اتخذت وزارة التربية والتعليم منذ عدة ايام مجموعة من القرارات كان من ابرزها عدم معادلة شهادة الثانوية العامة الصادرة عن دول عربية لا تخضع في نظامها التعليمي لامتحان وطني عام الا اذا اقترنت بخضوعهم لاختباري القدرات والتحصيلي في مكان اقامتهم. وجاءت هذه القرارات المفاجئة بعد مضي أكثر من شهر على قدوم الأبناء والأسر الأردنية الى السعودية والتحاق الأبناء والبنات في مدارسهم منذ اكثر من الشهر.
ولا شك أن هذه القرارات المفاجئة التي ارتأت الوزارة تطبيقها ابتداء منذ بداية هذا العام الدراسي لم تعطي الفرصة العادلة للطلبة وأولياء امورهم للاختيار في القدوم للسعودية وما يتطلبه ذلك من اجراءات صعبة ومتعددة أو البقاء في الأردن لتأدية امتحان الثانوية العامة في الأردن ، مع ان بعض الأسر الأردنية مقيمة في السعودية ورتبت امورها هناك تبعا لطبيعة عمل الزوج أو الزوجة.
ولم تقتصر الأمور والمفاجئات عند هذا الحد بل استمرت الوزارة في اتخاذ المزيد من القرارات المتسرعة والتي جاء آخرها قرارها الذي اتخذ أمس والصادر عن لجنة معادلة الشهادات في الوزارة والذي تلغي فيه قرارها السابق الذي اتخذ قبل عدة أيام لتؤكد هذه المرة على عدم الاعتراف نهائيا بشهادة الثالث ثانوي (التوجيهي) الصادرة عن المدارس السعودية بكل أشكالها، وجاء القرار هذه المرة ليشكل صفعة واساءة بالغة للأردنيين المقيمين في السعودية وليضعهم في موقف العاجز عن التصرف في هذا الشأن.
هم مقيمون واسرهم منذ سنوات في السعودية ويخضعون لأنظمتها التعليمية ومرتبون لظروفهم المعيشية والتعليمية على هذا الأساس، ويصعب عليهم بين عشية وضحاها العودة هم وأبناءهم الى الأردن والبدء من نقطة الصفر.
والعجب العجاب أن ذلك يأتي بعد مؤتمر المغتربين الذي بنى عليه المغتربون آمالا كبيرة لتحسين أوضاعهم وظروفهم في بلاد الاغتراب.
نحن الآن ننتظر أن تعود الوزارة عن قراراتها وأن تأخذ بعين الاعتبار آلاف الطلبة الأردنيون الذين يدرسون الصف الثالث الثانوي السعودي لهذا العام ليس بطرا أو بحثا عن السهولة بل لتواجدهم هناك مع اسرهم المقيمة هناك بحثا عن الرزق ، ومع العلم أيضا أن معظم أبناء المغتربين الأردنيين بالخارج يدرسون في الأردن اما في المسار الموازي أو في الجامعات الخاصة.
وفي النهاية لابد لوزارة التربية والتعليم أن تعود عن هذه القرارات المتسرعة غير المنصفة لوضع حد لحالة الارتباك التي تعيشها الآن معظم الأسر الأردنية المقيمة في المملكة العربية السعودية.