العرب اليوم - ياسر مهيار

بات من حكم المؤكد استمرار فنادق البحر الميت والبترا في تنفيذ قرارها الخاص برفع اسعارها مع بداية الموسم السياحي المقبل الذي يبدأ مع الاول من تشرين الثاني المقبل ويستمر الى نهاية تشرين الاول .2011

ورغم الكتب التي تم توجيهها من قبل جمعية السياحة الأردنية الوافدة الى نظيرتها جمعية الفنادق وكافة الفعاليات السياحية بضرورة تثبيت الاسعار, خاصة خلال هذه الفترة التي تتواصل فيها تداعيات الازمات المالية والاقتصادية التي عصفت بدول العالم خاصة الاوروبية منها التي يعتمد عليها الأردن بشكل كبير, الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل من دون الحصول على رد رسمي من قبل جمعية الفنادق الأردنية.

فنتيجة رغبة الفنادق بتحقيق المكاسب المالية, يأتي الهدف الرئيسي لفنادق البترا والبحر الميت من وراء رفع اسعارها, رغم نجاح المحاولات السابقة في تثبيت ضريبة الايواء على الفنادق بنسبة 8 بالمئة التي كان معمولا بها في العام الماضي.

وقال الناطق الاعلامي باسم جمعية السياحة الأردنية الوافدة مهند ملحس ل¯العرب اليوم انه بناء على الاسعار الجديدة التي فرضتها الفنادق فان اكبر نسبة ارتفاع كانت في فنادق البترا نتيجة قلة عدد الفنادق هناك ورغبة من الفنادق بتحقيق المزيد من الارباح المالية يليها فنادق البحر الميت بنسبة اقل, اما فنادق العاصمة فهي على حالها حيث عملت على تثبيت اسعارها.

واضاف ان فنادق البترا والبحر الميت, عمدت خلال السنوات الثلاث الماضية الى اتباع سياسة رفع اسعارها تدريجيا وبشكل منطم, بحيث ارتفعت أسعارها منذ عام 2007 حوالي 80 بالمئة, الامر الذي دفع العديد من شركات السياحة والسفر خاصة الوافدة منها الى تغيير تكلفة برامجها السياحية على ضوء هذا التغيير على النقيض من الدول الاخرى التي يسود العمل في قطاعها نوعا من الاستقرار في تحديد الاسعار.

وتخوف ملحس من استمرار هذه السياسة التي اصبحت تعتمد في كل عام, الامر الذي سيهدد بضياع الانجازات التي تحققت على صعيد القطاع السياحي الذي بات اليوم من أكثر القطاعات اهمية في الاقتصاد الوطني, مشيرا ان اسعار الفنادق في الأردن اصبحت مرتفعة بشكل كبير جدا مقارنة مع الدول المجاورة التي تستهدف كما هي الأردن استقطاب السياح الاوروبيين والاجانب, حيث تخطت اسعار الفنادق الأردنية نظيرتها المصرية والتركية والسورية.

وقال لقد اصبح اليوم ومن خلال العروض والبرامج السياحية, السفر الى تركيا لمدة 3 ايام يوازي المكوث في فندق بالمملكة ليوم واحد وهذا امر لا يبشر بالخير في مستقبل العمل بالقطاع, مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة المحافظة على قدرة المنافسة التي يمتلكها الأردن خاصة مع الدول المجاورة في هذه الاوقات التي مازال يعاني منها الاقتصاد العالمي من ازمات مالية خانقة دفعت العديد من السياح الى الغاء او تأجيل رحلاتهم خوفا من التكاليف العالية, لذلك فان الاجدر هو تثبيت الاسعار لا رفعها خاصة في المناطق التي تعتبر الاكثر اقبالا ورغبة لدى السياح في الأردن, وذلك في محاولة لتشجيع السائح لزيارة المملكة مرة اخرى.

وكانت جمعية السياحة الاردنية الوافدة اصدرت مؤخرا بيانا وزعته على هيئة تنشيط السياحة, وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة, وهيئة إقليم البترا التنموي السياحي, ودائرة الاثار العامة, وهيئة موقع المغطس, وجمعية وكلاء السياحة والسفر, وجمعية الفنادق الاردنية, اضافة الى جمعية المطاعم, دعت فيه وزارة السياحة والاثار وجميع مزودي الخدمات والشركاء في القطاع الى عدم القيام بأية زيادات على أسعار الخدمات للعام الحالي والعام المقبل في ظل الوضع الاقتصادي الراهن وتأثير منطقة اليورو على الاقتصاد العالمي وعلى قرارات السياح في السفر.

واكد البيان ان هذه الدعوة جاءت في ظل الضربات المتكررة التي تعرضت وتتعرض لها العملة الاوروبية الموحدة ( اليورو) حيث تراجعت بنسبة 2.14 بالمئة مقابل الدولار خلال العام الحالي جراء معاناة دول منطقة اليورو من أزمات اقتصادية, ومن المتوقع أن تستمر العملة في تراجعها خاصة في حال استمرت منطقة اليورو في التعرض لصعوبات اقتصادية بحسب مؤسسات اقتصادية أوروبية.

كما طالبت جمعية السياحة الاردنية الوافدة جميع العاملين في القطاع السياحي الاردني ضرورة التعامل مع المتغيرات العالمية بمرونة واستراتيجية منظمة تقوم على قراءة المواقف والتصرف قبل وقوع الضرر وعدم الانتظار حتى وقوع الازمات ومن ثم الاستجابة التي تكون عادة متأخرة ومضرة بمصلحة الجميع.