات ، ليتسن لأصحاب الشركات استئجار مساكن موجودة على ارض الواقع.


والملمح الثاني كان بتوزيع التصاريح التي بدأت بداية موفقة ولكنها لم تستمر على نفس الوتيرة ،وبدأ التأخير والمماطلة بسبب التدخلات والواسطات والمحسوبيات وغيرها من الامور التي لا تغيب عن مجتمعنا . وبسبب ما يسمى بصندوق الحج الذي بدأت عطايا تأشيراته قبل عامين، ولا يعلم الا الله ما سيؤول اليه هذا المشروع الذي وصفه احد وزراء الاوقاف السابقين بانه وسيلة تقديم الاغنياء على الفقراء في الحج .


اما المعلم الاخر والذي سجل سابقة في تاريخ الحج الأردني فهو آلية حصول وزارة الاوقاف على التأشيرات من القنصلية السعودية، وما رافقه من تخبط وفوضى وعدم دراية في التعامل مع المسار الالكتروني الجديد ، وقد الحق ضرراً بالغاً في سمعة الوزارة بشكل خاص، و الاردن بشكل عام . ففي الوقت الذي كان فيه الحجاج من كافة دول العالم يطوفون ببيت الله الحرام ،وكانت بعض الدول تبحث عن ضحاياها تحت رافعة الحرم ، كانت شركات الاردن تبحث عن جوازات الحجاج الاردنيين في اروقة الوزارة (التي تاخرت كثيرا في استلام جوازات الحجاج من الشركات) ، حيث تبين ان معظم هذه الجوازات لم يدخل القنصلية اصلاً ، وبعضهم لم يبق على سفره سوى يوم واحد ، وبعض الجوازات تم اعادتها على انه غير مقروء اليا بعد انقضاء موعد السفر، وهكذا كانت المآسي التي سببها التأخير في الحصول على التأشيرات لها ما بعدها ،حيث تشتت بعض العائلات في رحلة السفر ، فسافرت الزوجة ولم يسافر زوجها معها لان جوازه لم يؤشر بعد!

وسافر الابن المرافق ولم يسافر الاب او الام لذات السبب ، وهكذا عليك ان تتخيل مدى الغضب والحنق الذي عاشه حجاج بيت الله الحرام وهم يستعدون لرحلة العمر ، كما تسبب هذا التاخير في الغاء حجوزات الطيران لبعض الحجاج مما تسبب في خسائر مالية كبيرة كون تذاكر الحج لا تعدل ولا تتبدل ، كما ان موعد سفر معظم حجاج البر تأخر يوما كاملا عن اليوم المقرر بسبب هذا التخبط ،وهو ما حدا بوزارة الاوقاف الغاء حفل تفويج الحجاج لهذا العام.


اما الحافلات التي وُعِدنا بأنها لن تقل اكثر من (44) راكب ،حيث سيتم توسيع المسافة بين مقاعد الحافلة وتفكيك وازالة المقاعد الزائدة ، وان الحجاج سيتمتعون هذا العام بسعة لم يسبق لها مثيل في الحافلات ، فإنني لم ارى هذه الحافلات اطلاقاً ، وكل الحافلات التي رأيناها كانت تحتوي على 48 مقعد بالحد الادنى الا حافلات ال (vip) التي تمتاز بأسعار مقاعد خيالية. اما القصة العجيبة الاخرى التي تخص الحافلات ، فهي الاكتشاف العظيم هذا العام بخصوص حافلات المرسيدس نوع (البا) انها ذات منشأ غير اوروبي ، وبما ان الوزارة قامت هذا العام بتصنيف الحافلات الى منشأ اوروبي ومنشأ غير اوروبي للتفاضل في الاسعار ، تبين انه لا يوجد في الاردن حافلات سياحية ذات منشأ اوروبي.


اما مخيم عرفات فحدث ولا حرج ، اذ تلاشت فرحة الحجاج بالخيم الالمانية الجديدة امام الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ، وبالتالي توقف المكيفات عن العمل في جو صحراوي لاهب تتجاوز فيه درجات الحرارة (40) درجة مئوي، وتحولت هذه الخيم الى مراكز للساونا لم يستطع الحجاج البقاء فيها اكثر من ساعة .


وأخيراً وليس اخراً فإن توزيع تأشيرات الاداريين والمرافقين والتي شابها كثير من الشكوك وعلامات الاستفهام ، والكم الهائل من التأشيرات التي تم بيعها هذا العام ، يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن المستفيد الحقيقي من وراء هذا التخبط والفوضى ، وهل كان مقصوداً ام لا ؟؟ وهذا العدد الكبير من الحجاج الذين كانوا يحملون صفات ادارية مختلفة على تأشيراتهم (مثل مرافق او مرافقة بعثة صحية ، ومرافق او مرافقة اداري خدمة حجاج ، ..الخ) ودفعوا اثماناً باهظة لهذه التأشيرات ؟ في الوقت الذي كان فيه اصحاب الشركات يتوسلون لمنحهم تأشيرات اداريين حقيقين لخدمة حجاج بيت الله الحرام.


وهنا لا انسى ذلك الشرطي النشمي على المعبر الحدودي الذي سألني ببراءة :


كانت وزارة الاوقاف تمنح الشركات اداري واحد لكل مائة حاج ، فما بالها هذا العام تمنح مائة اداري لكل حاج؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع