أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة
ثقافة الموت

ثقافة الموت

29-08-2015 11:33 PM

ابغض كلمة الارهاب ، لأنها موجعة وتقض المضاجع ، ورأيت أن استبدل تلك الكلمة بثقافة الموت ، علّها تكون اهون واخف وقعا على الصدور ، تلك الثقافة التي ما زالت تحاصر العرب من كل حدب وصوب ، من اليمن وليبيا الى العراق وسوريا ، وما مصر والجزائر بعيدتان عن هذه الثقافة ، ونأمل أن لا تنتشر وتمتد في تونس ، ثقافة اصابت تفكيرنا بالعجز واليأس والاحباط ، وكأن العقل العربي ينقصه زيادة في الشلل العقلي وعدم القدرة على استخدامه ، وصار لزاما ايجاد مخرج لهذه الثقافة المتفشية في الاوساط الشبابية العربية ، بعد أن تاهت الرؤى وتبعثرت الاهداف ، لدى كل من يمارس هذه الثقافة او يفكر باعتناقها
هل هو قدر الشباب وربما المراهقين أن يتعايشوا مع هذه الثقافة البائسة التي تلفظ الحياة ، وهل عَجِز العقل العربي على انتاج ثقافة بديلة ، تقوم على حق الجميع بالحياة على أسس العدل والمساواة وكرامة الانسان ، واعطاءه حقوقه في كل المجالات مثلما عليه واجبات ، وهل حرق الكتب ومنعها من دخول البلاد ومراقبة المساجد والداخلين اليها والخارجين منها ، سيضع حدا لهذه الثقافة ، مع يقيني المطلق بان المساجد ليس لها علاقة بانتاج ثقافة الموت او حتى ارهابيا واحدا ، وهل عجزت الدول العربية والمسؤولين فيها بالاضافة الى كوكبة السياسيين والمفكرين والعلماء والمثقفين العرب ، من وضع بدائل يستدل عليها الشباب والمراهقين ويقضوا اوقاتهم معها ، وتكون معينا لهم وخير مرشدا ، هي اسئلة كثيرة تجول في خاطر كل من ينبذ ثقافة سائدة لا تنتج إلا الموت والخراب والتدمير .
لا شك في إن المعالجات الامنية ومراقبة افواه الناس وتكميمها ، قد فشلت في وضع حد لهذه الثقافة ، ومع ضرورة استمرار التيقظ الامني ولا اقول التضييق على حرية الرأي للحد من تمدد ثقافة الموت ، لا بد من العمل المخلص لتلمس الطريق الصحيح للخروج من مأزق هذه الثقافة ، لا بد من تغييرها واستبدالها بثقافة الحياة والتمسك بها وعيشها بحب ومودة وسلام ، ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، من خلال زراعة انماط فكرية وسلوكيات مختلفة تصب في النهاية لخدمة الوطن والانسان ، وكلما عملنا صعودا لصالح ثقافة التنوير ، كلما سادت ثقافة التسامح والتعاضد واحترام الرأي والرأي الآخر ، وكلما توقفنا عن تكميم الافواه والاعتقال والزج بالسجون لمجرد رأي قيل هنا وهناك ، كلما زاد الاعتزاز بالوطن والغيرة عليه وافتداءه ، وكلما اعدنا للانسان كرامتة وبسطنا العدل وفرضنا القانون فوق الجميع ، كلما زاد الانخراط في بناء الوطن واعلاء شأنه
إن انتاج تقافة الموت وتمددها هي مسؤولية الجميع ، وهي لا تقف عند طرف دون آخر ، بدءا بالانظمة واجهزتها الامنية التي تصادر انسانية الانسان وكرامته ، وتمنع عنه حقوقه بينما تطالبه بالواجبات ، مرورا بأولئك الذين يحتكرون الدين لأنفسهم ويلوحون بالجهاد في غير مكانه ، ويُحرّمونه على أبنائهم ، وانتهاء بالبيت والأسرة التي يقع عليها مسؤولية مراقبة فكر ابنائهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم ، وفتح الآفاق لابداعاتهم الانسانية
إن القضية الأهم ونحن نتصدى لهذه الثقافة الهمجية ، هي انتاج ثقافة مكان ثقافة ، وهي قضية لا تعد ترفا ولا ترويحا عن النفس ، بل أن من صميم المعالجة حق الناس بالكرامة والأمن الوطني والاجتماعي ، والسلام والاستقرار السياسي والاقتصادي ، والانتباه الى مستويات الأمية المتفشية ، وكذلك الفقر والبطالة التي تعاني منها غالبية الشعوب العربية ، وهو الأمر الذي يجب أن نوليه الأهمية القصوى ، اذا اردنا أن نحد من ثقافة قضّت مضاجعنا وروعت نفوسنا ، ونقف سدا منيعا في وجه انتشارها والمروجين لها ، كما انه لا بد من فتح ابواب المشاركة السياسية على مصراعيها ، ليدخل منها الشباب ويساهموا في صناعة القرار ، والمشاركة في بناء الاوطان ، انها مجموعة قيم لو قمنا بتنفيذها ، سوف نكسب الوطن والمواطن معا ، وإن لم نفعل فان وجودنا سيبقى مهددا وقابل للاندثار .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع