منذ نعومه الاظفار وعلى مدى خمسه عقود ونيف مضت بسرعه البرق وشحنات الطاقه الايجابيه تعزز في النفس نزعه الانتماء والولاء لهذا الوطن الانموذج، البلد الرحب المتسامح، الغني بالقيم والقوي بأهله الذين تربوا على دماثه الخلق واحترام القيم والعادات والتقاليد.
كما يقال، فان الشدائد هي التي تظهر معدن الناس. ومعدن الاردنييون مشهود له على الدوام، ولقد أثبتوا خلال المحنه التي ضربت كل أردني وأردنيه وأصابتهم في أعماقهم عمق ارتباطهم بببلدهم واعتزازهم بقيادتهم الهاشميه الفذه، التي يحسدنا عليها القاصي والداني لما تتمتع به من حكمه ورويه واحترام للمواطن قل نظيره واهتمام متواصل بأوضاعه.
يا الله ما أروع ما شهدته مملكتنا الحبيبه من أواصر المحبه والتفاف حول القياده وتضامن مع عائله شهيدنا الطيار البطل المقدام معاذ الكساسبه، رحمه الله وتقبله مع الصالحين والابرار باذن الله، معاذ ابن عي الابيه وكرك التاريخ والمجد، فقد عمت دواوين العزاء المملكه في كافه أرجائها.
حيث ظهر للعالم أجمع أن الشهيد الطيار هو ابن لكل أردني حر وأردنيه نشميه مما خفف من آثار مصاب فقد العزيز على الوالد الحليم الشهم، الذي عكس مشاعر الحزن الابوي المكنونه بداخله على فقدان فلذه الكبد معاذ الغالي الى حاله اعتزاز وفرح بتقديم شهيد لتراب الوطن الغالي، والوالده المجروحه بالم فراق الابن البار التي خلطت الدعاء للشهيد بدعوه النشميات الاردنيات لغرس واجب الانتماء وحب الدفاع عن الوطن بين الابناء.
والاخوه والاخوات المفجوعين بنبأ استشهاد أخيهم، والزوجه المؤمنه بقضاء ربها، وأخونا عم الشهيد الباشا الدكتور فهد الذي لم تفارق الدمعه وجنتيه، والاخوال والاعمام المذهولين من الفاجعه التي ألمت بهم جميعا.
ولا نملك هنا بعد الافتخار باننا جزء من نسيج هذا الوطن العزيز، الا الدعاء للشهيد البطل بأن يتقبله الله قبولا حسنا وأن يأخذ بيد أهله وذويه ويصبرهم ويجزيهم أحسن الجزاء.
أما أنتم أيها الاردنيون الاشاوس يا ورثه الامجاد والملتفين دوما حول القياده الهاشميه الحكيمه، فالواجب يحتم على كل مخلص الشكر لكل نشميه ونشميه منكم، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، مع خالص الدعوات بأن يرعى الله الأردن بلدا آمنا وسدا منيعا أمام محاولات الأعداء والمتربصين ويحمى قيادته وشعبه من كل مكروه.