خرج علينا صباح هذا اليوم عطوفة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونه رئيس الجامعة الاردنية عبر أثير اذاعة الجامعة – الجامعة الام أو كما يحلو لنا تسميتها دائما بـ "أم الجامعات" مخاطباً أبنائه الطلبه وأساتذتهم الاعزاء وأهاليهم وكل من يعنيه شأن رفعة الجامعة متحدثاً في موضوع يؤلم كل من يسمعه.
لم يكن احد ليصدق وجود من يريد العبث بوقت الطلبه واهتماماتهم الدراسية والبحثية واللامنهجية داخل جامعتهم الحضن الدافىء بهذه الصورة الهستيرية. وعسى أن يكون ما سمعناه خطأ أو سوء تقدير لموقف، لكن كل ما نسعى اليه نحن الاباء والامهات هو تنشئة جيل يؤمن بالديمقراطية والحرية والتعددية والرأي والرأي الاخر في جامعة المفروض بتايخها والقها أن تشكل نبراساً ومثلا يحتذى من قبل جامعاتنا الاردنية الرسمية والخاصة.
والجامعة الاردنية منذ نشأتها الاولى وهي مصدر تحرر ورؤي وفكر. ولا يمكن لفرد أن يفرض فكره مهما كان على الاغلبيه، فالاقلية لا بد وأن ترضى برأي الاقلية وحتى ان رفضته بسبب فكر ما أو اسلوب حياة معين ليس من شأنها أو واجبها تغيير الواقع باليد، فنحن في بلد مؤسات وقانون، والتشريعات الاردنية والحمد لله لم تترك شاردة ولا واردة الا غطتها.
أما هؤلاء الطلبه والطالبات الذين يحاولون فرض رأيهم في موضوعات العلاقات الاجتماعية بين زملائهم في الجامعة، فما عليهم الا الحفاظ على أنفسهم أولا، ثم الدعاء لزملائهم بالخير والصلاح ثانيا، مع الحفاظ على خصوصيتهم، فالوسطية من شانها مساعدتنا جميعا في الوصول الى ما هو افضل، وحريتك أخي الطالب تنتهي عن ابتداء حرية الاخرين. وهذه الجامعة انشئت لتكون صرحا علميا جامعا لكل طالب علم أنت وغيرك، مثلها في ذلك مثل جامعات العالم المرموقة في سائر انحاء المعمورة. ومن المتوقع والواقع هكذا أن تجمع مختلف المعتقدات والقيم والتقاليد في بوتقه واحدة ، وتحت مظلة احترام الرأي والرأي الاخر، دون المساس بحقوق أي منها، كائنا ما كان.
الجامعة الاردنية اخوتي تسعى نحو العالمية بخطى راسخة وتحاول جاهدة من خلال اداراتها المتعاقبة، جزاها الله خيرا، السير الى الامام، وبرؤى صاحب الارادة بتأسيسها المغفور له جلالة الملك الحسين الراحل، طيب الله ثراه، الذي أرادها في حينه صرحا علميا متميزا في هذا البلد الامن. وهي تسير منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مقاليد الحكم، حفظه الله ورعاه وأعز ملكه، بخطوات متسارعة نحو تحقيق التميز والرفعة، فاين نحن من فكر هؤلاء؟ والى متى سيبقى البعض منا يجلد الذات ويغرد خارج السرب، مع يقينه بأن أهم ما يميز وطننا الحبيب الامن والامان والوحدة الوطنية والمحبة واحترام الرأي الاخر.
ونافلة القول، فان الظاهرة التي أشار اليها الاستاذ رئيس الجامعة، اذا جاز لنا تسميتها ظاهرة، تعود في الأساس لسلوكيات الفرد وترتبط به وبأسرته وبمجتمعه والبيئة المحيطة به. وهي ملازمة له، ومؤثر رئيسي في طباعه. ولا بد من تضافر جهود الجميع لمحاربتها والحد من آثارها حفاظا على ما تم انجازه في هذا الصريح العلمي المتميز والبناء عليه.
أما انتم يا من تغردون خارج السرب فلقد آن الاوان لتستيقظوا من غفلتكم وتصحوا من احلامكم ولتعلموا أن هذا البلد بلد امن بوعي أهله ومواطنتهم الحقه وعيون شجعانه الساهرة.
حمى الله الأردن بلدا أمنا وسدا منيعا أمام محاولات الأعداء والمتربصين ورعى قيادته وشعبه من كل مكروه.