الأمثال العربية في غالبيتها منحازة إلى النخبة من المجتمع الذي تتحدث عنه ، وهي التي من المفروض أن تكون صدى أوجاع الشعب ، فهناك على سبيل المثال ابن الشيخ ، شيخ ، وابن الباشا ، باشا ، ومن هنا فإن الحكومات على تواليها العددية أخذت بهذا المفهوم فأصبحت المناصب العليا أملاك غير منقولة إلا للورثة.
فأبناء القضاة هم قضاة والوزراء هم وزراء وذلك من أجل المحافظة على التوازن الاجتماعي بحيث يبقى المحروم محروماً للأبد ، والمحظوظ محظوظاً للأبد ، وقد ترددت طرفة على ألسنة الناس أن أحد الوزراء عندما نجح ولده في التوجيهي سألوه ماذا سيدرس قال وزير .
هذه هي خصصة الوطن وهذا هو احتلال لمقدراته ووظائفه الحكومية " المحرزة " الكبيرة والعليا ، نحن لسنا ضد ابن الوزير إذا استحق المنصب ، ولكن ..........
أيها المتمتعون بخيرات الوطن ارفعوا أيديكم قليلاً ... نريد أن نتفس حتى لا يختنق الوطن ، نريد احرارا يرفعون قلوبهم الى السماء حتى تبقى النفوس عالية ، ولا نريد اسيادا يخدعون الوطن وهم يبحثون بداخلهم عن العبيد.