منذ عشر سنوات تقريباً دخل على مجتمعنا الأردني أمرين يشبهان بعضهما البعض الى حد كبير من حيث الشكل والمضمون رغم إختلاف الغاية منهما وهما مؤتمر دافوس الاقتصادي وجاهه العريس حيث أصبحت جاهه العريس لدينا تأخذ شكل وصدى كبيرين من حيث دعوة أصحاب الدولة والمعالي وعدد كبير من المدعوين مع حجز صالة فاخرة وتشكيل لجان استقبال ووداع للمدعوين وترتيب أماكن الجلوس حسب الوضع الوظيفي والاجتماعي والعشائري وتقديم أفضل الحلويات والمشروبات ويتم من خلال الطلب والرد عليه تفخيم وتلميع العشيرتين ( عشيرة العريس وعشيرة العروس ) وبالطبع يتحمل العريس وأهله كافة التكاليف علماً بأن العريس عقد قرانه منذ فترة زمنية سابقة على هذا الأمر فالموضوع بحد ذاته عبارة عن فخفخة وجخه كذابة لا ينوب المستضيف منها سوى النفقات الباهظة التي حملها لنفسه ونعود هنا الى مؤتمر دافوس الاقتصادي فمنذ سنوات والأردن يستضيف فعاليات هذا المؤتمر ويتم حجز أفخر قاعات الإجتماعات ووسائل الإتصال المناسبة وحجز أفخر الأجنحة بالفنادق للضيوف وتشكل لجان إستقبال ووداع وتقدم بوفيهات الضيافة وتنشغل وسائل الاعلام بالتغطية وخلال أعمال المؤتمر يتم الإعلان عن اتفاقيات إقتصادية ويتم تضخيم المبالغ المتفق عليها ضمن هذه الاتفاقيات وذكر مبالغ بالمليارات وهي وإن وجدت فعلاً تكون سابقة على وقت إنعقاد المؤتمر وينتهي المؤتمر كما تنتهي مراسم الطُلْبَة عندنا بأكل الحلويات وتناول المشروبات والتمتع بالإقامة ويغادر المدعوين معاً وفي وقت واحد وبعدها يتم إحضار الفاتورة للعريس وأهلة لدفع التكاليف والشعب الأردني يمثل أهل العريس بالنسبة لمؤتمر دافوس لا يحصل من هذا الموتمر الا على فاتورة التكاليف وهو المطالب بسدادها رغماً عنه مش هو العريس .