عرف المسلمون لأول مرة في حياتهم فكرة الاصطفاف إلى شخصيات قيادية وانتخاب هذه الشخصية لغرض القيادة الدستورية للأمة بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام حين تم انتخاب أبا بكر الصديق في مزاحمة ندية من أهل يثرب ، وكيف أن أبا بكر وقف بين الناس في خطبته الأولى وقال : إني وُليتُ عليكم ولست بخيركم ، وإن وجدتم فيّ اعوجاجا فقوموه .. ، وقد كان أبو بكر موفقاً في قيادته للأمة وصادقاً فيما عاهد الله عليه كما هو معروف ، واستمرت فكرة تسليم السلطة بين الهيمنة والتوريث والديمقراطية الحديثة ، حتى وصلت إلينا بانتخاب نواب بصورة ديمقراطية لكنهم حين يصلون إلى كرسي المجلس لا يحالف الكثير منهم التوفيق ، فهل لنا الحق بنزع هذه السلطة ؟ بعد أن تسلمها وذلك بتقديم عريضة للمجلس بعدم كفاءته مثلاً ولا أقول بالقوة كما حصل في مصر مع مرسي الذي نجح ديمقراطياً ورسب قيادياً ، وهذا أمر تم طرحه في المؤتمر بين النائب الأقطش وعمرو موسى كما هو معروف ، وقد كان رد معالي وزير الخارجية الأردني رداً دبلوماسياً نتبيّن منه دقة رؤيته للموضوع الشائك ، نعم إن النجاح ديمقراطياً لا يعني الامتلاك دون قيادة واعية كما قال أبو بكر ، ولو كان أبو بكر دكتاتورياً لقوموه بسيوفهم كما رد عليه أحد الحاضرين : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا .. ونحن وكما أرادها معالي وزير الخارجية نتمنى أن نقوّم اعوجاج النواب ، وكما كان الحق لغيرنا في تاريخ أمتنا لماذا لا يكون لنا ؟ وكما فعلها شعب مصر مع مرسي حين قوّموه ...رغم نجاحه ديمقراطياً ؟ نعم أعلم أن هناك من يعارض فكرة خلع مرسي ، وفكرة التقويم وطريقتها لكنني أقول لماذا لا يُطرح استفتاء كل سنة لينال من خلاله النائب الثقة كما هو الحال مع الحكومة ، ما قبلناه لغيرنا علينا أن نفعله ، وشكراً لمعالي الوزير الذي أجاب وأجاد وها نحن نُكمل قوله فقط