أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي يبحثان التعاون المشترك 15 شهيدا وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال نادي الشجاعية بغزة دول منظمة الصحة تفشل في التوصل إلى اتفاق على سبل مواجهة الجوائح مسؤول تركي: أردوغان سيلتقي بايدن في البيت الأبيض في 9 أيار الدفاع المدني يتعامل 1270 حالة إسعافية مختلفة خلال 24 ساعة يديعوت أحرونوت: واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو حزب الله يستهدف ثكنة زبدين الإسرائيلية إصابة 61 جنديا إسرائيليا بمعارك غزة منذ الأحد الماضي وزير الخارجية يجدد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للأقصى أسعار النفط تحقق مكاسب شهرية بأكثر من 7 بالمئة فيتو روسي ينهي مراقبة نووي كوريا الشمالية بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا
الزعرنة في السياسة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الزعرنة في السياسة

الزعرنة في السياسة

20-06-2015 01:47 PM

يفترض كثير من المواطنين أن من يتصدرون المشهد السياسي هم الأكثر معرفة بالشأن العام ، والأكثر دراية بدهاليز السياسية وأنفاقها ، والأكثر حرصا على تحقيق الصالح العام.

نقول لهم افتراضاتكم هي مجرد أوهام وليس فيها شيء من الصحة والواقعية حيث أن هؤلاء السياسيين وصلوا لمواقعهم البرلمانية أو الحكومية او الوزارية أو الجامعية بطرق ملتوية ومغشوشة .

بعض هؤلاء من أصحاب الألقاب دولة، سعادة النائب أو العين أو المعالي أو العطوفة غير مؤهلين من حيث الكفاءة ولا من حيث الأخلاق لتمثيل الناس أو التحدث باسمهم.

نعرف عن بعض الشخوص الذين لديهم قيود أمنية متعلقة بتهم الرشوة ، والاغتصاب ، وتزوير الشهادات العلمية ، والشيكات المرتجعة وغيرها من الأفعال المشينة التي يندى لها الجبين ثم بعد ذلك وبقدرة قادر نجدهم يتحدثون عن السياسات الداخلية ، وعن حصافة القضاء ، وعن الاستقامة في العمل .

المدهش في الموضوع أن هؤلاء الزعران السابقين يركزون في حواراتهم وكلماتهم على الأشياء التي يفتقدونها مثل الشرف ، والمحافظة على المال العام ، ونظافة اليد ، والتفاني في العمل.

إنهم زعران بكل ما تحمل الكلمة من معنى فلا تغرنكم بدلاتهم الأنيقة ، وربطات أعناقهم الحريرية ، وسياراتهم الفارهة، وعطورهم الفواحة التي لا يمكنها أن تغطى على نتانة أفعالهم وسرقاتهم ورشواتهم.


يا ترى من الذي يصنع هؤلاء؟ وكيف يتحول شخص سفيه أخرق بين عشية وضحاها الى شخصية عامة تتحدث باسم الجماهير؟

ومن الذي يدفع بهؤلاء الى سدة السياسة والحكم؟ يمكننا أن نتفهم تعيين شخص سفيه ليصبح وزيرا من باب امتصاص الناس ، واحتواء المعارضة أحيانا، (Cooptation) أو شراء الذمم ومكافأة المسحجين ليستمروا بالعمل أبواقا مأجورة للباطل ، وشرعنة سياسات حكومية بائسة ، ولكننا لا نستطيع أن نفهم كيف تقوم الجماهير بانتخاب بعض إن لم يكن كثير من الشخوص لمجلس النواب أقل ما يقال فيهم أنهم سحيجة ولهم سوابق في الرشوة والخاوة والاحتيال والنصب؟؟

كيف يفرز المواطنون من يمثلهم ويشكل رقابة على السلطة التنفيذية إذا كان هؤلاء الشخوص هم أنفسهم فاسدون ولديهم تاريخ من الزعرنة السياسية؟


يخرجون علينا هؤلاء المدعون بأنهم سياسيون ينظرون علينا في الاستشهاد ، وتقديم مصلحة الوطن والتضحية من أجله ، وهم لا يقدمون للوطن شيئا والحقيقة أننا لا نريد منهم أن يقدموا شيئا وإنما فقط أن لا ينحرو الوطن ولا يسرقوه .

أحد المعارضين من البعثيين القدماء يذهب الى بشار الأسد داعما له قتل شعبه وقد سبق وأن تقلد مواقع وزارية عديدة ورتب وضع أولاده في وزارة الخارجية وغيرها وعندما يتصدر الجلسات ينظر على بعض المغفلين من أقاربه ومعارفه بطريقة تشعر السامعين أنه المناضل تشي جيفارا؟

أحد رؤساء الحكومات السابقين الذين لم نعهد عنه التدين ولا الصلاة وهو معروف بقلة الالتزام الديني يدعونا الى تشكيل لجنة لمراجعة الموروث الديني لتنقيته من الخرافات الله أكبر، والله أن شر البلية ما يضحك..

يزعجني ما أسمع من أحدهم الذي زور أوراق الثانوية العامة ودخل عليها لإحدى الجامعات ليحصل على الشهادة الجامعية الأولى ثم يتبرع لمؤسسة خيرية مبلغ معين فتمنحه الدكتوراه الفخرية ليصبح صاحب لقب علمي ، وعندما تسمعه يتحدث تعتقد بأنه الإمام الغزالي أو ابن تيمية من كثرة استشهاده بالأحكام الشرعية ؟

رؤساء وزراء يعينون أبنائهم وبناتهم في الوظائف القيادية في الديوان الملكي ورئاسة الوزراء والسلك الدبلوماسي بصلف شديد (عينك عينك) ويطالبون الناس بالتضحية والفداء وأن يصبحوا مشاريع شهادة أمام داعش واعجبي.


خلاصة القول السياسيين لم يعودا نخبا في بلدنا وان العاملين والمنخرطين في السياسة ليسوا جميعهم سياسيين حقيقيين ، وأن بعضهم زعران امتطوا ظهر السياسة لتحقيق مصالحهم وبلطجيتهم.

مثل هؤلاء يمكن أن يكونوا في أي موقع في الدولة ويحملوا أعلى الألقاب ويمتلكوا من النياشين والدروع والأوسمة وما تنوء به أكتافهم ومناكبهم ولكنهم كالذين يحملون أسفارا فبئس الحامل والمحمول .

حالنا ووضعنا السياسي وإدارتنا الحكومية لن تشهد تحسنا وتبدلا ما دام المسرح السياسي يسيطر عليه سياسيون يغلب على سلوكهم وتصرفاتهم سمة الزعرنة والسرسرة.

والحقيقة التي لا بد من مواجهتها هي أن المشكلة تكمن ليس في السياسيون الزعران أنفسهم بقدر ما تكمن في الاليات والقنوات التي تتيح لهؤلاء الزعران من التقدم في الرتب السياسية الادارية ، والنمو الوظيفي والتسلق إلى أعلى المراتب في أجهزتنا السياسية والإدارية.

ونحن نرى في هذا السياق بأن على النظام السياسي التوقف عن اجتذاب السحيجة والسياسيين الزعران وتوظيفهم ليعملوا أبواقا له حيث أن هذا الأسلوب في انتقاء القادة والساسة والبطانة المحيطة بأولي الأمر تفسد المجتمع وتعصف بقيمه العليا وتنشئ جيلا من المنافقين والمتهافتين على السلطة والجاه والمستعدين لفعل الموبقات من أجل تحقيق غاياتهم وأهدافهم.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع